-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

اليوم الوطني للشهيد…عبر ودلالات

محند أرزقي فراد
  • 21962
  • 5
اليوم الوطني للشهيد…عبر ودلالات

ظهر اليوم الوطني للشهيد إلى الوجود، بمبادرة من أبناء الشهداء الذين اجتمعوا بنادي الصنوبر بالعاصمة الجزائرية، يوم 18 فبراير1989م، بنيّة تحقيق أمرين اثنين:

أولا: إعادة الاعتبار لشهيد الوطن – معنويا وماديا- بعد أن طال تهميشه بسبب الإخفاق السياسي، جراء تناسي قيم الثورة، الداعية إلى بعث الدولة الجزائرية بمواصفات حداثية ديمقراطية، تحقق العدل والمساواة، في ظل قيمنا الإسلامية كما ورد فقي بيان أول نوفمبر. والعمل على إقامة جسور التواصل بين الأجيال وقيم الثورة المظفرة، لتحصينها بحبّ الوطن، وتلافي الانحراف في التعاطي السياسي(  1).

ثانيا: إعادة الاعتبار لأرامل الشهداء وأبنائهم، الذين لم يأخذوا حقوقهم كاملة، جرّاء تقصير الدولة في واجبها إزاء هذه الفئة، التي شعر أبناؤها بالظلم والضيم والغبن والتهميش.

 

تعريف الشهيد

قبل الخوض في تفاصيل معاني اليوم الوطني للشهيد، يجدر بنا أن نعرّف أوّلا مفهوم ” الشهيد ” لغة واصطلاحا، وما عرفه من توسيع في دلالته عبر العصور. وأن نقدم لمحة خاطفة عن فضل الشهداء الذين قدّموا أرواحهم فداء للوطن، وقربانا على مذبح الحرية لتكسير نير الاستدمار الذي استعمر البلاد وكبـّل العباد.

حدّد قاموس: ” المنجد في اللغة العربية المعاصرة “، معنى مصطلح ” الشهيد ” على النحو التالي:<>(2)  

أمّا ابن منظور(من القرن 14م)، فقد عرّف ” الشهيد ” في قاموسه المشهور( لسان العرب) بقوله: <>(3).

أما تفسير هذه التسمية، فقد جاء في القاموس نفسه:<>(4).

 

الشهيد في القرآن والسنة

تحدث القرآن بتقدير عن الشهيد المقتول في سبيل الله، في أكثر من آية لعلّ أشهرها قوله تعالى: ولا تحسبنّ الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربّهم يرزقون- آل عمران، 169. كما تحدث الرسول (ص)عن الشهيد بإكبار بقوله:<> رواه البخاري الحديث2606.

 

أقسام الشهداء

يعتبر المقتول في سبيل عقيدته الإسلامية، أرفع الشهداء منزلة عند الله(5). وهناك أصناف من المقتولين تشملهم الشهادة، ورد ذكرهم في أحاديث نبوية كثيرة ، منها قول  رسول الله (ص) الذي أخرجه أبو داود:<>. وهناك أحاديث أخرى تؤكد أن من مات دون عرضه، أو ماله، أو أهله، أو طلبا للعلم فهو شهيد. 

وفي زماننا الحاضر، جرت العادة أننا ندرج ضمن مصطلح الشهيد، موظفي الدولة الذين يقتلون لأسباب عديدة أثناء أدائهم لوظائفهم، كرجال المطافئ والأمن مثلا.

هذا وتجدر الإشارة إلى أن مصطلح ” الشهيد ” ليس حكرا على الثقافة الإسلامية فقط، بل استعمله أيضا المسيحيّون الذين يطلقونه على كل من قتل بسبب تبشيره بالديانة المسيحية أو إيمانه بها. وتم إطلاق تسمية شهداء الكنسية على هؤلاء المسيحيين الأوائل الذين اضطهدهم الرومان(6).

