الرأي

اليوم العالمي للمرأة

مارتن روبر
  • 7125
  • 9

يعد الثامن من مارس الذكرى 101 لليوم العالمي للمرأة، وللاحتفال بهذا اليوم، نظمنا بالسفارة مأدبة غداء لكل النساء اللواتي يعملن معنا. عدد كبير من موظفي السفارة البريطانية هم من النساء. نحن نولي أهمية كبيرة لتمثيل متكافئ بين المرأة والرجل في مكان العمل غير أنه يتم تعيين كل شخص حسب جدارته واستحقاقه، ولقد تم تعيين موظفي السفارة على أساس الكفاءة وفقط لأنهم كانوا أفضل المرشحين الذين تقدموا بطلباتهم للتوظيف.

إن تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة لا يزالان يمثلان الأولوية بالنسبة للحكومة البريطانية، ويعد اليوم العالمي للمرأة فرصة ممتازة لتسليط الضوء على العمل الذي نقوم به في مجال حقوق المرأة والتطرق لهذه القضية العالمية. تم تخليد هذا اليوم بشكل أو بآخر منذ عام 1910 حيث اجتمعت في هذه السنة وفي كوبنهاغن، عاصمة الدانمارك، 100 امرأة من 17 بلدا في العالم للمطالبة بحق المرأة في الاقتراع العالمي، وقد ضمت تلك المجموعة النساء الثلاث الأوائل اللائي تم انتخابهن في البرلمان الفنلندي، وتم اعتماد هذا اليوم يوما عالميا رسميا ابتداء من السنة الموالية، أي 1911 .

حسب منظمة الأمم المتحدة، “فإن اليوم العالمي للمرأة هو مناسبة للتفكير في التقدم المنجز والمطالبة بالتغيير والاحتفاء بالإصرار الذي تتحلى به المرأة العادية والإنجازات الشجاعة التي تقوم بها، والتي لعبت دورا استثنائيا في تاريخ حقوق المرأة. القليل من القضايا التي وضعتها الأمم المتحدة استدعت تأييدا كبيرا وانتشارا واسعا في حملة ترقية وحماية حق المساواة الخاصة بالنساء. كان ميثاق الأمم المتحدة، الذي تم توقيعه في سان فرانسيسكو عام 1945، أول اتفاقية دولية تنص على المساواة بين الجنسين كحق جوهري للإنسان“.

و في المملكة المتحدة، الموضوع الوطني لهذه السنة هو “مشاركة المرأة في التنمية الاقتصادية”، حيث شرحت مؤخرا وزيرة المساواة البريطانية، لين فيذرستون، الأهمية التي يكتسيها موضوعنا الوطني:

مازالت الفتيات والنساء، في أرجاء العالم النامي تتحملن العبء الأكبر من الفقر. غير أننا نعلم أنه من الممكن أن تتخذ اجراءات عملية تمكن الفتاة والمرأة من استغلال مؤهلاتها الشخصية. ونحن ندرك مدى إيجابيات الاستثمار في الفتيات والنساء، وانعكاس ذلك على حياتهن الخاصة وعائلاتهن، ومجتمعاتهن وحتى على الاقتصاد ولتمكين الفتيات والنساء آثار مضاعفة على النمو الاقتصادي ومن شأنه أن يحقق مجتمعات أكثر أمنا واستقرارا.

وجدت في الجزائر، وفي العديد من المجالات، موقفا ايجابيا حيال تعزيز دور المرأة في المجتمع ولا سيما من خلال التعديلات المعتبرة الملحقة بالدستور في نوفمبر عام 2008 من أجل ترقية المشاركة السياسية للمرأة. خطوة أخرى نحو الأمام تمت خلال الإصلاحات السياسية الأخيرة ولقد ذهلت بنشاط وطاقة العديد من النساء في المجتمع، حيث أن المرأة تعمل في جميع الاختصاصات، غالبا في مناصب ذات مسؤولية، وفي مختلف القطاعات، بما فيها التعليم والعدل والإعلام. المرأة الجزائرية كذلك حاضرة وبقوة في قطاع التعليم العالي.

ولكن سواء كنا في بريطانيا أو الجزائر أو أي بلد آخر يمكننا دائما القيام بالمزيد. أدعوكم إلى الاطلاع على تقريرالمنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2011 الرائع والخاص بالفرق بين الجنسيين http://www.weforum.org/issues/global-gender-gap.

من الخطأ أن يكون دخل الرجل في بعض البلدان خمسة أضعاف دخل المرأة، ومن الخطأ أن بعض البلدان لا توجد فيها امرأة في البرلمان، كما أنه من الخطأ كذلك أن لا تزال ظاهرة العنف ضد المرأة منتشرة في بعض البلدان، في الوقت الذي لا يمكن الاحتفال فيه باليوم العالمي للمرأة وحده، ولا يمكن تغيير تلك الأشياء بين ليلة وضحاها، تعد التوعية بهذه القضايا أمرا مهما وحاسما، لذا آمل أن تكونوا قد تمكنتم من الاحتفال بهذا اليوم بطريقة أو بأخرى ودعم رؤية مجموعة النساء اللواتي التقين في كوبنهاغن منذ أكثر من 100 عام.

مقالات ذات صلة