-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
معاناة بالجملة تواجهها الأندية بسبب الرحلات البرية الطويلة

النقل الجوي الخيار الأفضل لتفادي كارثة حافلة مولودية البيض

صالح سعودي
  • 616
  • 0
النقل الجوي الخيار الأفضل لتفادي كارثة حافلة مولودية البيض

طالب الكثير من المتتبعين للشأن الكروي في الجزائر بضرورة أخذ العبرة من الحادث المأساوي الذي تسبب في انقلاب حافلة مولودية البيض، ما انجر عن ذلك وفاة شخصين (حارس المرمى والمدرب المساعد) إضافة إلى إصابة العديد من العناصر المشكلة للتعداد، حيث أكد العارفون بشؤون الأندية والبطولة إلى ضرورة التعامل بجدية مع تنقلات الفريق التي تقع مسافات طويلة، وذلك بضرورة البحث عن بدائل مناسبة، من خلال اللجوء إلى النقل الجوي أو مراعاة ظروف التنقل خاصة عند الفرق المتنقلة من الشرق أو الغرب، أو فرق الجنوب التي تواجه تنقلات طويلة بالجملة في أغلب جولات الموسم.

خلف حادث المرور المأساوي الذي تعرض له وفد مولودية البيض الكثير من الحزن والأسى مثل ما خلف أيضا ردود أفعال تصب في خانة حفظ الدرس وأخذ العبرة من هذا الحادث الذي تسبب في وفاة شخصين من أسرة النادي، وبذلك يعيد سيناريوهات مماثلة شخصية أو جماعية، من ذلك ما تعرض له وفد رائد القبة مطلع العام 1987 حين توفي 4 أشخاص بضواحي بوسعادة. ناهيك عن حوادث متفرقة أودت بحياة عدة لاعبين تركوا بصمتهم في البطولة الوطنية مثل بلخير وقريش وبلعدة وغيرهم. وقد ذهب الكثير من العارفين بشؤون الكرة الجزائرية إلى التأكيد بأن متاعب كبيرة تواجهها الأندية جراء التنقل لمسافات طويلة عبر الحافلة، وهو ما يعرضهم لأخطار بالجملة، وفي مقدمة ذلك أندية الجنوب التي تكون مرغمة على قطع مئات الكيلومترات كل أسبوع لخوض مباريات البطولة، على غرار ما حدث للصاعد الجديد الاتحاد السوفي الذي أرغم الموسم المنصرم على لعب اغلب مبارياته خارج القواعد اغلبها وفق مسافات لا تقل عن 300 كيلومتر في أحسن الأحوال، لتزيد متاعبه أكثر هذا الموسم بمناسبة لعبه في حظيرة الكبار، والكلام ينطبق على اتحاد ورقلة وأولمبي المقرن الناشطين في القسم الثاني، وكذلك اتحاد بسكرة وشبيبة الساورة ونجم مقرة الناشطين في القسم الأول، بدون نسيان مختلف الأندية في مختلف البطولات، سواء أندية الجنوب أو أندية بقية ولايات الوطن، بدليل أن فرقا من الشرق تجد نفسها مرغمة على التنقل إلى الغرب والعكس صحيح. وهو الأمر الذي يفرض حسب البعض ضرورة البحث عن بدائل أكثر راحة وأمنا، وفي مقدمة ذلك التفكير بجدية في النقل الجوي عبر الطائرات لربح الوقت وتفادي مثل هذه الأخطار الناجمة عن الرحلات البرية المبرمجة ليلا.

ولم يتوان الإعلامي عادل حداد المقيم حاليا في فرنسا في العودة إلى سيناريو شبيه لما حدث لوفد مولودية البيض إثر انقلاب حافلة الفريق ووفاة شخصين مقابل إصابة عدة أشخاص من الوفد، حيث عاد في صفحته على الفايسبوك إلى الحادثة التي تعرض لها وفد رائد القبة يوم 12 فيفري 1987، حين كان متوجها نحو تقرت لخوض مباراة في إطار الجولة 17 من بطولة القسم الثاني، لكن الأقدار شاءت أن تهوي الحافلة ضواحي بوسعادة، ما أدى إلى وفاة 6 أشخاص منهم 4 لاعبين وهم كاب وشكير ورويبي وبوعلجة، فيما تعرض لكمش لإعاقة. وتساءل الإعلامي عادل حداد عن الأسباب التي ترغم فريقا مثل مولودية البيض على قطع مسافة طويلة نحو تيزي وزو مرورا عبر 25 بلدية و7 ولايات، متسائلا عن الأسباب التي جعلت ولاية تيزي وزو لا تتوفر على مطار، مثلما تساءل عن غياب آليات فعالة في مجال النقل، مثل القطارات السريعة، وتساءل عادل حداد أيضا عن الأسباب التي تحول دون التعامل مع كل الفرق بنفس القدر من المساواة في التمويل، وهي التساؤلات التي اعتبرها المتتبعون منطقية، بحكم ان الجانب المالي كثيرا ما يرغم الأندية على اختيار التنقل الأكثر تكلفة، ما يجعل الحافلة الخيار الحتمي دون اللجوء إلى النقل الجوي ناهيك عن غياب رحلات مريحة عبر القطار.

والواضح أن ما حدث لأسرة مولودية البيض اثر هذا الحادث الأليم يتطلب التعامل بجدية مع التنقلات البرية، من خلال الحرص على تسوية الطرقات وكذلك مراعاة ظروف الأندية التي تقطع مسافات طويلة من أجل لعب مباريات مقابل قطع مسافات قد تزيد عن 400 كيلومتر، ناهيك على ضرورة توفير الإمكانات المناسبة للفرق حتى يتسنى لها التعامل بشكل مريح مع تنقلاتها، من خلال ضمان الإيواء والإطعام والتنقل في أجواء مقبولة وعبر وسائل نقل مريحة وفي مقدمة ذلك النقل الجوي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!