-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
"الشروق" ترافق سياحا أوروبيين في مدينة تبسة

انبهار بمتاحف أثرية في الهواء الطلق وبطيبة الجزائريين

ب. دريد
  • 2576
  • 0
انبهار بمتاحف أثرية في الهواء الطلق وبطيبة الجزائريين
أرشيف

حلّ بمدينة تبسة، مع نهاية الأسبوع المنقضي وفد سياحي أجنبي غالبيته من الأوروبيين، قدم من الأراضي التونسية، بعد أن أمضى بضعة أيام في مركباتها السياحية، وكان دخولهم إلى تبسة عبر المراكز البرية بواسطة حافلة، ويتكون الوفد السياحي من إيطاليين، وفرنسيين، وروس، إضافة إلى مرافقين من تونس، ضمن خطة عمل تونسية جزائرية تهدف إلى تمكين السائح الأوروبي بالخصوص من زيارة بلدين متجاورين دفعة واحدة بأقل جهد وأقل تكاليف ما بين المدن السياحية في غرب تونس ومدن شرق الجزائر.
ولأن التجربة هي الأولى من نوعها فقد خصها مسؤولو ولاية تبسة وعلى رأسهم والي الولاية بالاهتمام وتم استقبالهم بمقر الولاية، من أجل تحويل الفكرة إلى تقليد يمنح للأشقاء التونسيين بعض الأيام من رحلة السياح الأجانب إلى تونس، وترد تونس بالمثل، خاصة في ولاية تبسة التي يعيش أهلها وسط آثارها الضاربة في التاريخ.

كما تبصم على إنجاح قانون تأشيرة التسوية الذي أعطى ثماره في ولايات الجنوب وجعلها مقصدا للسياح من كل قارات المعمورة.
“الشروق” رافقت بعض السياح الأوروبيين المنبهرين بما شاهدوه في قلب مدينة تبسة، خاصة السور البيزنطي الذي وصفته مونيكا وهي سائحة روسية في الخمسين من العمر بالقول: “من المدهش أن يصمد سور وقلعة شيّدت حوالي سنة 500 ميلادية كل هذا الوقت ويحافظ على جماله”، ثم تضحك السائحة الروسية وتقول: “أنا أحسد قاطني هذه المدينة، لأنهم يعيشون في قلب التاريخ وجمال الجغرافيا”، بينما يقف غونالو وهو سائح إيطالي مطولا أمام باب كركلا أو قوس النصر كركل الذي يعود إلى الحقبة الرومانية، ملتقطا له عشرات الفيديوهات ومئات الصور، ويبصم على أن الجزائر تمتلك جزءا من تاريخ الرومان مثل إيطاليا تماما.
السياح الفرنسيون كانوا يكلمون المواطنين والمواطنات المارين عبر التحف الأثرية ويعلقون على بشاشة الجزائريين وحرارتهم بالقول: “شيء مدهش ورائع، طيبة لا مثيل لها”، بينما فضل تونسيون وتونسيات وهم يرون مدينة تاريخ وآثار في قلب مدينة أن يرتشفوا الشاي، مثمنين التعاون السياحي بين الجزائر وتونس، وقال أحد ملاك أكبر فنادق الحمامات التونسية، بأن التعاون يمكن أن لا يبقى بريا عبر المراكز الحدودية، لأن بعض السياح خاصة في الشتاء يكونون من الكبار في السن، وهم يفضلون التنقل الجوي ومنهم من يريد زيارة ولايات من الوسط ومن الغرب وخاصة في جنوب الجزائر، كما تحدث عن فكرة جمعته مع صاحب فندق في مدينة سكيكدة عن إمكانية نقل السياح في الصيف بحرا من مدينة ساحلية جزائرية إلى تونسية والعكس، وضرب أمثلة عن التبادل والاستفادة الجماعية من الصناعة السياحية في دول الأراضي المنخفضة والدول الاسكندنافية.
والي ولاية تبسة عند استقباله لبعض السياح الأجانب وكان برفقة السلطات المحلية الادارية والمنتخبة، قال بأن هذه المبادرات هي ضمن اهتمامات الدولة لترقية وجهة الجزائر السياحية، في إطار تأشيرة التسوية، التي أقرتها وزارة الداخلية والجماعات المحلية، وقد لاحظنا بأن معالم تبسة الأثرية سبقت حضور هؤلاء السياح الذين وجدناهم يعرفونها ويطلبون زيارتها مثل معبد مينارف، الذي يعود للعهد لوثني أو الروماني البيزنطي والذي أدهشهم الآن في الواقع كما أدهشهم من قبل على المواقع، وخاصة بازيليك تبسة الذي يعتبر من أهم المعالم الأثرية وأوسعها في مدينة تبسة، وهو في الواقع كنيسة مسيحية عريقة، كانت تسمى بكنيسة سانت كريسبين التي خطفت عقول السياح الفرنسيين والإيطاليين.

عملاق سياحي نائم
أحد منظمي الرحلة من التونسيين قال للشروق، بأن هذه الزيارة الممتعة، تأتي ضمن رحلة استكشافية أولى للتعرف على المنتج السياحي الجزائري عبر البوابة الشرقية ممثلة في ولاية تبسة، ومن ثمة فتح المجال مستقبلا لرحلات أخرى للسياح من مختلف دول وقارات العالم وللتونسيين ايضا.
أما عن كرم ضيافة الجزائريين وحفاوة استقبال الناس لهم، فقد أجمعوا على وصفه بالمدهش وقالت سائحة تونسية: “فعلا الجزائر عملاق سياحة نائم، قد يثور في أي وقت”، مؤكدة بأن الجزائر تزخر بموروث حضاري وثقافي وهو ما دفعها لاختيار ولاية تبسة كموقع أولي للرحلة، ثم ولايات أخرى للوطن. يذكر بأن تبسة تتمتع بمقومات سياحية هائلة ومقدرات ثقافية كبيرة، فهي تملك حديقة أثرية مفتوحة نادرة على مستوى العالم، وفضاء يضم أكثر من 2200 موقع ومعلم أثري، بين وطني وعالمي وغير مصنف، وهو ما جعل بعض الفاعلين يطالب بعودة بعض النشاطات التي كانت تروّج للسياحة والثقافة في المنطقة ومنها المهرجان السينمائي الدولي الذي توقف منذ قرابة عشرين سنة ولم يعد.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!