-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الافتتاح الرسمي من قبل الوزير بداري بجامعة قالمة

انطلاق الموسم الجامعي.. إنجازات تحققت ورهانات تنتظر 

إلهام بوثلجي
  • 1487
  • 0
انطلاق الموسم الجامعي.. إنجازات تحققت ورهانات تنتظر 

تُفتتح السبت السنة الجامعية 2023-2024 رسميا عبر كافة مؤسسات التعليم العالي، وستحتضن جامعة 8 ماي 1945 بقالمة مراسيم الافتتاح التي سيشرف عليها وزير التعليم العالي والبحث العلمي البروفيسور كمال بداري، إذ سيلقي محاضرة افتتاحية بعنوان “جامعة مبتكرة في خدمة جزائر صاعدة”.

وسيلتحق زهاء مليون و700 ألف طالب بمقاعد الجامعة السبت (اليوم)، منهم حوالي 310 آلاف طالب جديد عبر 107 مؤسسة تعليم عالي (جامعات، مدارس عليا، مراكز جامعية)، حيث ستنطلق دروس السداسي الأول بصفة رسمية، بعد ما شهد الموسم الجامعي 2023-2024 ولأول مرة رقمنة تامة لعملية التسجيلات الجامعية من بدايتها إلى نهايتها بشقيها البيداغوجي والخدماتي، وهذا في إطار قرار “صفر ورقة” الذي أعلنه البروفيسور بداري بمجرد توليه حقيبة التعليم العالي بداية شهر أكتوبر 2022، لتتحول الرقمنة من حلم طال انتظاره إلى واقع تجسد في الميدان وأضحى حقيقة، إذ استطاع الطلبة الجدد إتمام تسجيلاتهم النهائية من دون تقديم أي ملف ورقي بالاعتماد على قاعدة بياناتهم المرقمنة، وعبر منصة بروغرس التي طورتها الوزارة لتتماشى وتحدي الرقمنة.

التدريس بالإنجليزية وليسانس عن بعد والتحول نحو جامعة مبتكرة

وبالموازاة مع رقمنة التسجيلات الجامعية ضمن قرار “صفر ورقة”، فإن الجديد هذه السنة هو منح الطلبة سواء في الليسانس أو الماستر بطاقة إلكترونية متعددة الخدمات، والتي تمكنهم من الولوج إلى كافة المرافق البيداغوجية من مؤسسات التعليم العالي ومكتبات، بالإضافة إلى المرافق الخدماتية كالنقل والإيواء والإطعام، وهي بمثابة هوية جديدة للطالب داخل الحرم الجامعي، وتم ربطها بتطبيق عبر الهاتف الذكي، وهو ما سيمكن الطلبة من تتبع مسارهم البيداغوجي من نقاط وغيرها من الأمور البيداغوجية بمجرد نقرة زر عبر الهاتف.

كما ستفتتح مختلف المرافق البيداغوجية من مكتبات ودور ذكاء اصطناعي وحاضنات إلى غاية العاشرة ليلا، من أجل تمكين الطلبة والأساتذة الباحثين من متابعة أعمالهم وابتكاراتهم بأريحية.

ومن أجل ضمان تطبيق هذا القرار، ستمدد مديريات الخدمات الجامعية عمل حافلات النقل الجامعي إلى غاية العاشرة ليلا وبإمكان الطلبة الاطلاع على كل ما يخص النقل عبر تطبيق “ماي باص” الذي شهد هذه السنة تحسينات وتعديلات بما يسمح باستغلاله بشكل أفضل بعد ما تم استحداثه كتجربة نموذجية خلال الموسم الجامعي الفارط، كما أمضت الوزارة اتفاقية مع مؤسسة “الترامواي” و”الميترو” في 7 ولايات من أجل النقل المجاني للطلبة ما سيعزز من شبكة النقل ويقلل من المشاكل السابقة في بعض الخطوط بسبب قلة الحافلات.

