-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

اليمن يردّ على العدوان الثلاثي الجديد!

اليمن يردّ على العدوان الثلاثي الجديد!

هكذا يتصرّف الاستعمار الغربي منذ أن بَسَطَ هيمنته على العالم في القرن التاسع عشر؛ يَتقاسم مناطق النفوذ والسَّيطرة، يَشترك في الإبادة، يُؤازر بعضُه بعضا في الهيمنة، يَستفيد وحده من خيرات العالم، لا يهمه إن جاع الآخرون أو ماتوا، يَسعَد إن تقاتلوا، يُؤجِّج بينهم النيران حتى يَفْنِي بعضُهم بعضا، يُقدِّم نفسه وسيطا إنسانيا بعد أن تنتهي المهمة… هكذا كان ومازال يتصرف في شتى بقاع العالم الذي نُسمِّيه اليوم جنوبا أو ناميا أو متخلفا، ولم يُغيِّر من سلوكه هذا سوى من حيث الوسيلة والتوقيت…
وفي المقابل، استمرّت الشعوب المضطَهَدة في الدِّفاع عن نفسها بما لديها من وسائل، وإن كانت بدائية مقارنة بوسائله، واستمرّت في المقاومة والكفاح والتَّضحية، وانتزاع الانتصار بعد الانتصار بعد دفع الثمن باهظا، ومازالت إلى اليوم تفعل في كل منطقة مازال الاستعمار الغربيُّ يُريد أن يبقى سيِّدا عليها…
ولعل النموذج الفلسطيني واليمني خير مثال على ذلك اليوم.. بأدنى الإمكانات يستمرّ الشعبان في المقاومة والتحدي والتصدي، وتَحَمُّلِ كافة النتائج..
حسابيًّا، ومقارنة بموازين القوة العسكرية والاقتصادية، لا يمكن لغزة أن تُقاوم الاحتلال الصهيوني، كما لا يمكن لليمن أن يقاوم الولايات المتحدة وبريطانيا والكيان الصهيوني والغرب مجتمعين، لكن على أرض الواقع فَعَلَا ذلك ومازالا صامدين وسيَنتصران، بإذن الله.. بل إنَّ رَفضَ الخنوع في حد ذاته يعدُّ انتصارا قبل الانتصار بالنسبة لهما.
تكفي تلك الروحُ العالية التي قابل بها اليمنيون العدوان الثلاثي على بلدهم أول أمس… إنهم فرحون بمواجهة أمريكا، وسعداء لأنَّ نظرتهم إلى الصراع بَيَّنت مصداقيتها.. لقد كشفوا الغرب على حقيقته أمام شعوب المنطقة، بات واضحا مَن يُهدِّدها باستمرار، وبات واضحا مَن يَسعى لفرض السيطرة الصهيونية عليها، ومَن يسعى لِمنع أصحاب الحقوق المشروعة في فلسطين من حقوقهم، ومَن يؤازر الكيان الصهيوني، ومَن يقف إلى جانب هؤلاء المعتدين للهيمنة على شعوب المنطقة..
لذلك نقول، يكفي اليمنيين شرفا ما قاموا به إلى حد الآن.. وضوح في الرؤية فيما تعلق بالصِّراع، وكَشف لطبيعة الحرب الظالمة التي يَشنُّها الصهاينة والغرب على إخواننا في غزة، وفَضح كل مَن والاهم أو ساندهم، في مقابل تعزيز لحمة المقاومين في كل منطقة الشرق الأوسط والعالم، وتذكير للاستعمار الغربي والصهيوني أن نهايته باتت وشيكة.
لقد بيَّن اليمنيون، بإعلانهم منع السفن المُتَّجهة إلى الكيان الصهيوني من دون غيرها من السفن العالمية في البحر الأحمر والبحر العربي، بأنهم إنما يقفون فعلا إلى جانب الحق والعدل ونصرة المظلوم ولا يسعون لتعطيل الملاحة البحرية في العالم، كما تزعم الدعاية الغربية، بل القوى الغربية هي التي تفعل ذلك بنشر أساطيلها الحربية وتنشيط قواعدها العسكرية بساحله الشرقي وبِشَنِّ هذا العدوان الثلاثي على الشعب اليمني الآمن في أرضه وبحره…
صحيح، سيقول المُرجفون أن المقاومة اليمنية جَنَتْ على نفسها بفتح الباب أمام القوى العسكرية الكبرى في العالم لتدمير اليمن، كما قالوا على المقاومة في فلسطين يوم السابع من أكتوبر الماضي، إنها أعطت الذريعة للصهاينة لتحطيم غزة، إلا أن هذا لن يمنع العالم بأن يعرف بعد حين الحقيقة: أن الشعب الفلسطيني إنما يدافع على أرضه ومن أجل استقلاله وحريته، وأن الشعب اليمني يدافع عن هذه الغايات، وإنما هي معركة واحدة للطرفين إن في اليمن أو في فلسطين، وإنما هو عدوان من عدو واحد مشترك إن كان أمريكا أو بريطانيا أو الكيان.. وذلك هو النصر المبين على مستوى الوعي، قبل أن يتحول إلى نصر شامل في الميدان، وتلك مساحة الأمل.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!