-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

المقارنة بين الزيجات.. معول هدم قاتل للسعادة الزوجية

ليلى حفيظ
  • 1392
  • 0
المقارنة بين الزيجات.. معول هدم قاتل للسعادة الزوجية
بريشة: فاتح بارة

نقوم جميعنا بعقد مقارنات بين حياتنا وحياة غيرنا من الأشخاص الآخرين. وأسوأ ما في الأمر، أن يكون ذلك على صعيد علاقاتنا الزوجية. إذ يعمد الكثير من المتزوجين إلى مقارنة زيجاتهم بزيجات غيرهم، أو مقارنة شركائهم بأزواج آخرين. الأمر الذي قد يصيبهم بالخيبة والإحباط واليأس. لتصورهم أن زواجهم أقل نجاحا من المقارن به. الأمر الذي قد ينعكس بالسلب على مستقبل العلاقة. ويُغير من نمط التعامل مع شريك الحياة الذي قد يتعرض للاضطهاد لمجرد أنه قد وقع ضحية لمقارنة غير عادلة وغير منصفة.

الزواج المثالي مغالطة هدامة

يُقال إن العشب يبدو دائما أكثر اخضرارا على الضفة الأخرى من النهر. وكذلك الحال إذا تعلق الأمر بعلاقاتنا الزوجية. إذ غالبا ما نعتقد أن زيجات غيرنا مثالية وأسعد وأنجح من زيجاتنا، فتتملكنا الحسرة والإحساس بالغبن. وكل هذا يحدث بسبب المقارنات غير السليمة التي نقوم بها على أساس مظاهر خارجية كاذبة أو زائفة تجعلنا نظن أن زواج غيرنا مثالي، عكس زواجنا. وهو الاعتقاد الخاطئ الذي يتملك السيدة سميرة، التي لا تكف كما يشتكي زوجها: “عن مقارنتها ومعايرتها لي بمستوى الرفاهية المادية التي تحظى بها صديقتها فلانة أو قريبتها علانة. رغم علمها بمحدودية دخلي. كما أنها تعمد إلى حثي بأساليب بغيضة ولئيمة على أن أتغير لأغدو كمن تعقد المقارنات بيني وبينهم من الأزواج الآخرين. رغم أن زواجنا رائع على مستويات أخرى عديدة. ولكنها تغض النظر عنها وتركز فقط على ما ينقصنا.”

والحقيقة، أن الرجال كذلك يعمدون لمقارنة زوجاتهم بأخريات وخاصة على الصعيد الشكلي. فزوج السيدة مريم لا يكف، كما تشكوه: “عن انتقاد مظهري ويتهمني بالتقصير في الاهتمام بجمالي وأني لا ألبس مثل فلانة ولا أسرّح شعري مثل علانة. ولا أسعى بالتالي لتحصينه من مغريات الخارج. وهذا ما يجرحني في العمق ويزعزع ثقتي في نفسي.”

المقارنات تؤثر على سعادتك

إن عقد المقارنات مع زيجات الغير أو مع شركائهم هو معول هدم قد يؤدي في النهاية إلى خراب عش الزوجية. أو في أحسن الأحوال إلى تنغيص العلاقة بين الشريكين. فلقد كشفت دراسة حديثة أن مقارنة علاقتك الزوجية بالآخرين يؤثر على سعادتك ورضاك تجاه زواجك، ويترك أثرا سلبيا طويل المدى لا يزول بزوال الفكرة، لأنها تؤدي بمن يقوم بها إلى الشعور بعدم الرضا والغبن والحرمان. في حين إنها تجعل من يتعرض لها يشعر بالظلم والقهر والتقصير والذنب والندم والانتقاص من قدره وقيمته وبقلة الحيلة والعجز. الأمر الذي قد يُفقده ثقته بنفسه أو بشريكه الزوجي. ما قد يدفعه للبحث عن طرف ثالث يُشعره بالرضا عنه وبالاحترام والحب والتقدير والتقبل. فيقع في شرك الخيانة الزوجية. وكحل للمعضلة والخروج من فخ المقارنات العقيمة، ينصح الخبراء الطرف الذي يعمد إلى عقدها بالتركيز على ذاته وعلى زواجه، بدل التركيز على زيجات غيره، وبعدم تصديق كل ما يسمعه وما تراه عينه.. فالمظاهر غالبا خداعة، لأنك لا تشاهد الصورة من كل جوانبها. وفي الأخير، تذكر دائما إيجابيات شريك حياتك وما فعله ولا يزال يفعله لأجلك.

لا تمدن عينيك

يقول الله تعالى في سورة طه: “ولا تمُدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم”. ورغم أن سياق نزول الآية يختلف تماما عما نتحدث عنه، إلا أنها تحث فعلا على عدم إرهاق النفس بعقد المقارنات مع زيجات الغير، لأنه، كما يقول أستاذ الشريعة الإسلامية بلقاسم، ز: “كلما اتسعت عيناك وطال نظرك وامتد لحدود حياة وزواج الآخرين ضاق صدرك وأصابك الحزن والغم، أو كما قال أبي بن كعب: “من لم يعتز بعز الله، تقطعت نفسه حسرات، ومن يتبع بصره في ما في أيدي الناس طال حزنه”.. لهذا ارضَ بما قسمه الله لك واحمده واشكره على كل نعمه تكن أسعد الناس. ولكن هذا لا يمنعنا من التأكيد على وجود بعض المقارنات البناءة التي تدفعنا إلى تحسين ذواتنا وزواجنا دون إلحاق الأذى بشريك العمر.”

مقالات ذات صلة
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!