الموت يُغيب الفنان القدير “عبد الحليم زريبع” والساحة الفنية تحت الصدمة

غيب الموت، الأربعاء، الفنان عبد الحليم زريبع، في خبر مفاجئ، ترك صدمة في الوسط الفني الذي نعى واحدا من أبرز الوجوه المسرحية والفنية في الجزائر.
ولد حليم زريبع بمدينة تندوف، وبدأ نشاطه الفني قبل التحاقه بالمعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق في سوريا، سنة 1987، حيث جذبته الخشبة في سن مبكرة، وفي قريته البعيدة، تعرف على السينما عبر سوق ”المفارا”، الذي كان ينظم بقريته دوريا في “سينما الحيط”، اكتشف الطفل حليم الفن وأحبه.
وكما روى حليم عن نفسه في شهادة نشرها في إحدى الصحف الوطنية سنة 2010 يقول: “في الصف الثالث ابتدائي ضمّني المعلم سلطاني عباس إلى فرقة التمثيل بالمدرسة، فكانت البداية واستمرت إلى غاية التعليم الثانوي بمدينة بشار، وفي ثانوية ”أبي الحسن الأشعري” التقيت بعادل عزت، في ورشات تكوينية وقدمت مع فرقة الثانوية ثلاثة أعمال مسرحية من إخراجه، ومعه بدأت لمس كواليس المسرح”.
بعد هذه التجربة مع الأستاذ عادل عزت، أسس حليم زريبع وبعض رفقائه فرقة خاصة في تندوف، قدمت أعمالا عدة، مثل ”السلطان الحائر” و”مجلس العدل لتوفيق الحكيم”••• إلخ
في دمشق، استقبله الكاتب الصحفي، نبيل الملحم، وقدمه إلى الدكتور فواز الساحر، بالمعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق، وهناك أقام أربعة أشهر، لكنه سرعان ما عاد إلى الجزائر بعد رحيل والده وعاد مجددا إلى فرقته وفي جعبته العديد من الكتب والمصادر التي انكب عليها. في هذه الفترة، قدم حليم عدة أعمال كممثل ومخرج مع فرقته منها “الانتظار، الطوفان، الزير سالم، “النسور” ”نهاية لعبة”. وفي 2007، قدم مع المنجي بن براهيم ”الحكواتي الأخير” و”أبوليوس” وفي سنة 2009 قدم مسرحية ”مسرى”.. وفي العام ذاته، قدم مع المخرج الفرنسي إيغون راموف في مسرحية ”الصحراء الأخيرة” التي قدمت في المهرجان الإفريقي، كما قدم “شهرزاد لآلة النساء” و”بنات لير”.
وقف الفنّان عبد الحليم زريبع على أشهر الخشبات العالمية بكندا وإنجلترا وفرنسا وإسبانيا، وتعامل مع كبار المخرجين المسرحيين مثل الإنجليزي تيم سابل، والعراقي قاسم محمد، والفلسطيني خالد محمد إبراهيم الطريفي وشارك في عدة أعمال سينمائية وتلفزيونية منها مسلسل الإمام عام 2017.
كما شارك الراحل في مسلسل “أحمد بن حنبل”، إلى جانب عدة أسماء عربية كما قدم أعمال تلفزيونية جزائرية، على غرار “بابور اللوح” ومسلسل “سويتشرز” و”قلوب في صراع”، و”أشواك المدينة”، كما ظهر أيضا في أفلام سينمائية على غرار العربي بن مهيدي والعقيد لطفي وغيرها..
وقد عزت وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي الاسرة الفنية برحيل “فنان نادر متعدد المواهب”، حيث أفاد بيان لوزارة الثقافة أن الراحل “استطاع منذ شبابه المبكر أن يبدع في التمثيل ويسجل منذ بداياته حضورا قويا على خشبة المسرح في ولايته تندوف ليرتقي بعدها إلى الاحتراف الوطني بأعمال تبقى خالدة في الذاكرة الفنية الوطنية، أحبه جمهور المسرح والسينما الذي ترك فيه أثرا طيبا لن ينساه برحيله أبدا”..