-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

المهندس المصري مصطفى موسى وحبه للجزائر وتنفيذه لمشاريع بالقطر الجزائري بعد الاستقلال مباشرة

عثمان سعدي
  • 1400
  • 0
المهندس المصري مصطفى موسى وحبه للجزائر وتنفيذه لمشاريع بالقطر الجزائري بعد الاستقلال مباشرة

عرفت الجزائر المستقلة المهندس المصري الكبير مصطفى موسى الذي أحب الجزائر وناضل في مصر لدعم نضالها ضد المستعمر، وبمجرد استقلالها حضر للجزائر ووضع إمكانياته في خدمتها. فنفذ عدة مشاريع منها:

مجمّع نادي الصنوبر للمؤتمرا ت :

فلا بد للجزائر المستقلة أن تبني قصرا للمؤتمرات يليق بدولة الجزائر ، اختار المكان على البحر في العاصمة، فأحضر المهندسين والفنيين من مصر تعاونوا مع الفنيين الجزائريين لبنائه على أفضل المرافق ، كان لابد من رخام فاقترح تاجر جزائري ان يستورد من منجم كارييرا بإيطاليا فقال لهم : نستعمل رخام الجزائر، وكان قد أعد دراسة حول الإمكانيات الجزائرية، فاكتشف أنه يوجد منجم للرخام بقرية فليفلة بولاية سكيكدة وبعد الاستقلال توقفت الشركة الفرنسية التي كانت تديره وسرح عماله الجزائريون، فخصص ميزانية الرخام لنادي الصنوبر وأعاد به الحياة لمنجم فليفلة أحضر مهندسا من مصر متخصص في الرخام ، استدعى العمال من بيوتهم الذين أعادوا تشغيله وأول ما قام به رخام قاعات نادي الصنوبر تم كل ذلك من ميزانية مبنى النادي الذي فتح لأول مرة سنة 1973 ، حيث عقدت به القمة العربية في نفس السنة..

فندق الأوراسي:

اختار مصطفى موسى المكان لبناء فندق يليق بمدينة الجزائر، فبني فندق الأوراسي الضخم بفنيين وبناءة جزائريين ومصريين ، بـ 455 غرفة ومايعادل 775 سرير، وبرخام منجم فليفلة للرخام بسكيكدة .

جامعة الأمير عبد القادر الإسلامية:

والتفت مصطفى موسى شرقا لمدينة قسنطينة ، فبنى صرحا عربيا إسلاميا عظيما يتمثل في جامعة الأمير عبد القادر الإسلامية من خلال مسجدها الذي ترتفع مئذنته 107 متر وترتفع قبته 64 مترا . وترأس أول مجلس علمي لهذه الجامعة العالم المصري الشيخ محمد الغزالي الذي استمر على ذلك لمدة أربع سنوات انطلق فيها الإشعاع الإسلامي العربي من مدينة الجسور المعلقة بالشرق الجزائري. لقد أقيمت هذه الجامعة العظيمة على مساحة تفوق 200 هكتار فمبناها يضم سائر الفنون المعمارية الإسلامية كالمشربيات المصرية والأرابيسك المغاربي والنقوش التركية، كما يضم المبنى مسجدا وجامعة ومدينة جامعية تتكون من ثلاث طوابق ذي هندسة معمارية متميزة أقيمت على هضبة تتيح رؤيتها من مسافات بعيدة على مشارف مدينة قسنطينة . لقد بنيت الجامعة بتصميم على النمط المشرقي والمغربي الأندلسي وبذكاء كبير تمكن المهندس مصطفى موسى من ربط بين الفن المعماري المشرقي والأندلسي ، شارك في تنفيذه مهندون من الجزائر والمغرب حيث تمكنوا من إنجاز لوحة فنية معمارية رائعة.

تحت رعاية الرئيس العبقري الهواري بومدين:

كل هذه المشاريع وغيرها التي خطط لها ونفذها مصطفى موسى تمت تحت رعاية الرئيس هواري بومدين الذي كان مكتبه مفتوحا للمهندس المصري ، بل وكان يستدعيه لتناول الطعام معه ويستمع منه تحاليله الهندسية. كان مصطفى موسى مكتفيا بمرتبه أحاط به جزائريون نزهاء يرفضون أي نوع من الرشاوى لتنفيذ المشاريع، بحيث جاءت تكلفة إقامتها بمبالغ قليلة خالية من أية شوائب .

لم يمهل القدر المهندس مصطفى موسى لمشاهدة العديد من مشاريعه وهي تنفذ فتوفي سنة 1976 ، وحضر جنازته الرئيس بومدين بحيث خصص طائرة خاصة لنقل جثمانه بمصر مرفوقا بوفد جزائري برئاسة وزير.

عدم وفاء:

المفروض أن تكرم ذكرى مصطفى موسى فيسمى باسمه شارع أو مؤسسة أسوة بتكريم ذكرى موريس أودان حيث سميت ساحة كاملة باسمه بالعاصمة وهو يستحق ذلك. لكن مصطفى موسى لم تكرم ذكراه لأنه عربي وليس فرنسيا أو اوروبيا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!