 

فضل الشهداء على الأحياء

لقد ضحى الشهداء بأعزّ ما يملكون- وهو الحياة- من أجل الوطن، وقدموا مثالا رائعا في نكران الذات، لذا فهم جديرون بالتقدير والتبجيل، ومن ثم يستحق ذووهم الاحترام في كنف حياة العز والكرامة. ولقد أحسن الكاتب المجاهد الأستاذ محمد الصالح الصديق وصف فضل الشهداء علينا، حين قال:<>(7). ثم أضاف الأستاذ مبرزا دور شهداء نوفمبر بقوله :<> (8).

وتقديرا لهذه التضحية الخارقة التي رفعت من شان الشهداء، وتبجيلا للإيثار الفريد الذي رصّع ذكرهم، رأى الأستاذ محمد الصالح الصديق أنه من واجبنا أن ننحني إجلالا لهم وقال في هذا السياق:<>(9).

 

التفريط في عائلة الشهيد

رغم المكانة السامقة التي تبوأها الشهيد في وجدان الجماهير، فإن نواب الشعب قد فرّطوا في مطلع الاستقلال، في أبناء الشهداء، حينما قرّروا تخصيص دينار واحد في اليوم لابن الشهيد، مقابل تخصيص مبلغ ماليّ أكبر لغيرهم من الأطفال الذين لم يفقدوا آباءهم. هذا وقد تركت هذه المظلمة جرحا غائرا في نفوس بعض المجاهدين النواب الذين ظلوا أوفياء للعهد، منهم المجاهد الرائد لخضر بورقعه  الذي تحدّث في مذكراته بمرارة عن هذه القضية قائلا:<>(10). وعلى هذا المنوال أيضا جاءت منحة والدة الشهيد حسب شهادة السيد لخضر بورقعة:<>(11).

ثم تحدث المجاهد الرائد لخضر بورقعة عن المحاولات المبذولة في الولاية السادسة التاريخية من أجل التخفيف من بؤس أبناء الشهداء المعذبين فقال:

<>(12).

غير أن هذه الأوضاع الصعبة، لم تلبث أن أخذت في التحسن بمرور الأيام، وإن كانت لم ترض أبناء الشهداء،الذين لم يستسيغوا تغييب قيم  التضحية والوفاء للوطن، التي استشهد من أجلها الشهداء، ولم  يستسيغوا أيضا إهانة أمّهاتهم اللائي صرن عاملات نظافة في الإدارة، مثلما حدث لأرملة الشهيد العقيد علي ملاح. ودفع هذا الوضع المزري أبناء الشهداء في مطلع الثمانينيات من القرن الماضي إلى التفكير في تأسيس تنظيم، يجعلونه فضاء للدفاع عن ذاكرة الشهيد وقيم ثورة مطلع نوفمبر، وللسعي وراء حقوق أرامل الشهداء وذوي الحقوق المهضومة. وأدّى هذا الحراك إلى اعتقال بعض أبناء الشهداء، كما أوضح المحامي مقران آيت العربي( وهو ابن شهيد) في كتابه الموسوم ” بين القصر والعدالة ” سنة 1985م(13).

 

تأسيس المنظمة الوطنية لأبناء الشهداء

اتسع نشاط أبناء الشهداء بعد أحداث 5 أكتوبر 1988، ليشمل ولايات الوطن، بفضل الانفتاح السياسي الحاصل، ثم سرعان ما اختمرت الفكرة، فاجتمع أبناء الشهداء في نادي الصنوبر يوم 18 فيفري 1989، أسفر عن تأسيس المنظمة الوطنية لأبناء الشهداء، التي كانت الغاية منها- كما سبق الذكر- هي الحفاظ على ذاكرة الشهيد وتحصين المجتمع بقيم ثورة نوفمبر، والدفاع عن حقوق أرامل الشهداء وأبناء الشهداء. واعتبر يوم 18 فيفري(أي يوم الاجتماع) يوما وطنيا للشهيد، علما أن هذا اليوم قد اختير بمحض الصدفة، وليس لاعتبارات تاريخية كما يعتقد البعض، رغم ارتباط بعض الأحداث في تاريخنا بهذا اليوم، كميلاد زيغود يوسف ( 18 فبراير1921)، وتأسيس المنظمة الخاصة( 18 فبراير1947)،وطرح القضية الجزائرية في هيئة الأمم المتحدة( 18 فبراير1957).


