المملكة المتحدة تدعم الإعلام الجزائري
صادف يوم الثلاثاء الماضي اليوم الوطني للصحافة في الجزائر والذي كان فرصة أثارت الكثير من النقاش والتعليق في الصحف إذ إن المناقشة والتعبير الحر عن الآراء أمر مفيد بالطبع. كما أن الإعلام الحر والمتنوع والمسؤول جزء أساسي في المجتمعات الديمقراطية يقدم خدمة عمومية في غاية الأهمية.
وكان أحد جوانب النقاش الذي أثار انتباهي بشكل خاص هو فكرة أن وسائل الإعلام في الجزائر بحاجة إلى تكوين أفضل للمختصين من أجل تحقيق إمكاناته الكاملة. وهذا يهمني على الخصوص لأنني اخترت الاحتفال بهذه المناسبة يوم الثلاثاء باستضافة مجموعة من الموظفين السامين من إذاعة الجزائر أتموا مؤخرا دورة تكوينية في لندن دعمتها السفارة البريطانية. وكان ذلك جزءا من سلسلة مشاريع تهدف إلى توفير التكوين والدعم لوسائل الإعلام في الجزائر وهي ممولة كليا من برنامج الشراكة العربية في السفارة البريطانية. وهو برنامج لا يتمحور حول التمويل ولكن حول إقامة الاتصالات، حيث إنه يجمع بين المنظمات والمؤسسات والمنظمات غير الحكومية في المملكة المتحدة مع تلك الموجودة في الجزائر لتعزيز الشراكة والتعلم المتبادل.
تعمل السفارة جنبا إلى جنب مع شركائنا في هيئة “بي بي سي ميديا أكشن” (BBC Media Action) لدعم إذاعة الجزائر في هدفها لتصبح إذاعة خدمة عامة وتقديم برامج ذات جودة عالية باستخدام أحدث تقنيات الاتصال. وسيعمل برنامج التكوين الشامل مع المديرين والمحررين والصحفيين على مدى السنتين المقبلتين لتعزيز قيم إذاعة الخدمة العامة للإذاعة الجزائرية ومساعدتهم على التكيف مع العمل في بيئة إعلامية جديدة. وقد سررت بسماع حديث المشاركين حول تجاربهم مع البرنامج حتى الآن والدروس التي تعلموها من تبادلاتهم مع زملائهم من الـ “بي بي سي”.
كما عملت المملكة المتحدة مع عدد من المنظمات الأخرى لدعم تطوير وسائل الإعلام في الجزائر. ويسرني بشكل خاص أننا تمكنا من العمل مع الصحفيين الشباب، حيث يهدف أحد المشاريع التي ندعمها والموجه لدعم قدرات الصحفيين الشباب إلى زيادة التنوع والشمول في التغطية الصحفية.
ومن بين الأعمال الأخرى التي تستحق الذكر، لا سيما في هذه الصحيفة، العمل الذي قمنا به لدعم قناة “الشروق تي في”، حيث وفر مشروع المملكة المتحدة دورات تكوينية لصحفيي قسم الأخبار والمقدمين والمنتجين والموظفين التقنيين في مواضيع مثل أخلاقيات الصحافة والصحافة التحقيقية وتغطية الانتخابات وجمع الأخبار والتحرير للتلفزيون. وسوف نستمر في دعم مثل هذا التكوين المفيد والشامل العام المقبل.
إن القدرات والمهارات في الإعلام أساسية لضمان أعلى جودة في التقارير الإخبارية والتحليل وللسماح لوسائل الإعلام بتقديم خدمة أفضل للجمهور. ويسرني أن المملكة المتحدة، بتاريخها الطويل في إذاعة الخدمة العامة، تعمل مع وسائل الإعلام الجزائرية على تطورها المستمر.