بأي حال عادت غزة

تنقطع الكهرباء معظم الوقت عن معظم البيوت في قطاع غزة والمعابر شهدت في الشهر الأخير أكثر نسبة اغلاقات مما حرم الناس من مواد غذائية أساسية وفيما الحصار يأخذ منحى الموت البطئ والكارثي كما وصف مسئول وكالة الغوث للاجئين بقطاع غزة أخذت إسرائيل في أسلوب جديد القصد منه وضع حد في الوعي الفلسطيني بضرورة التسليم لواقع يقتل فيه الفلسطينيون وتقصف بيوتهم ويلتزموا الصمت خطوة خطوة.

• أجل أننا أمام مخطط إسرائيلي منهجي بدأ بأن تم عزل موقف القيادة السياسية للسلطة الفلسطينية عن خيار المقاومة والرد المسلح على العدوان الصهيوني والاكتفاء بمناشدة العالم وأمريكا بضرورة التدخل لإيقاف ممارسات إسرائيل الضارة بالعملية السلمية..وحققت إسرائيل بذلك شقا حقيقيا في الصف الفلسطيني حتى عادت كتلة مهمة في الساحة الفلسطينية مقيدة باشتراطات وجودها في الملعب السياسي..وحشرت غزة بعد أن استخدمت حماس القوة العسكرية للسيطرة على المؤسسات فيها..وأصبحت غزة إقليما متمردا يتعرض للقصف والتدمير والقتل والحصار إلى أن تم التوسط من خلال دول عربية بين حماس وإسرائيل وتم التوصل إلى اتفاق هدنة التزمت بموجبه كل فصائل العمل العسكري الفلسطيني..
  إلا أن إسرائيل كانت معنية بفحص إرادة القتال من إرادة التهدئة لدى الفلسطينيين في غزة بعد أن انتهت من الفصائل في الضفة وذلك قبل أن تجدد لهم فترة هدنة جديدة ..فقامت قواتها الخاصة بقتل مجموعة من حركة حماس التي لم يكن ردها الرسمي والفعلي يتجه إلى التصعيد بل اعتبرت أنها لاتزال ملتزمة بالتهدئة..فقامت طائرات إسرائيل بتصفية مجموعة من شباب المقاومة الشعبية  على يومين متواليين ..وكان واضحا أن إسرائيل تريد تحييد الفلسطينيين طرفا وافناع كل طرف بمصلحته في الهدنة وبالفعل جاء تصريح رئيس الوزراء المستقيل يهود اولمرت ليكشف الخطة الصهيونية عندما قال: ان إسرائيل ستضرب كل من يمس بالتهدئة..وجاء تصريح المسئول الصهيوني عقب أنباء من القاهرة تفيد أن مصر تلقت تعهدات من حماس بالالتزام بالتهدئة وبمحاولة إلزام القوى الأخرى بها.
  لقد قال رجل الأمن الإسرائيلي الخطير عامي ايالون منذ سنوات عديدة:إننا سنعمل على كي الوعي الفلسطيني بعد ان نقوم بكي الفعل الفلسطيني ويجب أن ننتصر على الشعب الفلسطيني الذي لابد أن يعترف بالهزيمة.
  إن مايجري الآن في الضفة والقطاع هو كي للوعي والفعل الفلسطيني وهو إعلان من قبل مسئولي القوى والمنظمات عن هزيمة لخيار المقاومة واستكانة لمنطق الهدنة أو لمنطق التنسيق الأمني كما هو حاصل في الضفة..والعجب أن هؤلاء المهادنين لإسرائيل متنازعون فيما بينهم.