-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

بأيدينا.. لا بيد الحكومة!

قادة بن عمار
  • 1504
  • 3
بأيدينا.. لا بيد الحكومة!
أرشيف

جميلٌ جدا إعادة فتح بعض المساجد ولو بطريقة تدريجية وجزئية، فغلقها طيلة هذه المدة غير المسبوقة، شكّل خبرا حزينا فاق كل التصورات، كما أن فتحها جاء متوقعا بالنظر إلى إصدار قرار بفتح المطاعم والشواطئ وأماكن الترفيه، وبالتالي، فليس منطقيا، استثناء بيوت الله.

لكن من الضروري جدا، معرفة أنه في الوقت الذي كان قرار إعادة الفتح هذا يصدر، معلنا عودة الحياة تدريجيا مثل ما وصفته بعض التقارير الإعلامية، فإنّ لجنة متابعة كورونا سجلت ظهور عدة حالات في 30 ولاية، بينها 80 حالة في يوم واحد بالعاصمة فقط، ناهيك عن الوفيات وعدد الحالات التي لم يتم الفصل فيها، وتلك الموجودة في العناية المركزة.

كثيرٌ من الدول سبقتنا إلى اتخاذ قرار الفتح، ثم أغلقت، وبعضها استمر، لكن باحتشام، عقب ظهور موجة ثانية وثالثة للوباء، مما يدل على أن جميع الحكومات في العالم، وبينها حكومتنا، لن تصمد طويلا أمام الحجر، وهي قد اختارت الفتح تدريجيا مع الإبقاء على التعليمات المشدَّدة وكأنها تقول للجميع: مصيركم بأيديكم الآن.

قبل شهر تقريبا، خرج وزير المالية أمام الرأي العام ليكشف وبالأرقام، الخسائر التي تكبَّدها الاقتصاد الوطني جراء كورونا، إذ بلغت خسائر الشركات العمومية 879 مليون أورو، وشركات النقل 135 مليون أورو، أما الطاقة فخسرت شركاتُها وفروعُها ما يفوق 188 مليون أورو، ناهيك عن الفنادق ووكالات السفر التي بلغت خسائرها 2700 مليار سنتيم شهريا والجوية الجزائرية 3500 مليار سنتيم شهريا.. هذه الأرقام وغيرها، ذكرها وزير المالية في اجتماع الثلاثية يوم 18 جويلية الماضي، أي قبل نحو ثلاثة أسابيع، ولاشك أن الخسائر تضاعفت منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم، لا بل إن المسؤول ذاته أعلن عن إنفاق الحكومة ما يزيد عن 6500 مليار سنتيم لمواجهة هذا الوباء القاتل دون فائدة!

تدرك الحكومة أن الخاسر الأكبر في مثل هذه الظروف الصعبة، هم العمال البسطاء وصغار المهنيين والسائقين، وأرباب العائلات ممّن يعتمد رزقهم على دخل غير ثابت، فرغم كل الإجراءات التي اتخذتها الدولة في سبيل إعانة هؤلاء، إلا أنها اصطدمت بالبيروقراطية حينا، وبقلّة الموارد المالية أحيانا أخرى.

العودة التدريجية للحياة، وبقدر ما تثير في النفس راحة وطمأنينة، خصوصا ما تعلق منها بفتح المساجد مرة أخرى، فهي رسالة مباشرة وواضحة للمواطنين، فإمّا الحرص على تعليمات الوقاية المعروفة، أو دفع الفاتورة غاليا، في مستشفيات لم تعد تتحمَّل، وتحت إشراف طواقم طبية مرهَقة جدا، ولقاحات ما تزال محلّ شك.

الأمر بأيديكم الآن، ومصيركم لن يكون بيد الحكومة وحدها هذه المرة ولا بيد الجهات المختصَّة، فالغلق لا يمكن أن يكون حلا دائما، والفتح لا يعني زوال الخطر، لكن الوقاية الذاتية تُعدّ البديل الوحيد لمنع المآسي الفردية والعائلية، فهل ارتقى وعينا لتقبُّل مثل هذه المعادلة الصعبة وتنفيذها على أرض الواقع؟ وهل بلغ مستوى إدراكنا، خطورة ما نعيشه حقا، من أجل مواجهته مباشرة؟ فلننتظر الأرقام والإحصائيات ثمّ نحكم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • عبد الجليل

    المنافقون والمرضي نفسيا في زماننا هذا هم من يتكلم عن المساجد وفتح المساجد لكن قلوبهم يملاها الحقد والحسد والكراهية والنفاق والغل والكذب
    علي هؤلاء الذين يرددون كلمة فتح المساجد ان يطهروا قلوبهم من الغي والحقد والمكر والخبث اولا قبل تطهير اعضائهم بالماء -الا من اتي الله بقلب سليم صدق الله العظيم -
    اضافة الا الوباء الذي اجتاح كل العالم بلا رحمة فعلينا توخي الحذر وان لا تلاعب بارواح الناس فالامر خطير خطير جدا كورونا لن ترحم
    علينا ان نتلزم بالتعليمات التي يقررها الحاكم والرئييس والوزير حتي لا نقع فيما لا تحمد عقباه
    اللهم لطفك يا رب فالوباء قد ساد العاللم كله

  • نمام

    رمي المسؤولية على الشعب وانتقاده بعدم الوعي والامعان في هذا لا يعقل لاننا لسنا مسؤولين عن كل السلبيات حتى ان في بعض القنوات يظهر اننا حالة خاصة لذا لكل طرف دوره و مسؤولية وعند ما يؤديها عليه ان يتحدث و ينتقد الاخرين دور الحكومة سياسية صحية اعتناء بالمستشفيات لا طلاؤها بالازرق و الابيض تدعى مشفى توفير المستلزمات الطبية و الاجهزة ز رسكلة الكفاءات من الحاجب الا طبيب الاختصاص وتلبية مطالب الاطباء و تحيين الادارة فلا لوم على الباحث عن رغيف يومه نلوم من عجز عن تعليمنا وان كل القطاعات هكذا علينا ان ننظر للصورة من كل الزوايا لا نعلقالفشل على الشعب منظومة ينبغي ان نكرمها بقبرها لا داعي لنقدها وعدائها

  • عبد الرحمان مبىروك اليزي

    يبدوا أن المساجد فتحت لتغلق وهذه النتبجة المتوقعة لعد ما أعلن عن فتح بعض المساجد مما سبجعلها غير فادرة على استيعاب جمهور المساجد المغلقة