-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

المغرب والصحراء الغربية: استراتيجية “الندوات” تحت الطلب

امحمد البخاري
  • 4129
  • 2
المغرب والصحراء الغربية: استراتيجية “الندوات” تحت الطلب
ندوة حول الصحراء الغربية عقدت بدار السلام "تنزانيا"

لا شيء يدل أكثر على فشل محاولة تشريع الاحتلال المغربي للصحراء الغربية من الندوات التى تنظمها المخابرات المغربية في العديد من بقاع العالم إعطاء الانطباع بأن الأطروحة  التوسعية تحظى بالتأكيد و المؤازرة على الصعيد العالمي.

إن المملكة المغربية التي تجلس اليوم إلى جانب الجمهورية الصحراوية علي مستوى الاتحاد الإفريقي٫ بعد ثلاثة عقود من المقاطعة، أذعنت إلى الانضمام إلى التكتل الإفريقي بعد استحالة انتمائها إلى المنظمة الأفريقية على حساب الدولة الصحراوية.

 لقد تجرع المغرب وابتلع شروط العضوية المبينة في القانون التأسيسي للإتحاد الذي يكرس قدسية الحدود القائمة عند الاستقلال أي الموروثة عن الاستعمار و يقر منع حيازة الأراضي بالقوة.

لقد وقع ملك المغرب على هذه الشروط و صادق البرلمان المغربى بالإجماع على القانون التأسيسي وقامت المملكة المغربية بإيداع وثائق التصديق لكي يسمح لها بالجلوس كعضو جديد للإتحاد الإفريقي ابتداء من 31 جانفي 2017.

هذا هو الواقع الآن وهذه هي الحقيقة القائمة بلا زيادة و لا نقصان، وبهذا تتواجد المملكة المغربية اليوم جنبا إلى جنب مع جارتها الجمهورية الصحراوية في كل قمم و مؤتمرات الشراكة بين الإتحاد الإفريقي والأمم المتحدة والوكالات التابعة لها، بالإضافة إلى تلك التي تجمع المنظمة الإفريقية بالإتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية والمنظمات الجهوية في أمريكا الجنوبية و آسيا أو تربطها مع بعض الدول.

هذه الحقائق الملموسة هي التى يحاول النظام العلوى المغربى جاهدا تغييبها عن رأيه الداخلي وإيهامه بأن مشروع الاحتلال والضم و الإلحاق بالقوة له مستقبل وسيجد قبولا عالميا و سيتم تشريعه في نهاية المطاف.

لا تجد دولة الاحتلال  من سبيل لخطتها الرامية إلى إلهاء المغاربة و صد أنظارهم عن واقعهم المنحط سوى اختلاق فقاعات و مسرحيات، سيئة الإخراج و المضمون، تسميها بـ “ندوات” لمعالجة قضايا التنمية البشرية التي يتبوأ المغرب فيها المراتب الأخيرة أفريقيا و عالميا.

وعكس ما تروج له الدعاية المخابراتية المغربية بخصوص أهداف الندوات المزعومة فإن هذه الأخيرة تتحول بغتة في نهاية المطاف إلى دعاية بائسة تمجد الاحتلال اللاشرعي لأراضي الجمهورية الصحراوية ويتم إصدار بيان ختامي باسمها لم يراه أحد من المشاركين إلا في الوسائط الإعلامية المغربية.

وبما أن المسرحيات التي تطلق عليها دولة الاحتلال أسماء وعناوين الندوات والتظاهرات المختلفة التي تنظمها تكلف أموالا هائلة تتم تغطيتها من عائدات المخدرات وشبكات التهريب، التي تشرف عليها الأجهزة الأمنية، فإن لكل جهاز ندوته و تظاهراته للاستحواذ علي نصيبه من كعكة الاحتلال مثل ما هو حاصل بالضبط بالنسبة لعشرات الأشخاص المأجورين الذين يتم جلبهم سنويا إلى اللجنة الرابعة لتمجيد الاحتلال وتلميع صورته الملطخة بدماء الأبرياء و تبرير نهب الثروات.

هذه الندوات-المسرحيات تحت الطلب التي تنظم في إفريقيا مثال يتم تصديرها إلى القارات الأخرى من خلال نشرات و مذكرات من السفارات المغربية لتباع في الكواليس و كأنها تحولات هامة لصالح الأطروحة المغربية بهدف التأثير على الحكومات و الهيئات والأوساط المختلفة، إلا  أن الأوساط الرسمية ومراكز القرار في جميع دول العالم تعرف حقيقة الأوضاع طبيعة النزاع الشيء الذي يجعل من العملية برمتها إستراتيجية إعلامية لتغطية الفشل .

وفي إطار المغالطات و الأكاذيب التي يعج بها ملف المحتل نتيجة افتقاده للحق و تزويره للحقائق، عمد المغرب إلى إنشاء، في العديد من الدول، لمسميات على شكل معاهد للدراسات و جمعيات و مراكز لترقية مختلف الحقوق تعني بالديمقراطية والحكامة العالمية.

وتعتمد الأجهزة الأمنية المغربية عادة في تكوين هذه المسميات على أشخاص مفلسين و ذوى الصالحية المنتهية في بلدانهم والمرتشين المستعدين للقيام بأية مهمة مقابل أظرفة مالية و تذاكر سفر أو زيارات سياحية تنتهي بتصريحات لصالح المحتل تغنى المحتوى اليومي للوسائط الدعاية المغرببة الموجهة للصحراويين و المغاربة على حد السواء.

ويستعمل المحتل، بالإضافة إلى “الندوات” المذكورة، ما يسميه بـ “الخبراء” الذين يتصدرون صفحات وسائل دعايته يهللون في تصريحاتهم لنجاحات النموذج التنموي لمملكة محمد السادس التي تجسد فعال كونها مملكة ” ملك الفقراء ” بالمعنى التام للكلمة.

إن محمد السادس وجماعته يعون الآن جيدا، بعد عقدين من توليه عرش المغرب، أنهم خسروا الحرب، وتأكدوا بعد 13 نوفمبر، بما فيه الكفاية، أن إرادة الشعب الصحراوي في الحرية و الاستقلال لا تلين و علموا أن الجمهورية الصحراوية حقيقة جهوية، إقليمية ودولية لا مرد لها ولا شك إنهم لاحظوا كذلك أن المجتمع الدولي لن يعترف للمغرب بالسيادة علي الصحراء الغربية.

إن دخول المغرب في مقايضة ترامب التي تبخرت محتوياتها وأصبحت من حكاية الماضى يشكل بداية للعد العكسي لنهاية ليلة الاحتلال و هو ابلغ و اقوي مؤشر على الفشل النهائي لمغامرة محمد السادس و فريقه الذين تنكروا الالتزامات الرجل الذي بدأ الحرب و عرف كيف يصنع السالم و يخرج بلده من ورطة و مغامرة كادت أن تعصف به و بملكه حتى تفطن أن باب الشرعية الدولية الواسع هو مخرج النجاة.

فكان الرجل القادر على اتخاذ ذلك القرار الذي لم يجرؤ أحدا في المغرب على معارضته، محاولة تملص محمد السادس من الالتزام باتفاقية السالم المبرمة سنة 1991 أوقعه في التحالف مع الشيطان و بذلك يكون قد وضع عرش العلويين على كف عفريت و رهن مصير الشعب المغربي الذي ينتظر أن يقول كلمته في قادم الأيام.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • كريم

    السؤال المطروح هو ما دخل الجزائر في هدا المشكل نتمنى الإجابة عليه

  • سحنونو الوالي

    بوه علي بوه بوه