-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مهزلة إيفوارية أمام غينيا الاستوائية وعذاب مصري أمام رديف الرأس الأخضر

المنتخب الجزائري ليس وحده من الكبار من لاقى المشاكل في الدور الأول

ب. ع
  • 1459
  • 0
المنتخب الجزائري ليس وحده من الكبار من لاقى المشاكل في الدور الأول

هناك من يتمسك بكون الكرة الإفريقية قد تطورت بشكل مريع، إلى درجة أنه لم يبق فيها أي ضعيف، وهناك من يصرّ على أنها ثابتة في مكانها، وربما تراجعت خطوة إلى الخلف، وكل ما في الأمر أن مستوى المنتخبات المسماة قوية، هو الذي تدحرج إلى الخلف، ما جعل الهوّة تتقلص ما بين كبار القارة وصغارها.

وما حدث الإثنين دليل قاطع على أن الكبار هم الذين فقدوا هيبتهم، وسيكون منتخب كوت ديفوار مستقبلا، عندما يستضيف منافسيه على أرضه، مقدورا عليه ما دام منتخب غينيا الاستوائية قد صفعه برباعية من دون رد، أمام أكثر من خمسين ألفا من مناصرية، وهو بلد استوائي لا علاقة له تاريخيا بلعبة كرة القدم، يسكنها مليون ونصف مليون نسمة منهم من لم يسمع باللعبة نهائيا، ولا يعرف اسما للاعبيهم البسطاء، الذين وقفوا أمام البلد المنظم بنجومه، الذين ينشطون في أوربا مع كبار القارة العجوز، وراحوا يجلدونهم، ليس بالفوز عليهم، وإنما بإثقال شباكهم بالأهداف، لأجل تحويل فارق الأهداف بالنسبة إليهم إلى ناقص ثلاثة، ودفعوهم بقوة إلى حافة الإقصاء، في مشهد لا أحد تصوره، ولم تمض سوى ساعة زمن، حتى دخل المصريون زعماء القارة بألقابهم السبعة، وبشعبهم العاشق للكرة، وتعداده يفوق المائة مليون نسمة، ليواجهوا منتخبا متأهلا، لعب بالاحتياطيين، ولم يشرك سوى ثلاثة لاعبين أساسيين، إضافة إلى حارس المرمى، وهو منتخب الرأس الأخضر، الذي ينتمي لبلد فقير وضعيف يقطنه نصف مليون نسمة، وهو عدد لاعبي الكرة في مصر، ومع ذلك تمكن احتياطيو الرأس الأخضر من فرض التعادل على مصر، بهدفين لكل فريق، وكانوا متقدمين في النتيجة ثم خسروا، وقد سجلوا تعادلهم في الوقت بدل الضائع، من مباراة قلبت فعلا الموازين، وسيصبح كل منتخب يواجه الفراعنة، يتجرأ عليهم وكان اسمهم يدخل الرعب في القلوب، الغريب، أن مصر بنقاطها الثلاث تأهلت إلى الدور القادم بمركزها الثاني الذي تجاوز غانا وموزمبيق.

تغيرت الكثير من المعطيات في الكرة الإفريقية، وصار أكثر المتشبثين في كونها تتطور، يشك في مسارها، خاصة من الناحية التنظيمية وفي نزاهة أجهزتها، وهو ما منح منتخبات مجهرية لم تكن تشارك حتى في التصفيات التمهيدية، تدخل المنافسة في أدوارها النهائية وتتفوق على منتخبات كبيرة، وبمزيد من الجرأة، فإننا سنكون قريبين جدا، من اليوم الذي ستتوج فيه باللقب القاري، منتخبات تنتمي لبلدان صغيرة تمزقها الحروب الأهلية والفقر، مادامت بعض المنتخبات المدعمة بقوافل من المحترفين في أوربا، تلعب من دون روح، لأن الكثير من اللاعبين الأفارقة يفكرون في مستقبلهم في أوربا وفي مرتباتهم ومناصبهم كأساسيين أكثر من تفكيرهم في بطولة إفريقية، حتى ولو فازوا بلقبها لن ينالوا من الأموال نصف ما يحققوه في أسبوع لعب في أوربا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!