حماية ذاكرة الشهيد في القانون الجزائري

من الطبيعي أن تسنّ الدولة الجزائرية قانونا لحماية ذكر الشهيد ورعاية ذوي الحقوق( أرامل الشهداء وأبناء الشهداء)، تمثل في قانون المجاهد والشهيد الصادر في شهر أفريل سنة 1999م. وتجلت مظاهر تمجيد الشهيد – باعتباره رمزا من رموز ثورة التحرير- في عدّة مواد، أهمّها المادة الثانية التي نصت على ما يلي: <>. بالإضافة إلى مواد أخرى داعمة لها كالمادتين: 10، 52.

هذا وقد نصّت المادة62 من قانون المجاهد والشهيد، على مسؤولية الدولة في تحصين الأجيال بالتربية الوطنية، عن طريق الاهتمام بالتاريخ الوطني في المؤسسات التعليمية والتكوينية العمومية والوزارات المعنية، مع التركيز على تاريخ ثورة التحرير الوطني:<>

ومن جهة أخرى نصّت المادة63 من قانون المجاهد والشهيد،على واجب الدولة في دعم كل المبادرات الرامية إلى تخليد وتمجيد مآثر ثورة التحرير:<>

ومن الوسائل الهامة التي نصّ عليها هذا القانون، من أجل الحفاظ على الذاكرة الوطنية، إنشاء مجلس أعلى لذاكرة الأمة. غير أن المادة الخاصة بهذا الأمر(المادة64) مازالت حبرا على ورق.

 

مظاهر الاحتفال بيوم الشهيد

بعد إقرار يوم الشهيد، صارت الدولة الجزائرية تحتفل به كل سنة، عن طريق تنظيم تظاهرات ثقافية وفنية ورياضية مختلفة، وقراءة الفاتحة في مقابر الشهداء والنصب التذكارية، وتسمية المؤسسات والشوارع بأسماء الشهداء، كل ذلك من أجل ربط الصلة وإقامة جسور التواصل بين الشباب وثورة أول نوفمبر ومآثرها وأمجاد الشهداء. ورغم أهمية هذه النشاطات المذكورة ذات الأهداف التربوية النبيلة، فإن رمزية الشهيد أعظم من أن تحصر فيها فقط.

 

دلالات اليوم الوطني للشهيد

والحق أن الوفاء للشهيد يقتضي منـّا أن نجعل قيم الثورة من تضحية وإخلاص وتفان في أداء الواجب، سلوكا محمودا نتحلى به في حياتنا اليومية، على امتداد 365 يوما، في سكوننا وحركاتنا، وفي تسييرنا لشؤون الدولة والمجتمع، وأن نجعل ذاكرة الشهيد ضميرا خلقيا يوّجه حياتنا نحو الصالح العام، وقوة رادعة تبعدنا عن المزالق، وصمّام آمان يقينا من شرور الفساد، وحافزا لتقديس العمل والتفاني في أداء الواجب نحو المجتمع. هذا ويمكن إجمال دلالات اليوم الوطني للشهيد في المحاور التالية:

1- الوعي التاريخي:

1.1- أعني به تحصين الأجيال بالوعي التاريخي، عن طريق المدرسة والإعلام والسينما والمسرح والفنون المختلفة، والمتاحف، والنصب التذكارية، وغيرها من فضاءات التواصل مع المواطن.حتى تدرك أجيال الحاضر والمستقبل، أن استرجاع السيادة الوطنية قد حققه الجزائريون بتضحيات جسام، قدّموها خلال 132 سنة من الاستعمار والإستدمار وتعطيل السيادة الوطنية، فاقت خمسة ملايين شهيد.

