-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

انتقال الإرهاب على أجنحة طائرة

انتقال الإرهاب على أجنحة طائرة

تشكيلات إرهابية مشبعة بقيم أصولية متطرفة تنتقل من أفغانستان إلى مدن الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، بأجنحة طائرات دول حلف شمال الأطلسي “الناتو” تحت غطاء الهرب من عنف حركة طالبان، في مشهد من الفوضى والتخبط.

فرضت حركة طالبان عودتها إلى كابل حاكمة بنهجها الأصولي المتطرف، بـ”قطار أمريكي” حركته إدارة الرئيس جو بايدن، دون دارية أو تحسب لنتائج كارثية منتظرة على الأمن العالمي برمته.

كما فرضت إعادة انتشارها في مدن أمريكا وأوروبا في موجات بشرية، تحت عنوان الهروب من بطشها وانتقامها المعهود، انتقلت من مطار حامد كرزاي “كابل” بطائرات عسكرية أمريكية وفرنسية وبريطانية لا تعرف ولا تميز هوية الراحلين على متنها.

تشكيلات إرهابية نمت في حضن طالبان تتسلل إلى أكبر مدن العالم برعاية جيوش البنتاغون، وبإقامة شرعية لا غبار عليها، تعيد ترتيب وجودها، وترسم خطوط انتقالها وانتشارها عبر العالم لتنفيذ عملياتها القادرة على مصادرة الأمن العالمي، وبث الفوضى.

كل المشاريع الأمريكية باءت بالفشل، ولم تقف عند حدود فشلها، وهي تجعل الفوضى بكل أشكالها السياسية والأمنية والاقتصادية، نظاما بديلا عن الاستقرار في حياة مدنية لها أصول حضارية.

الإرهاب قادم بوتيرة أسرع، سيحكم العالم بكل تفاصيله، مشروع عالمي وضعته أيادي خفية، جعلت من إدارة جو بايدن واجهة لها في تنفيذ فصوله، فما حصل في أفغانستان ليس خطأ مجردا من نوايا مبيتة، أمريكا تخلي قواعدها لصالح تشكيلات إرهابية، وتسقط هيبة جيوشها كما أسقطت هيبة سيادتها، ولا تأبه بقيمة خسائرها البشرية والمادية، وفقدانها لقواعد نفوذها في عمق قارات العالم.

حروب العالم القادمة بجحافلها، لن تخوضها جيوش منظمة، الجيوش ستبقى مجرد رقيب في خنادق معسكراتها، هذه أولى معطيات الانسحاب الأمريكي من أفغانستان قربانا لحركة طالبان المعزولة بنهجها الإرهابي عالميا، دور استشاري ستأخذه جيوش الغرب الكبرى يغذي جيوشا إرهابية تضرب الأمن العالمي.

أفغانستان لم تكن مجرد بلد غطت أرضه الجبال والكهوف والوديان، هي خط المواجهة الغربي المباشر مع الصين وروسيا وعائق تمددهما في جغرافيا القارة الآسيوية، والوصول إلى مياهها الدافئة.

الواقع الجغرافي لم يكن معزولا عن إستراتيجية سياسية أو عسكرية، تضاريس أفغانستان لا تصلح لخوض حروب منظمة، حتى لو قادتها دول عظمى، لا تتحمل أعباء هزيمة تودي بها، كما هزم الاتحاد السوفيتي “سابقا” والولايات المتحدة الأمريكية “حاليا” بعد استنزاف قدراتهما العسكرية والسياسية والاقتصادية.

خطوط اتصال القوى الكبرى مع التنظيمات الإرهابية المتنوعة في أفغانستان فتحت على مصراعيها، روسيا الصين أمريكا، من دون أي موانع قانونية أو مبدئية، تواصل تفاوضي ندي، وتمثيل شبه دبلوماسي لها في عواصمها، ووعود بدعم لا محدود، عسكري ومالي واستشاري.

التنظيمات الإرهابية هي خيار القوى الكبرى المتصارعة في خوض حروب مواجهاتها، الجيوش العظمى أدركت أن دولها لم تعد قادرة على استنزاف أبدي لقدراتها الاقتصادية والمالية والبشرية من دون مكاسب تذكر.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • تلعقل

    حقا اصبت اليوم فقط في فرنسا الخطر الداهم

  • مهما كان

    لهذا كان هتلر يقاتلهم - فكل من قاتلهم هتلر هم سبب فساد العالم اليوم - اليهود الأمريكان الإنجلييز الفرنسيين الروسيين و يرهم من المرتزقة من كل أنحاء العالم