-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

المناهج التعليمية يجب أن تراجَع

بقلم: أوحيدة علي
  • 684
  • 0
المناهج التعليمية يجب أن تراجَع

جاء في جريدة “الشروق” ليوم 08 نوفمبر 2021 أن السيد: وزير التربية الوطنية أعلن عن الشروع في مراجعة المناهج التعليمية، ولهذا الغرض شكّل مجلسا يضم 32 عضوا، من بينهم باحثون جامعيون في مختلف التخصصات وخبراء.

هذه خطوة أولى سوف تكلل بالنجاح إذا كانت لأعضاء المجلس دراية بأسس المناهج وشروطها، وأساليب بنائها، ولهم دراية أيضا بشخصية المتعلم في المراحل الثلاثة: الابتدائي والمتوسط والثانوي. ويعرفون كذلك كيف يتناولون التربية العامة، والتربية الخاصة، والعلاقة بينها وبين تأليف الكتب المدرسية، لأن المربي الآن قال: ((إن الكتاب هو المعلم الرئيسي، أما المعلم فهو مساعدٌ للكتاب))، أي أن الكتاب المدرسي وسيلة أساسية في العملية التعليمية- التعلمية، لأنه يترجم المناهج، ويحدد بداية كل درس ونهايتَه، ويوضح مفاهيمه وقواعدَه بالصور، والرسومات، والأمثلة، والأسئلة والتمارين… كما يركز على العلاقة بين مكتسبات المتعلمين والدروس الجديدة، ويتدرج أيضا في التقديم، وصياغة الأسئلة والتمارين وفق مستواهم المعرفي والعقلي…

قواعد كتب اللغة لسنوات 1، 2، 3، 4 من التعليم المتوسط خالية من الأمثلة والإعراب! وفي الفروض والامتحانات يطالَب الطالبُ بالإعراب، عجبا لهؤلاء وأمثالهم! وعجبا للذين صادقوا على أوراق صمَّاء لا تتضمن معلومات في المستوى، ولا أمثلة لتبسيط القواعد للطالب، ولا تبين بداية الدرس ونهايته للأستاذ!

ولكن إذا لم يراع المؤلفون هذه الشروط، فإن الكتاب يكون عبارة عن أوراق مكدسة لا فائدة منه. والدليل على هذا تؤكده كتب الجيل الثاني المطبقة حاليا في الميدان، كتب تخللتها أخطاء علمية، وأخطاء منهجية، وطرائق مبهمة، ودروسٌ تارة فوق المستوى، وتارة أخرى دون المستوى، كتب ضللت الأساتذة، وحنّطت أذهان المتعلمين، وحيّرت الأولياء، ومن الأخطاء الكثيرة أذكر ما يلي:

1-إن المؤلف الذي لا يعرف العلاقة بين العنوان ومضمون الدرس من جهة، وبينهما وبين الخلاصة من جهة ثانية، ولا يعرف أيضا العلاقة بين العبارة والصورة، ولا يدرك العلاقة كذلك بين الدرس والتمارين والمنهاج المقررّ، لا يحق له ولأمثاله تأليف الكتب المدرسية، والدليل على هذا تؤكده الصفحة 79 من كتابي في الرياضيات والتربية العلمية والتكنولوجية للسنة الأولى من التعليم الابتدائي، إذ كان عنوان الدرس (حيوانات تعيش معنا)، ورسمت في الصفحة صور للحيوانات التالية: الأسد، التمساح، النمر، الفراشة، والسؤال: هل هذه الحيوانات تعيش معنا؟ ثم صيغ سؤال: لماذا تحتضن الدجاجة بيضها؟ بينما الصورة صورة ديك! كما طُلب من التلميذ الإجابة عن تمرين ليميز بين الحيوانات الولودة، والحيوانات البيوضة، فهذا الدرس غير مقرر في المنهاج، ولم يتضمنه الكتاب، ولم يقدمه الأستاذ، فكيف يستطيع تلميذ 6 سنوات الإجابة عنه؟ وإذا أجاب الأستاذ فيكون ملقنا للإجابة! والسؤال: هل الإجابة تلقن؟ لا أدري؟!

كما اكتفى المؤلفون في الخلاصة بما يلي ((توجد حيوانات تأكل العشب وأخرى تأكل اللحوم))، ولم يذكروا الحيوانات التي تفضِّل الحبوب أو تأكل كل شيء، وهذا يعني أن الخلاصة ناقصة ومبتورة.

وخلاصة القول إن هذه الصفحة تضمنت الدروس التالية: (الحيوانات الأليفة- الحيوانات غير الأليفة- تكاثر الحيوانات- الحيوانات والحشرات، لأن التلميذ حسِّيٌّ ولذلك لا يستوعب بأن الفراشة حيوان).

مع العلم أن مؤلفي هذا الكتاب يبلغ تسعة، منهم ثلاثة كُلفوا بالمراجعة العلمية. فإن كان هذا العدد لم يتمكن من صياغة موضوع واحد للسنة الأولى من التعليم الابتدائي، فهل يستطيعون هم وأمثالهم تأليف الكتب المدرسية؟! لا أدري!

2- تضمن “كتابي في اللغة العربية” للسنة الأولى من التعليم الابتدائي في صفحتي 110-111 (ال) القمرية، ثم (ال) الشّمسية، في صفحتي 114- 115. أما دفتر الأنشطة التابع لكتاب القراءة فقد تضمن تمارين يميز فيه التلميذ بين (ال) القمرية و(ال) الشّمسية، فكانت الإجابات صحيحة. وهذا دليلٌ على أنهم فهموا واستوعبوا الدرسين وأصبحوا يفرِّقون بينهما.

ولكن الذين ألفوا كتاب اللغة العربية للسنة الأولى من التعليم المتوسط أدرجوا (ال) القمرية، و(ال) الشّمسية في صفحة 105، متبوعة بتمارين صيغت صياغة مماثلة لصياغة السنة الأولى من التعليم الابتدائي. والسؤال: لماذا أرجعوا الطالب بعد 6 سنوات من الدراسة إلى السنة الأولى من التعليم الابتدائي، ثم يتهمون الأساتذة بالتقصير، والطالب بالتهاون، والولي بعدم المتابعة؟! وهذا دليلٌ على أن المؤلفين انطلقوا من الصفر بطريقة عشوائية لا علاقة لها بالمناهج، ولا علاقة أيضا بمستوى الطالب ما داموا يجهلون مستواه المعرفي والتعليمي والتعلمي.

أضف إلى هذا أن قواعد كتب اللغة لسنوات 1، 2، 3، 4 من التعليم المتوسط خالية من الأمثلة والإعراب! وفي الفروض والامتحانات يطالَب الطالبُ بالإعراب، عجبا لهؤلاء وأمثالهم! وعجبا للذين صادقوا على أوراق صمَّاء لا تتضمن معلومات في المستوى، ولا أمثلة لتبسيط القواعد للطالب، ولا تبين بداية الدرس ونهايته للأستاذ!

يبدو مما سبق لكل منصف وعادل في القول والعمل أن الإصلاحات التي فُرضت في الميدان أدت إلى تدني مستوى المتعلمين في جميع مراحل التعليم، وتقهقر المنظومة التربوية، والسبب يرجع إلى الوزارة التي تخلّت عن دورها، وأسندت مهمة التأليف والطبع إلى مقاول في البناء حسب ما ذكره إطارٌ بوزارة التربية الوطنية في جريدة “الشروق” يوم 06 جانفي 2016. والسؤال: هل تسلك الوزارة الحالية مسلك السابقين؟ لا أدري؟!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!