2.1-  ضرورة تجريم الاستعمار، باعتباره جريمة ضد الإنسانية، أهلك الجزائر وشعبها بالتقتيل الجماعي والنفي والتهجير، والتفقير والتجهيل، وبمحاولات مسخ مكوّنات هويتنا التاريخية واللغوية والدينية، عن طريق سياسة الفرنسة والتنصير. ولا شك أن إصدار هذا القانون سيكون بمثابة صمّام أمان، يقي الجزائر في المستقبل من ” الردة السياسية ” التي بدأت معالمها تطل علينا، بعد مرور نصف قرن فقط على استرجاع السيادة الوطنية.

2- التضحية في سبيل الوطن:

   لا شك أن التضحية في سبيل الوطن، تشكل أحد أهداف إحياء اليوم الوطني للشهيد. ومن معاني التضحية، عدم التفريط في الوطن، والموت دونه، مثلما أشار الشاعر ابن الرومي القائل:

– ولــــي وطن آليت ألا أبيعه ***** وألا أرى غيري له الدهر مالكا 

3- حب الوطن فوق الظنون

  ولعل أصدق صورة لحبّ الوطن، أن يتفانى المرء في خدمته دون أن ينتظر جزاء ولا شكورا، وفي هذا السياق ذكر أحد الحكماء، أن المواطن الصالح يحاسب نفسه كل يوم عمّا قدمه للوطن، ولا يسأل عمّا قدم الوطن له. فالوطن عزيز في السراء والضراء، مثلما أشار الشاعر:

– بلادي وإن جارت عليّ عزيزة ***** وأهلي وإن ضنوا عليّ كرام

4- الوفاء للدولة الوطنية:

   مهما اختلف المواطنون في ألوانهم السياسية، فإن الوفاء للدولة بمؤسساتها الدستورية، هو القاسم المشترك الذي يجمع الجميع، ونعني به أداء الواجب بإخلاص في كل المواقع، سواء في الوظيف العمومي، أو القطاع الاقتصادي بفروعه المختلفة أو قطاع الخدمات، عاما كان أو خاصا، وكذا تقديم المصلحة العمومية ( أي مصلحة المواطنين) على المصلحة الشخصية، في إطار القانون الذي يعلو ولا يعلى عليه.

5- التمسك بمرجعية أول نوفمبر:

  لقد نص بيان أول نوفمبر على العمل من اجل تحقيق هدفين هامين:

– استرجاع السيادة الوطنية المغتصبة، وقد تم ذلك في 5 جويلية سنة 1962م.

– إعادة بعث الدولة الجزائرية وفق منطلقات بيان أول نوفمبر 1954م (دولة ديمقراطية اجتماعية في إطار المبادئ الإسلامية، دون تمييز دينيّ أو عرقيّ ). وما من شك أن هذه المنطلقات النوفمبرية، قادرة في حال تحقيقها على بناء دولة حديثة قوية، تحقق الاستقرار والعدل والرفاهية والكرامة للمواطن، ويكون فيها الشعب هو مصدر كل سلطة، كما ورد في المادة السادسة من الدستور. وهكذا فالوفاء للشهيد يقتضي بناء الدولة الديمقراطية بمعاييرها النوفمبرية السالفة الذكر.


الخاتمة

وإذا كان لا بد من اختصار اليوم الوطني للشهيد في كلمة قصيرة، فإنني أقول: إنه الماضي بدروسه وعبره، هو المستقبل بآماله وأمانيه وطموحاته وغاياته النبيلة.  و أودّ أن أختم هذه المحاضرة بجملة للأستاذ مولود قاسم نايت بلقاسم جاء فيها:<>(14). ويسعدني أيضا أن أرصّع هذه الخاتمة بتوصية المجاهد عمر بوداود، التي جاء فيها قوله:<>(15).

