-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

اليوم‭ ‬أمر‭ ‬وغدا‭ ‬خمر

الشروق أونلاين
  • 5876
  • 22
اليوم‭ ‬أمر‭ ‬وغدا‭ ‬خمر

لا يوجد شعب يحتفي بالأعياد ويخلُد للعطلة مثل الشعب الجزائري، فبعد احتفالنا بالراحة بهجرة النبي محمد عليه الصلاة والسلام، وبعد احتفالنا بالراحة بنجاة النبي موسى عليه الصلاة والسلام، يستعد بعضنا للاحتفال بالراحة بمولد النبي عيسى عليه الصلاة والسلام.

  • وفي كل أعيادنا وأعياد غيرنا تقام كرنفالات الاستهلاك من أنهار من لبن وأنهار من خمر كما هو حاصل هذه الأيام، حيث حجزت مصالح الأمن بكل فصائلها ومصالح الجمارك الملايين من زجاجات الخمر بكل أنواعها بما في ذلك التي ينافس سعرها سعر خروف عيد الأضحى المبارك، ومجرد سماع حجز مائة ألف زجاجة خمر في مخزن في بلدة عين مليلة المحافظة يُفقدنا الصواب ويجعلنا سكارى وما نحن بسكارى، لأن هذه البلدة المحافظة لا يقطنها مائة ألف ساكن، وما تم حجزه من خمر قيل  إنها موجهة للاحتفال برأس السنة الميلادية في واد رهيو ومغنية والبليدة وخنشلة كافٍ لأن يُسكر الأمة بأكملها، أي أن الجزائريين بكل أطيافهم سواء، فإذا كانت الإحصاءات التجارية قد بينت أن ما يتناوله الجزائريون من غذاء خلال شهر الصيام ينافس ما يتناولونه خلال بقية أشهر السنة، فإن ما يُراق من خمرة في عروق الشاربين خلال رأس السنة الميلادية ينافس ما هو موجود في حانات العالم، وتكاد تكون حركة التجارة في الجزائر رهينة النزوات والطقوس وتكاد مصالح الأمن والجمارك ومديريات التجارة عندنا تتحرك حسب رزنامة الأعياد الدينية سواء كانت إسلامية أو مسيحية، فرجال الأمن الذين يعلنون حالة الطوارئ خلال شهر الصيام حيث تتحول‭ ‬الأسواق‭ ‬والشوارع‭ ‬وحتى‭ ‬المساجد‭ ‬إلى‭ ‬ساحات‭ ‬عراك‭ ‬يدركون‭ ‬أن‭ ‬الذين‭ ‬يتعاطون‭ ‬خلال‭ ‬رأس‭ ‬السنة‭ ‬الميلادية‭ ‬هذه‭ ‬الأنهار‭ ‬من‭ ‬الخمور‭ ‬حتى‭ ‬الثمالة‭ ‬قادرون‭ ‬على‭ ‬فتح‭ ‬صفحة‭ ‬العام‭ ‬الجديد‭ ‬بجرائم‭ ‬اجتماعية‭ ‬خطيرة‭.‬
  • قد تتحمل الدولة ورجالاتها جزءا من “أزمة” الأعياد عندنا وتحويلها إلى جشع واستهلاك، وتفريغها من روحها التي من أجلها سُنّت كما في ديننا الإسلامي، أو أريد لها أن تكون كما في عيد المسيح، ولكن الشعب أيضا يتحمل مسؤولية تواصل هذه الأزمة وبلوغها مرحلة الميؤوس من إمكانية القضاء عليها، حتى الوكالات السياحية في الجزائر يكاد ينحصر نشاطها في نقل المعتمرين والحجاج والمحتفلين برأس السنة الميلادية إلى بلاد العالم، ولن نبالغ إذا قلنا إن حركة الاقتصاد والمجتمع والسياسة تدور حول حلقة مكونة من الأعياد ومن المواسم، فيها يضع أباطرة‭ ‬المال‭ ‬حجر‭ ‬أساس‭ ‬إمبراطورياتهم،‭ ‬ومنها‭ ‬يجنون‭ ‬الملايير‭ ‬وفيها‭ ‬يغرق‭ ‬البسطاء‭ ‬في‭ ‬نهر‭ ‬شربة‭ ‬أو‮ ‬لبن‭ ‬رمضان،‭ ‬ويغرق‭ ‬المغفلون‭ ‬ويجرفهم‭ ‬طوفان‭ ‬خمور‭ ‬رأس‭ ‬السنة‭ ‬الميلادية‭. ‬
  • ثورة الشاعر الجاهلي امرؤ القيس بدأت بالخمر وانتهت بالأمر، عندما علم بمقتل والده من قبيلة بنو أسد فصاح صيحته الشهيرة وكان في مجلس سُكر حتى الثمالة “اليوم خمر وغدا أمر” وثورة أباطرة الجشع وبيع الأوهام عندنا تبدأ بالأمر وتنتهي بخمر وسُكر ما بعده.. أمر!!
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
22
  • mina