نحو تجسيد كلي لمخطط الرقمنة

وتراهن الوزارة في هذا الدخول الجامعي على إتمام رقمنة القطاع بنسبة 100 بالمائة وفقا لمخطط الرقمنة الذي أطلقته منذ السنة الجامعية الفارطة ليكون الدخول رقميا بكل جوانبه، حيث سيمكن لمختلف مكونات الأسرة الجامعية وفواعلها الاستفادة من 46 منصة رقمية عمل خبراء القطاع المكلفين بمخطط الرقمنة على هندستها وإخراجها للواقع طيلة الشهور الماضية، وهي عبارة عن تطبيقات ومنصات موجودة عبر موقع الوزارة وموزعة على النشاطات التعليمية والبحثية والخدماتية، ولم يتوقف الأمر عند المنصات الرقمية فقط، بل طورت الوزارة ولأول مرة النسخة الجزائرية من روبوت المحادثة بتقنيات الذكاء الاصطناعي “شات بوت” المتوفرة عبر موقع وزارة التعليم العالي، والتي يمكن من خلالها الإجابة على مختلف الأسئلة البيداغوجية للطلبة وحتى الأساتذة .

جامعة مبتكرة في خدمة جزائر صاعدة

ولم يكن اختيار المحاضرة الافتتاحية للموسم الجامعي الحالي اعتباطيا تحت عنوان “جامعة مبتكرة في خدمة جزائر صاعدة”، بل هو ترجمة للدور الجديد المنوط بالجامعة بصفتها مساهمة في بناء الاقتصاد الوطني وفي خلق الثروة وفي الابتكار، وهو الدور الذي بدأت ملامحه تتجسد من خلال سن قرار “مذكرة مؤسسة ناشئة أو براءة اختراع” شهر سبتمبر 2022، إذ غيرَ من معادلة الطالب الباحث عن منصب عمل إلى صاحب مؤسسة ناشئة خالق لفرص العمل والثروة، لتقطف ثماره الأولى نهاية السنة الجامعية الفارطة بمناقشة الآلاف من مذكرات الطلبة الذين آمنوا بقدراتهم وإمكاناتهم للخروج من الأبحاث الأكاديمية التقليدية إلى المساهمة في نماذج أعمال وخلق مؤسسات اقتصادية، حيث سيصل عدد المناقشات في إطار مؤسسة ناشئة وبراءة اختراع إلى 6 آلاف مذكرة خلال شهر سبتمبر الجاري.

ولأن الوزارة كانت تعي بأن القرار 1275 لن يحقق وحده هدف الوصول إلى الجامعة المبتكرة الفعالة في المحيط الاقتصادي والاجتماعي، فقد تبعته عدة خطوات ميدانية منها تدعيم الجامعات بإنشاء 84 مركزا لتطوير المقاولاتية عبر الوطن، فضلا عن 94 حاضنة أعمال و17 دارا للذكاء الاصطناعي و3 مدن تكنولوجية، وكلها تصب في سبيل توفير الجو والبيئة الملائمة للطلبة والباحثين للانخراط في مجال الابتكار، وتقديم منتجات بحثية فعالة في الميدان لتستفيد منها المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية، وهو الرهان الذي بدأت معالمه تتضح وتمكن الوزارة من خلق أرضية وقاعدة واضحة له لتضع هدف تعميمه بشكل أوسع محورا لانطلاق الدخول الجامعي الجاري، حيث ستكون المحاضرة الافتتاحية بمثابة دعوة للطلبة الجدد وحتى القدامى للانخراط في بناء الجزائر الصاعدة من خلال جامعة مبتكرة تبنى بسواعد أبنائها من الأجيال الواعية المثقفة.

75 ألف أستاذ جامعي بمختلف الرتب

وبعيدا عن الرقمنة، سيشهد الدخول الجامعي زيادة في عدد المؤطرين بعد توظيف ولأول مرة منذ سنوات ما يقارب 10 آلاف أستاذ مساعد، ليصل تعداد الأساتذة الجامعيين بمختلف الرتب والتصنيفات إلى حوالي 75 ألف أستاذ جامعي، وهو ما سيمكن من وصول نسبة التأطير إلى أستاذ لكل 23 طالبا، لتقترب الجزائر من المعايير العالمية، ويعد هذا العدد سابقة في تاريخ الجامعة الجزائرية، إذ تمكن الوزير بداري من حل أزمة الدكاترة البطالين بفضل القرار التاريخي لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون في مجلس الوزراء شهر ماي المنصرم لتوظيف حاملي شهادتي الدكتوراه والماجستير غير الأجراء والذي بلغ عددهم حوالي 8 آلاف متخرج، وهو ما من شأنه أن يخلق الاستقرار داخل الجامعة، في انتظار فتح مسابقات أخرى لحاملي شهادة الدكتوراه الأجراء.