كما أرفع أكفّ الضراعة إلى الله، ألا ينتهي الأمر باليوم الوطني للشهيد، إلى اختزاله في شعارات فلكلورية تلوكها الألسن، ونخادع بها أنفسنا في المناسبات التاريخية والأعياد الوطنية.

 

الهوامش

1- محمد أرزقي فراد، جزائريات صنعن التاريخ،دار الأمل، تيزي وزو، ط 2 ،2006،ص12.

2 المنجد في اللغة العربية المعاصرة، دار المشرق، بيروت، الطبعة الثانية، 2001،ص799.

3 ابن منظور، لسان العرب،المجلد3، دار صادر، بيروت،الطبعة الأولى، 1997،ص486.

4 نفسه.

5 سائر بصمه جي،معجم مصطلحات ألفاظ الفقه الإسلامي، صفحات للدراسات والنشر، الطبعة الأولى،2009، دمشق، سوريا، ص346.

6 شهيد( إسلام)، ويكيبيديا، الموسوعة الحرةW .

7 محمد الصالح الصديق، من الخالدين، دار الأمة، الجزائر، ط .الثانية، 2002م،ص 16.

8 نفسه.

9 نفسه، ص 17.

10 لخضر بورقعة، شاهد على اغتيال الثورة،دار الحكمة، الجزائر، ط .1، 1990،ص115.

11 نفسه، ص116.

12 نفسه.

13 مقران آيت العربي، بين القصر والعدالة،منشورات كوكو،الجزائر، ط.2، 2013،ص42.

14 مولود قاسم نايت بلقاسم، ردود الفعل الأولية داخلا وخارجا على غرة نوفمبر،دار الأمة، طبعة 2007م، ص14.

15 عمر بوداود، مذكرات مناضل،دار القصبة للنشر،الجزائر، 2007، ص 242.                                       

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • nisou

    الله يبارك ناس الجزائر

  • ابن الجنوب

    بل هي جهاد بالنفس والنفيس ودرجة الجهادبالروح لا يرتقي إلى مستواها إلا من تشبع بقوة الايمان والمثل الانجليزي يقول (the faith moves mountain) معناها الإيمان يزعزع الجبال وقوة الإيمان عند شهدائنا الأبرار هي الإيمان بالله والوطن وتحريره من نجس الكفارإذن فهي ليست هوشه بل تضحية وتضحية كبيرة وإذا كان الخونةدائما حاضرون بل ومتربصون باخوانهم بالأمس فهم لم يقصروا اليوم في دفن وتشويه الرسالة الحضارية الت حملها الشهداء والتي أيضا كان يجب أن نحملها نحن ممن ينعم بالإستقلال ( نعاهدكم ياضحايا الكفاح)

  • حكيم

    السلام عليكم، يجب كذلك تأسيس المنظمة الوطنية للشعب المحقور والمغبون،

  • بدون اسم

    كثروا الشهداء يا أدا رزقي...انا أعتقد بل أقر أن الشهداء(انتاع الهوشة بين الجزائروفرنسا)غالبيتهم ماتوا ولم يستشهدوا(واللبيب بالأشارة يفهم)على غرار(المجاهدين انتاع الترافيك)

  • رياض

    3- حب الوطن فوق الظنون

    ولعل أصدق صورة لحبّ الوطن، أن يتفانى المرء في خدمته دون أن ينتظر جزاء ولا شكورا، وفي هذا السياق ذكر أحد الحكماء، أن المواطن الصالح يحاسب نفسه كل يوم عمّا قدمه للوطن، ولا يسأل عمّا قدم الوطن له. فالوطن عزيز في السراء والضراء، مثلما أشار الشاعر:

    - بلادي وإن جارت عليّ عزيزة ***** وأهلي وإن ضنوا عليّ كرام