    rbi yahdi makhalak

  • صقرالجزيرة

    المقال رائع بكل معنى الكلمه والكاتب اسلوبه جميل جدا وبحس انه راجل شرقى بمعنى الكلمه راجل ابن راجل الى قدر فى وقت الشده الى احنا فيها ان يعالج بقلمه قضيه لاتخص الجزائر وحدها بل الامه بكاملها وكل الدول العربيه على نفس المنوال احس ان الكاتب جالس فى ميدان رمسيس او فى دوار فى الخليج لا عجب فنحن امه كالبنيان وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم مقال رائع

  • choucha

    اللهم اهدي المسلمين و اجعلهم ممن يتبعون هدي محمد صلئ الله عليه و سلم امييييييييييييييييين

  • Karim

    لا تتكلم بغير علم يا اخي ففي الولايات المتحدة الامريكية ما يفوق 25 عيد وطني و كلها مدفوعة الأجر و اما ما يخص أعياد راس السنة فهذا تقليد للكفار ،اما ونحن مسلمون فيجب رد مثل هذه التفاهات عن مجتمعنا.

  • سمر

    اللهم استرنا فوق الأرض و تحت الأرض و يوم العرض

  • tayeba

    والله غير تبهديلا هدا واش قعد للجزائريين الخمر ادينا الاسم برك بلي مسلمين حاش الا المسلم تع الصح يشرب الخمر تبهدييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييلا

  • IMENE

    لا اله الا الله محمد رسول الله .يكفينا سكوتا على من يتجرا على ديننا و مبادئنا 

  • mounir

    dawam hal minamouhal

  • mounir

    dawam hal minamouhal

  • younes

    اليوم خمر وغدا عذاب القبر و جهنم تنتضر

  • شهرزاد

    لا حول و لا قوة إلا بالله

  • جمال: الجزائرالعاصمة

    شكرا يااستاذ ناصر على غيرتك وشهامتك ودفاعك المستميت عن مبادئنا السمحاء ومثلنا العلياء . .

  • سارة

    لا حول ولا قوة الا بالله

  • amine

    تعلم العقيدة السليمة هو المخرج الوحيد من هذه المشكلة...والله المستعان.

  • كمال

    اتقوا الله فينا يا مسؤولين. فنحن بلد و شعب مسلم و لا يجوز هذا في بلدنا الطاهر الذي مات من اجل تحريره من عادات و تقاليد المستدمر الفرنسي مليون و نصف المليون شهيد. اللهم لا تاخذنا بما فعل السفهاء منا امين يا رب. انشر من فضلك .فالدال على الخير كفاعله.شكرا.

  • عبد اللطيف

    لماذا ترخص الدولة لأصحاب الحانات بممارسة نشاطاتهم؟ ألا تعلم هذه الدولة بأن هذه الحانات هي مصدر كل الآفات الاجتماعية التي تنخر مجتمعنا المغلوب على أمره؟ فالمرتاد لهذه الحانات يخرج منها لكي يرتكب جريمة ما، لأنه مُغيب العقل، فتجده يعتدي على أملاك الغير بالكسر أو السرقة أو انتهاك الحرمات، والأمَرُّ من ذلك أن قانون العقوبات عندنا لا يردع هذه الحثالة، فإن تجرأ المعتدَى عليه ودافع عن نفسه، يجد قانونا صارما في انتظاره وكأن هذا القانون قيس وفُصِّل لحماية الإجرام والإنحراف في الجزائر. لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

  • BAABIism

    أاطف بينا يا لطيف

  • محمد

    خير سلف لخير خلف

  • yahia

    laissez les gens fêter comme ils veulent!!!!! à la mosquée ou au comptoir !!!!! on est dans un pays de liberté sois disant nn??

  • mehdi

    السلام عليكم ورحمة الله
    وبركاته المقال أكثر من رائع وأنا من موقعي احي فيك روح الفطنة
    وأكثر شيءهو انك تدعو للصفاء من الخبائث التي تنتاب ذاك الشعب المسلم
    والله يهدي من يشاء

  • mohamed

    يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّـهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا ﴿٦٦﴾ وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا ﴿٦٧﴾ رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ﴿٦٨﴾
    سورة الأحزاب

  • عبد الهادي

    اليوم خمر وغدا أمر