باحثون يسلطون الضوء على أعمال المسرحي صالح لمباركية

سلّط باحثون وأكاديميون الضوء على المنجز النقدي والمسرحي، للأستاذ الراحل صالح لمباركية، وهذا خلال ملتقى وطني نظمه مخبر الشعرية بجامعة باتنة 1، حيث كانت الفرصة مواتية للحضور للوقوف على المسار الإبداعي والأكاديمي صالح لمباركية، الذي وافته المنية منذ 8 سنوات، ليعود مجددا بأعماله وأثره من بوابة جامعة باتنة التي خدمها أكاديميا لسنوات طويلة.
عرفت قاعة المناقشات بكلية اللغة والأدب العربي والفنون بجامعة باتنة1 مداخلات متنوعة، خلال فعاليات الملتقى الوطني حول أعمال الكاتب والناقد المسرحي الجزائري صالح لمباركية، من تنظيم مخبر الشعرية ورئاسة الدكتورة نجية طهاري، حيث أكدت هذه الأخيرة أنّ هذا الملتقى جاء تكريما لفقيد المسرح والجامعة الجزائرية، صالح لمباركية، وكذلك التعريف بأعماله الإبداعية وبيان أهميتها، بالوقوف عند إسهاماته في التوثيق والتأريخ في المسرح الجزائري، مع تقييم تجربته وتثمينها، ضمن السياق العام لجهود أعلام المسرح الجزائري، وكيفية الاستفادة منها، بغية تطوير المسرح في الجزائر والنهوض به، خاصة بحسب محدثتنا، أن صالح لمباركية يعد قامة من قامات المسرح الجزائري كتابة وتأليفا وتوثيقا، بدليل مشاركاته القيمة وطنيا ودوليا، حيث أنتج نصوصا إبداعية مسرحية تناول فيها الكثير من القضايا الاجتماعية والسياسية مثل “الفلقة” و”الزلقة” و”الشروق” و”النار والنور” وغيرها، كما أصدر كتبا توثيقية عن كبار المسرحيين الجزائريين مثل عبد الحليم رايس ومحمد التوري، وترك عددا من الدراسات المسرحية، أهمها كتاب ”المسرح في الجزائر” الذي يعد من أهم الكتب المرجعية في تاريخ المسرح الجزائري، كما ساهم في إرساء أسس المسرح الجامعي بباتنة إشرافا وتوجيها وتأطيرا، وفي مقدمة ذلك تكوين أكثر من ثلاثين طالبا أغلبهم اليوم أساتذة جامعيون في مختلف جامعات الوطن، من خلال إشرافه على دورتين في الماجستير تخصص فن مسرحي بجامعة باتنة.
وبينت هذه الأخيرة مكانة المرحوم صالح لمباركية، مشيدة بتجربته المسرحية وكذلك أهداف الملتقى، مثلما أشاد مدير مخبر الشعرية الدكتور جمال سعادنة وكلمة عميد الكلية بالجانب الإبداعي والأكاديمي والإنساني للفقيد صالح لمباركية، مثلما تم تكريم عائلة المرحوم، فيما عرف الشق العلمي للملتقى مشاركة 17 متدخلا من مختلف جامعات الوطن، حيث حاولوا من خلال المحاور الخمسة تقديم مداخلات متنوعة أجابوا فيها عن إشكالية الملتقى.
وخلص الملتقى إلى جملة من التوصيات عرضها أمام الحضور الدكتور صالح قسيس من جامعة برج بوعريريج، حيث تضمنت عديد النقاط والمطالب مثل طباعة أعمال هذا الملتقى، تسمية قاعة العرض في قسم الفنون باسم المرحوم صالح لمباركية، الدعوة ليكون الملتقى دوريا يقدم في طبعات، وتخصيص كل دورة لشخصية مسرحية جزائرية، مع توسيع المجال للمشاركين من داخل وخارج الوطن، والحرص على إنشاء مجلة دورية في مجال الدراسات المسرحية، وفتح مشروع دكتوراه في النقد المسرحي.