-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
يتم تصويرهن في لحظات طيش وبثّت فيديوهاتهن على "التيك توك"

المهلوسات تحوّل تلميذات إلى راقصات في الشوارع ومختلات

سيد أحمد فلاحي
  • 3010
  • 0
المهلوسات تحوّل تلميذات إلى راقصات في الشوارع ومختلات
أرشيف

تحوَّلت ظاهرة تعاطي الأقراص المهلوسة، إلى كابوس يزعج الأولياء ويهز كيان القطاع التربوي، خاصة أن “المد الشيطاني” وصل إلى التلاميذ، وحولهم إلى دمى متحركة تقودهم النشوة، لارتكاب سقطات مدوية، حيث صارت تظهر على موقع التواصل الاجتماعي “التيك توك”، فتيات في عمر الزهور يرقصن في الشوارع وأمام مرأى المارة، ثم تُنشر تلك المقاطع على الفضاء “الأسود”، فتكون الكارثة كبيرة، حسب ما تم رصده من قصص مؤلمة وقضايا حزينة.
في هذا الصدد دقت بعض الجمعيات وممثلو المجتمع المدني ناقوس الخطر، حيال سلامة المتمدرسين ومستقبلهم المهدد بالضياع، نتيجة انتشار ظاهرة ترويج بعض الحبوب المهلوسة المحظورة، التي يتعاطاها التلميذ قبل دخوله القسم وأحيانا حين يخرج، فتتغير طباعه رأسا على عقب، من خلال تصرفاته غير المقبولة، فالمهلوسات تحتجزه بمرور الوقت داخل سجن الإدمان، وهي الظاهرة التي بات يحذر منها الكثير من المختصين، لما فيها من سلبيات تؤدي إلى الهلاك وتحطم التلميذ وتبعث به إلى الجحيم، خاصة أنّ عصابات الترويج صارت لا تفرق بين الصغير والكبير، فالمهم إيصال سمومها لأكبر شريحة ممكنة، وحتى الجنس اللطيف لم يسلم من حرب “الأفيون” ، وهي المعطيات التي وجب الوقوف عندها والتجنّد كرجل واحد من أجل تخليص المجتمع منها.
وقد سبق لمصالح الأمن والدرك الوطنيين حجز كميات من المهلوسات التي كانت في طريقها إلى التلاميذ، خاصة المتمدرسين بالطورين المتوسط والثانوي، فهناك يكبر الفضول عند المتلقي، فيكون سهلا طيعا من أجل تجريب الأمور الأسوأ، في صورة تعاطي المخدرات وما شابهها، بدافع إبراز الذات ورفع التحدي، خاصة في وجود منافسة بين مجموعة من التلاميذ، والأخطر من كل ذلك، هو توجه هؤلاء إلى نقل ما يعيشونه من طيش وضياع عبر صفحات “التيك توك”، وهي القضايا التي وصلت في العديد من المرّات إلى أروقة المحاكم، حين يتم رفع دعاوى قضائية من قبل أولياء الضحايا، ضد أصحاب تلك الحسابات، ومن نشر الفيديوهات عبر النت، كونهم يخدشون معايير الحياء والحرمة، ويتسببون في أضرار نفسية، للتلميذة وعائلتها.
وفي هذا الصدد، أفاد محام بمجلس قضاء وهران، أنه بدوره سمع عن الكثير من القضايا التي تكون فيها التلميذات ضحية لطيش زملائهن، الذين يقومون بتوثيق لحظات من الجنون والانسلاخ عن تعاليم وقيم المجتمع المحافظة، والسبب غالبا ما يكون نتيجة تناول المخدرات، التي صارت تأتي على شكل حبوب، ترد بألقاب شخصيات كرتونية، مثل “سيبرمان” أو “سبيدرمان” وغيرها، بهدف إلى ترسيخ فكرة أن تلك المهلوسات تجعل من مستهلكها فردا خارقا للعادة، وقويا لدرجة لا تتصور، لكن في الحقيقة يحدث العكس، ويتم الحصول على جسد بلا روح ولا ضمير، يسبح في مستنقع الفشل والخمول وافتقاد الحياء، وقد تحركت قبل أيام بعض الجمعيات المعروفة بحملاتها التحسيسية، من أجل توعية الأولياء وأبنائهم وتحسيسهم بخطر تلك الأقراص التي صارت تباع بالأحياء، وحتى خلف أسوار المؤسسات التربوية، ويتكفل بشرائها في الغالب أبناء العائلات الثرية، والذين يقومون بدورهم بتوزيعها على زملائهم من باب التسلية والضحك، غير أن الخاتمة تكون مدوية، وتدفع بالضحية إلى جحيم الانكسار واليأس.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!