-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

المقاومة في غزة والحرب النفسية

محمد ذياب
  • 403
  • 0
المقاومة في غزة والحرب النفسية

يبدو أن الحرب النفسية قد بدأت بالفعل بين الكيان الغاصب والمقاومة في غزة، وهي حرب لا جديد فيها من حيث التكتيك والاستراتيجية لأنها تعتمد على الإرجاف وإحباط المعنويات وشق الصفوف، وهي حرب يراهن عليها الاحتلال الآن وهو يخسر بشكل غير مسبوق معركة الرأي العام الدولي خصوصا الغربي منه، إذ لم تنجح الدول الغربية هذه المرة في تغطية الشمس بالغربال وإلقاء المسؤولية الكاملة على حركة حماس جراء ما يحدث من إبادة وقصف في القطاع المحاصَر، حتى اضطرت الولايات المتحدة الأمريكية إلى أن تقف عارية في مجلس الأمن وتستعمل الفيتو منفردة ضد مشروع قرار لمجلس الأمن يدعو إلى “وقف إنساني فوري لإطلاق النار” في غزة رغم ضغوط الأمين العام الذي ندد بـ”العقاب الجماعي” الذي يتعرض له الفلسطينيون.

يقع ضمن الحرب النفسية ما تناقلته وسائل الإعلام عن وزير الاتصالات السابق في حركة حماس يوسف المنسي في فيديو سرَّبته الاستخباراتُ الإسرائيلية للتحقيق الذي يجري معه، إذ انتقد المنسي بشدة القيادة الحالية للحركة في غزة ووصفها بأنها “مجموعة من المجانين يقودهم يحيى السنوار إلى حتفهم”.

وغير بعيد عن هذا، ما نقله موقع “المونيتور” عن القيادي في حماس المتواجد في قطر موسى أبو مرزوق أنه “على حماس أن تلتزم برؤية منظمة التحرير الفلسطينية كخطوة نحو إنهاء الانقسامات المستمرة منذ فترة طويلة بين الفصائل الفلسطينية.” وحسب المصدر ذاته يقول أبو مرزوق: “علينا إتِّباع الموقف الرسمي.. وهو أن منظمة التحرير الفلسطينية اعترفت بدولة إسرائيل”. ومع أن “أبو مرزوق” لم يقرّ بما نقله موقع “المونيتور” عنه كما ورد في قناة حركة حماس على التيليغرام إذ قال: “أودّ التأكيد أن عدة نقاط وعبارات مما جاء في مقابلتي مع موقع المونيتور، لا تعبر عن موقفي وموقف الحركة، الذي لا تغيير عليه”. وكذلك الأمر بالنسبة ليوسف المنسي المعتقل لدى المخابرات الإسرائيلية ولا ندري مقدار الضغط النفسي والعقلي والبدني المسلط عليه حتى يدلي بتلك التصريحات، لكن هذا لا يعني أن إسرائيل تنسى أن تستثمر بشدة في كل تصريح أو فلتة لسان تصدر من النواة الصلبة للمقاومة أو من قادتها التاريخيين، كما لا تنسى أن تمعن في تفكيك الحاضنة الشعبية للمقاومة بالقصف المتواصل من دون هوادة للمباني فوق رؤوس ساكنيها فضلا عن استهداف المستشفيات والنازحين الذين دمَّرت بيوتهم.

ومن ضمن الحرب النفسية أيضا استدعاء الحديث عن حل الدولتين وحدود 67 الذي يرفعه المرجفون في وقت المعركة لحرْف مسار الأحداث واستدعاء الحنين إلى زمن المفاوضات، التي لم تلتزم بها إسرائيل قط، ولو أنها التزمت بحل الدولتين وحدود 67 التي لا تمثل فيها دولة فلسطين سوى 22 بالمائة من المساحة التاريخية لفلسطين لتمَّت تصفية القضية الفلسطينية بالكامل وتصفية المقاومة معها، لأن هذا الحل من شأنه رفع الحرج عن الدول العربية تجاه التطبيع مع إسرائيل وسحب البساط من أيدي الفلسطينيين تجاه أي مطالبة مستقبلية بـ78 بالمائة من الأراضي المتنازَل عنها لإسرائيل، ومن شأن هذا الحل أيضا رفع وصف “المحتلّ” عن الكيان الإسرائيلي ليصبح دولة كاملة السيادة على الأرض التي لم تعد مغصوبة، كما يعطي إسرائيل حق استعمال كل الأسلحة الفتاكة دون الخوف من الرأي العام الدولي، لأنها ستكون في حالة دفاع عن الأرض وفق الشرعية الدولية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!