-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
العلوم ترهق العلميين والفلسفة تصدم الأدبيين

اليوم الثالث يُسيل عرق مترشحي البكالوريا

نشيدة قوادري
  • 5519
  • 0
اليوم الثالث يُسيل عرق مترشحي البكالوريا
أرشيف

أرهقت مواضيع الاختبار في مادة العلوم الطبيعية المترشحين العلميين، خلال اليوم الثالث من امتحان شهادة البكالوريا دورة جوان 2023، بسبب التغييرات التي طرأت على منهجية إنجاز الأسئلة والتي ارتكزت على “التوظيف المعلوماتي” للمعارف والمكتسبات بالدرجة الأولى بإسقاط السرد والاسترجاع، فيما أراحت مواضيع مادة الفلسفة الأدبيين الذين اجتهدوا طيلة سنة دراسية، في حين صدمت فئة أخرى من الممتحنين الذين راهنوا على “المقالات الجاهزة” وتكهنات الأسئلة.
وفي اليوم الثالث من امتحان شهادة البكالوريا، تباينت آراء المترشحين “الأدبيين” حول طبيعة المواضيع التي طرحت عليهم في اختبار مادة الفلسفة باعتبارها مادة أساسية ومميزة للشعبة، إذ أصيب تلاميذ بصدمة كبيرة وعدم استيعاب كرد فعل أولي فور استلامهم للأسئلة، ويعود السبب الرئيس إلى كونهم لم يراجعوا كافة الدروس التي لقنت لهم طيلة الموسم الدراسي، بل اكتفوا بحفظ مقالة أو مقالتين فقط لدرس أو درسين على الأكثر، وبالتالي فقد وجدوا أنفسهم عاجزين عن الإجابة بالطريقة الصحيحة.
في حين أن فئة أخرى من المترشحين، اجتازوا اختبار الفلسفة بنجاح، وتمكنوا من الإجابة على المواضيع بطريقة صحيحة وسليمة، ونفس الشيء ينطبق على المترشحين شعبة لغات أجنبية، الذين استقبلوا اليوم الثالث من البكالوريا بارتياح كبير، بسبب طبيعة الأسئلة التي وردت في المتناول، على حد تعبير بعضهم.
وأسالت مواضيع مادة العلوم التجريبية العرق البارد للمترشحين من شعبة علوم طبيعة وحياة، بسبب التغييرات التي طرأت على منهجية إنجاز مواضيع موجهة لامتحان رسمي، إذ ابتعد معدو الأسئلة بشكل كبير عن أساليب السرد والاسترجاع، مما يتطلب من التلميذ توظيف معلوماته ومكتسباته بشكل صحيح لكي يتسنى له الإجابة بصفة سليمة، في حين وردت الأسئلة الموجهة لشعبة رياضيات في متناول التلميذ المتوسط، فلم ترد لا سهلة ولا صعبة تعجيزية، الأمر الذي أدخل البهجة في نفوسهم وأراح أولياءهم.
وأبكت مواضيع مادة التسيير المحاسبي والمالي أغلب المترشحين من شعبة تسيير واقتصاد، إذ أجمعوا على صعوبة وطول الأسئلة والتي لم تكن -على حد قولهم- في المتناول، إذ شهدت عدة مراكز إجراء إغماءات بالجملة وسط التلاميذ، الأمر الذي أدى إلى تدخل مستشاري التوجيه والإرشاد المدرسي والمهني لتهدئة النفوس ورفع المعنويات، خاصة وأنهم بحاجة ماسة إلى الدعم المعنوي لكي يتمكنوا من استكمال الاختبارات.

حرمان تلاميذ من الآلة الحاسبة في اختبار الرياضيات
وأفادت مصادر “الشروق”، أن بعض مراكز الإجراء قد حرمت مترشحين من حقهم في استعمال الآلة الحاسبة في اختبار مادة الرياضيات في اليوم الثاني من امتحان شهادة البكالوريا، رغم أنها من النوع العادي أو البسيط وليست مبرمجة، ويسمح بإدخالها، مما أخلط أوراقهم وأحبط معنوياتهم، الأمر الذي دفع بعديد الملاحظين إلى التدخل لدى اللجنة الولائية للملاحظين من خلال رفع تقارير مفصلة عن القضية قصد لفت انتباه القائمين على وزارة التربية الوطنية.

نقص في أوراق الإجابات يربك رؤساء المراكز
واشتكى مترشحون علميون ببعض مراكز الإجراء من نقص في أوراق الإجابات والأوراق الإضافية، نظرا لأن طبيعة المادة تستوجب استهلاك أوراق عديدة، وهو الأمر الذي دفع بالأساتذة الحراس إلى التدخل لدى رؤساء المراكز ونوابهم لحل الإشكالية تفاديا لتفاقمها، إذ سارعوا إلى التواصل المستعجل مع خلايا المتابعة الولائية.

أستاذ فلسفة: “التكهنات” و”المقالات الجاهزة” تخلط أوراق المترشحين
أوضح شنون شعيب أستاذ مادة الفلسفة في تصريح لـ”الشروق”، بأن المواضيع في العموم قد وردت في متناول المترشح المتوسط، وعالجت دروس السنة الدراسية، إذ استند كل سؤال على وحدة معينة من فصل دراسي محدد، في حين لفت محدثنا إلى أن الأسئلة قد صدمت فئة من الممتحنين ليس بسبب الصعوبة وإنما لأنها قد وردت مخالفة لتكهناتهم المسبقة ومقترحات الأسئلة التي قدمها لهم أساتذة الدروس الخصوصية، على اعتبار أن هناك مربين وفي نهاية كل سنة دراسية يضعون قائمة مقترحات لأسئلة البكالوريا من خلال الاستناد إلى “التنبؤ” و”التكهن”.
وتأسف أستاذ المادة لفئة من المترشحين الذين يبتعدون عن مراجعة دروسهم بشكل منتظم وسلس طيلة السنة الدراسية، ويلجأون إلى المراهنة على مقالة فلسفية واحدة وفقط في درس معين ومحور محدد، ويقومون بتحريرها، ثم حفظها، ليفاجأوا يوم الاختبار بمواضيع أخرى لا تعكس توقعاتهم وتكهناتهم، والدليل هو قيام تلاميذ ببناء مراجعتهم على مقالة واحدة وهي “إيجابيات وسلبيات العادة”، ليفاجأوا بمقالة “النسيان” في درس “الذاكرة والخيال”، في حين بنى آخرون تكهناتهم على درس “الأنظمة” ليفاجأوا بدرس الشعور واللاشعور.
وأبرز محدثنا بأن المقالات الفلسفية تبنى عن طريق الفهم السليم للمعارف والمكتسبات، ولا تنجز عن طريق الحفظ والاسترجاع، مع ضرورة مراعاة الجانب المنهجي.
كما توقع أستاذ الاختصاص وبناء على طبيعة المواضيع، تحصل التلميذ الذي اجتهد وثابر طيلة سنة دراسية واعتمد على فهم الدروس والإجابة وفق المنهجية المطلوبة، على العلامة 14 من 20 فما فوق بكل أريحية، أما المترشحون الذين يبنون نجاحهم في شهادة البكالوريا على “تكهنات” لا تسمن وتغني من جوع، فإنهم لن يحصلوا على تقييم مشرف.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!