-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الموس وصل للعظم !

جمال لعلامي
  • 1423
  • 5
الموس وصل للعظم !
ح.م

بينما كشفت عديد الصور والفيديوهات، نهاية مأساوية للهفة و”اللهيف”، حيث تخلّص بعض المستهلكين من “شكاير” السميد والفرينة، وخضر وفواكه، في المزابل، أكرمكم الله، يستغيث آلاف “البطالين” من ممتهني الحلاقة والتجارة والنقل الفردي والجماعي، ممّن أحالتهم كورونا على بطالة مقنعة، دون سابق إنذار، ويطلبون النظر إليهم بعين الرأفة، لأن عائلاتهم وأولادهم مهددون بالجوع، بسبب الظرف الاستثنائي الطارئ!

هكذا، في كلّ مرّة، تكشف القمامة، هؤلاء الذين يأكلون بأعينهم، وها هي أكياس السميد والفرينة، التي قيل أنها ضحية ندرة مفتعلة ومضاربة أولئك الذين لا يخافون ربّ العالمين، تغادر المنازل حيث كانت مكدّسة، نحو الزبالة، تنتظر الشاحنات لحملها والتخلص منها، فلا حول ولا قوّة إلا بالله العليّ العظيم، لهكذا مشاهد موجعة!

لكن الغريب في الموضوع، أن هذه الأكياس التي ظهرت في المزابل، ودفعت وزير التجارة ومنظمات حماية المستهلكين، إلى تنبيه المواطنين، تثير الكثير من التساؤلات: فهل فعلا فسدت هذه “النعمة” نتيجة سوء التخزين بالبيوت؟ بعد نحو شهر أو أقل من اقتنائها من المحلات التجارية؟ أم أن هذه المواد كانت في الأساس منتهية الصلاحية أصلا، وهو ما يفضح ربما متلاعبين بصحة الجزائريين ومضاربين بقوتهم؟

إذا كان الأمر يتعلق بسوء تخزين، فهذه رسالة إلى المواطنين، مفادها أن اقتناء أكثر من الحاجة، سينتهي في الأخير إلى القمامة، بعد التزاحم على تلك السلع في طوابير طويلة، والمخاطرة بالحياة، بسبب عدم الوقاية من انتشار عدوى كورونا، أمّا إذا كانت عمليات الرمي، نتيجتها انتهاء صلاحية البضاعة، فهذه كارثة أخرى بكلّ المقاييس، تكشف أن “مجرمين” زوّروا الأوسام وغيّروا تواريخ الانتهاء وصلاحية الاستهلاك وباعوا للناس “الرهج”!

الاحتمال الثاني، يبقى غير مستبعد، إلى أن يثبت العكس، فقد حجزت أجهزة الأمن المختلفة وكذا مصالح قمع الغش ومراقبة الجودة، القناطير والأطنان من السميد والفرينة، والسلع الغذائية، الفاسدة، عبر عديد الولايات، وتمّ توقيف عشرات المضاربين والسراق و”القتلة” داخل مستودعات سرّية، وهم بصدد تغيير الأوسمة، مع سبق الإصرار والترصّد، تحضيرا لتسويق بضاعة فاسدة على أساس أنها صالحة للاستهلاك البشري!

في كلّ الأحوال والحالات، فإنه من العيب والعار، أن “تأكل” المزابل ما اقتنيناه لوقت الشدّة، ولا يستبعد أن بعض اللاهثين قد انتزعوا نصيب غيرهم من الدقيق مثلا، ليتم في الأخير رميه في القمامات، وهذه “جريمة” لا تختلف كثيرا عن جريمة افتعال الندرة والمضاربة والغشّ والتدليس.. والحال أن الأزمات والمحن تعرّي الكثير من “الفضائح” التي تكون مستورة، لأن الجميع يكون منشغلا ولا يعير اهتماما لوقائع نائمة ومنوّمة!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • عبد المجيد بوزبيد

    هده المسؤولية في الجزائر
    عجوزة راحت تفوت رخصة السياقة قالها لانجنيور لوكان تلقاي زوج شاحنات وحدة رفادت الدقيق و وحدة رفادة الزيت وش ديري قاتلو ندير المسمن سلملها على راسها وعطالها البيرمي

  • didimounir1234@gmail.com

    ينقصنا حس التبليغ عن المنكر، البلاد لا تقوم بدون ابنائها الاوفياء.

  • محمد عربي

    نعم الموس لحق للعظم و هذا شيء يبدو جليا لأقل الملاحظين تدقيقا و لا داعي لتكريره.و لكن ما العمل؟ما هو السبيل للقضاء نهائيا على هذه الظاهرة التي أصبحنا نتميز بها؟ ألم يحن الوقت لتتخلى الدولة نهائيا عن مهامها الإجتماعية و الإنسانية لصالح الجمعيات و المنظمات الخيرية مثلا؟ أليس من الحكمة أن نراجع أنفسنا قليلا بعيدا عن سياسة الحماية الإجتماعية و الريع و التوزيع؟ كيف نقنع الشعب بذلك و كيف يمكن التنصل من هذا الفخ بدون إحداث أي ضرر في أوساط الطبقات الفقيرة و المتوسطة؟ ملاحظة لسي لعلامي: أعتقد أنه قد خانك التعبير عندما قلت" بطالة مقنعة" حيث كان يجب أن تقول "بطالة تقنية" و هذا هو الأصح لغويا و علميا.

  • نمام

    مؤسف ومؤلم هذا السلوك وهؤلاء المتمردون على الحضر الصحي ومهما قلنا من انعدام للوعي والجهل والانانية ولكن ماهو صعب ان نفكك العوامل التي ادت لهذه السلوكات وظهور هذه الازفات في مجتمع يدعي الاسلام و والاصح انه يدثر به قالت العراب امنا ولكنهم اسلموا ولم يدخل الايمان قلوبهم ظهور هذه التركيبة تدفعنا الى دراسة جادة وتحليل لهذا السلوك الانتحاري اليس غياب فاعلين سياسيين و اجتماعيين والافتقار الى برامج وافكار واصبحتا قطيعا يردد ثغاء رائدهم وتناسوا بان قوة النظام في قوة معارضته والاستبداد يشل الحركة ومصيبتنا اننا لم ننتبه لما ضبعنا الا بعد فوات الاون وقد تتغلل هذه السلوكات وتصبح طبيعةصعب تفكيكها

  • عبد الرحمن

    لا يجب اتهام المواطن الغلبان على أمره،بأنه هو من رمى السميد و الفرينة إلى المزابل،بل هناك المضاربون و المحتكرون و أصحاب المال الفاسد،من يقومون بهذه المنكرات قصدا ومكرا،ومحاولة زعزعة الدولة و تهديمها.فالسلع المرمية وعلى رأسها السميد و الفرينة،خرجت من مخازن المضاربين و المحتكرين و أصحاب المال الفاسد،إمعانا في المكر و الإجرام،لعل وعسى يحققون أهدافهم الوحشية و الإجرامية لإسقاط الدولة الجزائرية. فالرجاء عدم اتهام المواطن ظلما وعدوانا،فهو يكفيه اللهث وراء السميد و الفرينة و الحليب ليلا ونهارا،لأنه لا يتم الحصول على هذه المواد إلا بالمحسوبية،وقد عادت جهارا نهارا.فأين الرقابة؟ أم على رأسها الطير؟