-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أم إسلام.. الجزائرية الهاربة من غزة تشتكي ل"جواهر الشروق"

اليهود قصفوا بيتي والجزائر تنكرت لي

جواهر الشروق
  • 3780
  • 0
اليهود قصفوا بيتي والجزائر تنكرت لي
ح.م

مرّت أكثر من سنة على عودتها إلى الجزائر هاربة من القصف الإسرائيلي الذي استهدف غزة في جويلية 2014، عادت إلى وطنها لتضمّد جراحها الغائرة وتمحو من ذاكرتها صور الدمار والدم الذي لوّن الجدران والركام، ولكن ما إن وضعت قدمها في الجزائر حتى أدركت أنها لو بقيت في غزة لشعرت بدفء التضامن أكثر من تواجدها بالجزائر التي استقبلتها بحضن بارد في عزّ الصيف.

أم إسلام، امرأة جزائرية في ال 47 من عمرها، أم لستة أطفال من زوجين فلسطينين، تزوجت من الأول في الجزائر، ثم سافرت معه إلى فلسطين لاستخراج بطاقات تعريف لأبنائها الأربعة، وهناك لم تتمكن من استكمال مشوار الحياة معه، وخيّرها أن تبقى مع أولادها لتأكل وتشرب، أويقتني لها تذكرة سفر للعودة إلى الجزائر، ولكنها قرّرت أن تبقى في غزة عند إحدى صديقاتها الجزائريات التي مكثت عندها 4 أشهر والتي نصحتها أن تتزوج، أو تعود إلى الجزائر وذلك سنة 2007، ومرة أخرى اختارت أم إسلام فلسطين لتعيش فيها، وتزوجت من رجل من غزة بصداق قدره ألف دينار أردني، ولكنه ظل مقيدا على الورقة، والتزم زوجها بدفعه على أقساط، على أن تحظى بمؤخر صداق وقدره 4 آلاف في حال الطلاق، ولم يكن هناك ما يستدعي إنهاء حياتها الزوجية في بداية الأمر، فقد حظيت ببيت منفرد في غزة، فيما تسكن حماتها في الطابق العلوي، ولكن شيئا فشيئا بدت الأمور تسوء بالشكل الذي جعلها تفكر في الطلاق، وقبل أن يحدث هذا، تعرضت غزة في جويلية 2014 للعدوان الإسرائيلي الذي لم يترك شيئا واقفا إلا وسوّاه بالأرض، وحول هذا الموضوع تقول أم إسلام، إنهم تلقوا مكالمة هاتفية من الاحتلال الإسرائيلي لإخلاء البيت من أجل تدميره، الأمر الذي جعلهم يسارعون إلى إحدى المدارس القريبة، وهناك أصابهم من الخوف والذعر ما أصابهم، فأصوات القصف وانهيار المباني كانت تشعرهم بأن نهايتهم باتت قريبة، خاصة وأن العديد من أقارب زوجها ماتوا تحت القصف.

وبعد أقل من أسبوع واحد من العدوان الإسرائيلي، تمكنت أم إسلام رفقة عائلتين جزائريتين من الاتصال بالسفارة الجزائرية بالقاهرة من أجل نقلهم إلى الجزائر، وفي ال15 من جويلية 2014 وصلت العائلات الجزائرية الثلاث إلى مطار هواري بومدين أين كان في استقبالهم وزير الخارجية، رمطان لعمامرة، وتم التكفل بهم في دار الرحمة بباب الزوار لمدة 11 يوما، ولم تكد مخاوف العائلات الثلاث تهدأ، حتى تم إخراجهم من دار الرحمة في الليل وقبل يوم واحد من عيد الفطر، فلم تذق أم إسلام والقادمين معها طعم العيد، ولم يلبس أولادها ثيابا جديدة، فكل همها أن تبحث عن مأوى لهم، ومن حسن حظها أن والدتها تركت لها مستودعا “قراج” في”شوفالي”، ولكنه مستودع لا تتوفر فيه مقومات الحياة، فالرطوبة تسللت إليه واستولت على جدرانه وزواياه، خاصة في عدم وجود تهوية كافية، الأمر الذي جعلها تصاب مع أولادها بأمراض صدرية، ناهيك عن عدم وجود ثلاجة وموقد وكل ما يلزم الحياة البسيطة، ما جعلها تعيش على الصدقات.

أم إسلام، وفي اتصال هاتفي مع”جواهر الشروق”، أعربت عن حزنها العميق من المصير الحالك الذي ينتظرها في الجزائر التي لم تحنو عليها، حتى إنها عندما اشتكت لأحد الأميار عن وضعها الصعب ليساعدها في الحصول على سكن اجتماعي، قال لها إن العائلات الجزائرية أولى بالسكن منها، وكأنها ليست جزائرية، وعندما زارت السفارة الفلسطينية في الجزائر من أجل مساعدتها ماديا، لم يستجيبوا لطلبها بحجة أنهم لا يملكون الإمكانيات، كما رفضوا التكفل بقضية طلاقها من زوجها الفلسطيني لأنه ليست لديهم اتصالات بغزة، حسب ردهم.         

أم إسلام لاتنوي العودة إلى غزة، خاصة وأنها تعتزم رفع قضية خلع على زوجها، ولكن الظروف المحيطة بها جعلتها تفقد كل أمل في الحياة، خاصة أنها لم تترك بابا إلا وطرقته، فلا تسمع إلاّ الوعود أو الصّد.

وختمت أم إسلام كلامها إلينا”ماذا ستخسر الجزائر لو أعطت كل عائلة من العائلات الجزائرية القادمة من غزة سكنا؟”، وتضيف”ألسنا جزائريين، ومن حقنا أن نحظى بسكن يحفظ كرامتنا ويوفر لنا الأمن والأمان خاصة وأننا على أبواب الشتاء.”.

وتمنت السيدة أم إسلام أن تنظر إليها السلطات بعين الشفقة وأن لاتحرمها من سكن ينسيها مرارة القصف الذي تعرضوا له في غزة، ويعيد لها الشعور الذي بدأت تفتقده بأنها جزائرية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • بدون اسم

    هذه امراة جزائرية وليس فلسطينة فلماذا يجب ان نحرمها من السكن مثل الجزائريين؟

  • جزائري مر من هنا

    الاول طلقها و التاني ما عطاهاش حتي كلمتها و خلاها تترامي في الزنق.....الزواج ماشي لعبة و انا اعرف جيدا رؤسة نساء الشرق الاوسط للمغاربيات..و كي لسكن كامل الجزايريين نخموا نسكنوا الفلسطينيين....

  • احمد ع الق

    صحيح الجزائريون أولي بالسكن؟؟ما الذي دفعها لأن تتزوج ممن لا تعرفهم ولا تستطيع حتي السفر أليهم..كما أن الكثير من أمثالها أكتشفن أن أزواجهن أما يهود أو مسيح...ومع ذلك فمن باب الأنسانية تعطي لها فرصة ألي حين يبلغ أطفالها سن الرشد ثم ليغادروا البلد مهما كانت الظروف؟؟

  • أصيلة

    لماذا تظلم هذه المراة يا صاحب التعليق رقم واحد ماذا فعلت هذه المخلوقة تزوجت من فلسطيني؟؟مكتوبها هي لم تتزوج بيهودي ومن حقها سكن في بلدها

  • جزائري مر من هنا

    سكن لاناءك الجزائريين لحق رب السماء ما الدي يحدت للجزائريات؟يداك اوكتا و فوك نفخ ...درتيهل بيديك حليها بسنيك و السلام بحري