القطب التكنولوجي سيدي عبد الله.. حلم يتجسد

وفي إطار سياسة الدولة الرامية لخلق أقطاب امتياز في التخصصات التكنولوجية والدقيقة، تكلل الدخول الجامعي باستحداث مدارس عليا في مجالات النانو تكنولوجيا وتكنولوجيا النظم المسيرة، لتضاف إلى المدرستين العليين للذكاء الاصطناعي والرياضيات بالقطب التكنولوجي سيدي عبد الله، والذي يستقطب المتفوقين الناجحين في شهادة البكالوريا بتقدير امتياز، إذ تعول الدولة على هذه المدارس العليا لتكوين نوعي لإطارات ونخب المستقبل، لاسيما في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الدقيقة، وهي العلوم التي شهدت نموا متسارعا وتطورا مذهلا في باقي أنحاء العالم، وتعد أقوى سلاح لمجابهة التحديات المستقبلية في كافة المجالات، خاصة تحديات الأمن الطاقوي والصحي والغذائي والبيئي.

ليسانس عن بعد ومزدوج لأول مرة في الجامعة

وسيشهد الدخول الجامعي ولأول مرة في إطار التوجه نحو التكوين عن بعد، والذي أضحى نمطا تكوينيا أساسيا بالإضافة للتكوين الحضوري منذ 2022، تكوينات في الليسانس عن بعد في الجامعة للطلبة الجدد وهذا عبر 6 جامعات نموذجية، فيما سيسمح ذلك أيضا بتسجيل الطلبة في ليسانس مزدوج كتجربة أولى في 5 جامعات نموذجية ضمن عدة ميادين، وهذا وفقا للنمطين الحضوري وعن بعد، ولأن الهدف الأساسي هو تكييف الجامعة مع المحيط الاجتماعي والاقتصادي، فعديد التخصصات المتاحة للطلبة تراعي البرامج الوطنية ذات الأولوية وهي التنمية الوطنية في المجال الصناعي والتجاري والاقتصادي، كما تتماشى والمستجدات والتطورات التكنولوجية على المستوى العالمي، على غرار المسائل البيئية وتحلية المياه والصناعات الكهربائية وتنمية الفلاحة وتخصصات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الدقيقة.

التدريس باللغة الانجليزية رسميا

وعلى صعيد آخر، سينطلق التدريس باللغة الإنجليزية بشكل رسمي في الجامعات وفي عدة تخصصات علمية وتكنولوجية وحتى في العلوم الاجتماعية والإنسانية خلال الموسم الجامعي الجاري، وهو المسعى الذي استعدت له الوزارة منذ السنة الجامعية الماضية من خلال تكوين الأساتذة وطلبة الدكتوراه في اللغة الانجليزية، حيث جندت كل الإمكانات المتاحة بداية بالتسجيل في ليسانس انجليزية، وحتى مراكز التعليم المكثف للغات وصولا إلى التعليم عن بعد من خلال منصة تعليمية مجهزة بأحدث التقنيات، بالإضافة إلى تكوين الطلبة الناجحين في البكالوريا عن بعد قبل انطلاق الدراسة، ومن شأن إدراج هذه اللغة في التدريس الرفع من مرئية الجامعة الجزائرية وتمكين الباحثين من النشر باللغة الانجليزية باعتبارها اللغة العلمية رقم واحد للنشر في العالم.

إصلاحات مرتقبة وقوانين سترى النور

ويرتقب أن ترسِم سنة 2023-2024 معالم الإصلاحات الكبرى التي سيشهدها نظام التعليم العالي من خلال تنظيم الندوة الوطنية لعصرنة الجامعة بعد ما انطلقت الجلسات المحلية على مستوى القاعدة شهر جوان المنصرم لمناقشة مختلف محاور الإصلاح سواء ما تعلق برفع سنوات التكوين في الليسانس أو توحيد الميادين، إصلاح نام التوجيه والرقمنة والحوكمة والجودة، حيث ستُحدد خلالها مسألة العودة للنظام الكلاسيكي والتخلي عن “أل أم دي” أو العودة ضمنيا مع إصلاحات النظام الحالي، وفقا للمقترحات والرؤى التي سيقدمها الفاعلون في القطاع من طلبة وأساتذة وموظفين، كما ينتظر تقديم المشروع النهائي لإصلاح الخدمات الجامعية بصيغته المنقحة بعد ما طال انتظاره لسنوات، فيما سترى النور القوانين الأساسية للأساتذة والباحثين والأساتذة الاستشفائيين الجامعيين التي من شأنها تغيير الحياة المهنية والاجتماعية لنخبة وإطارات الجامعة الجزائرية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!