-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
وفق توقعات وزير الطاقة السابق عبد المجيد عطار لـ "الشروق":

بحبوحة النفط لن تستمر في الزمن ولا في الأسعار

حسان حويشة
  • 10595
  • 2
بحبوحة النفط لن تستمر في الزمن ولا في الأسعار
أرشيف

تخطت أسعار النفط الخام الأربعاء حاجز 89 دولارا، بفارق 35 دولارا عن قيمتها في نفس الفترة من العام الماضي، وهو أعلى مستوى لها منذ 8 سنوات، وتحديدا منذ خريف 2014 والصدمة النفطية العنيفة التي هوت حينها بأسعار الذهب الأسود.

هذه أسباب الارتفاع وبرميل فوق 90 دولارا سيهوي بالسوق مجددا

وارتفعت أسعار خام مزيج برنت بحر الشمال النفط المرجعي للنفط الجزائري “صحارى بلند”، لتبلغ 89.21 دولار للبرميل في حدود الساعة الثانية زوالا بتوقيت الجزائر، بارتفاع قدر بـ 1.01 دولار (+1.15 بالمائة)، كما ارتفع خام غرب تكساس الأمريكي ووصل 86.42 دولارا للبرميل بارتفاع قدر بـ 0.82 دولار (+0.96 بالمائة).

ووصلت 89.07 دولارا في جلسة التعاملات الصباحية ببورصة لندن، بينما بلغ سعر برميل خام غرب تكساس الأمريكي 86.05 دولار للبرميل.

ومن شأن هذه المستويات أن توفر للخزينة الجزائرية مزيدا ممن الدولارات هي في أمس الحاجة إليها، خصوصا في ظل عجز موازنة تاريخي لم يسبق أن شهدته الجزائر فاق 30 مليار دولار.

وكما هو معلوم، فإن إنتاج الجزائر من النفط يلامس حاليا 1 مليون برميل يوميا، ما يعني أن زيادة دولار واحد في البرميل تحقق للجزائر يوميا 1 مليون دولار إضافية، علما وأن أسعار الخام كانت في نفس الفترة من السنة الماضية في حدود 55 دولار للبرميل، أي أن الفارق هو 35 دولار لكل برميل يوميا، أي بزيادة 35 مليون دولار يوميا مقارنة بجانفي 2021.

وفي هذا السياق، رجح وزير الطاقة السابق، والرئيس المدير العام لشركة سوناطراك الأسبق، عبد المجيد عطار، ألا تستمر الوضعية الحالية لأسعار النفط كثيرا في الزمن وفي السعر أيضا لأسباب عدة.

وأوضح عطار في تصريح لـ “الشروق”، أن من الأسباب التي أدت لبلوغ مستويات النفط 89 دولار للبرميل وهو الأعلى منذ خريف 2014، هو متحور أوميكرون، الذي اتضح أنه أقلّ خطرا مما كان متوقعا وتحول لما يشبه الزكام، وهذا كان مصدرا لنوع من الأمل لدى معظم الدول، وبالرغم من حالات الإصابة المرتفعة عبر العالم إلا أنه لم تكن هناك إجراءات غلق صارمة كما في السابق.

ولفت عطار أن الطلب العالمي على النفط بدأ يعود شيئا فشيئا إلى مستوياته التي كان عليها سنة 2019، أي قبل انتشار فيروس كورونا، وهو ما حفز الأسعار صعودا على 89 دولارا للبرميل.
وأشار عطار إلى أن تحالف “أوبك+” وحسب الأصداء الواردة، غير قادر على إنتاج سقف ما تم الالتزام به، والدليل حسبه أن نسبة الالتزام بالتخفيضات المتفق عليها بلغت مابين 117 إلى 107 بالمائة أي إن هناك بلدان تنتج أقل من الحصص المرخص لها بها، وهذا من بين الأسباب التي حفزت الأسعار صعودا أيضا.

وحسب المتحدث، فإن الوضعية الجيوسياسية حول أوكرانيا والغلاف الأمريكي الأوربي من جهة والروسي من جهة أخرى، كان له وقعها هو الآخر على الأسعار، موضحا أن حذرا شديدا يسود حاليا عبر عديد الدول بسبب هذه الأزمة التي تشبه مرحلة ما قبل الحرب، وهو ما ساهم في ارتفاع الأسعار.

وتحدث عطار عن عامل ضعف الدولار الأمريكي في الفترة الأخيرة الذي كان له وقع على ارتفاع أسعار النفط الخام، بالنظر لكون أسعار البترول ترتفع كلما كان الدولار ضعيفا، والعكس صحيح فهي تنخفض كلما كان الدولار قويا.

وعن سؤال بخصوص مدى استمرار حالة التعافي هذه من حيث الزمن ومن حيث مستويات الأسعار أيضا، رد وزير الطاقة السابق بالقول: “أعتقد أنها لن تدوم طويلا”.

وقال عطار في هذا الصدد: “أستبعد نشوب حرب بسبب الأزمة الأوكرانية بين الغرب والولايات المتحدة الأمريكية”.

وحسب عطار، فإن تحالف “أوبك+” أيضا سيفعل كل ما بوسعه لضخ كميات إضافية من النفط الخام في السوق لتعويض ما لم تستطع بعض الدول العضوية إنتاجه، خصوصا المملكة العربية السعودية والإمارات، اللتين بإمكانهما ضخّ إنتاج إضافي بمليونين أو 3 ملايين برميل رميا مثلا.

وختم بالقول إن الاجتماع المقبل لتحالف “أوبك+” في فيفري الداخل سيكون حاسما، لأن التحالف ليس من مصلحة الدول الأعضاء فيه، أن ترتفع الأسعار فوق 90 دولار، لأن هذه الوضعية تصب مباشرة في مصلحة إنتاج النفط الصخري الأمريكي وقد تعود الأوضاع مجددا إلى صدمة نفطية مشابهة لما حدث في 2014.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • محمد

    قالوها في 1980 و 1990 و 2000 و 2010 و 2020 ومزال نفس الكاسيطة في البلاد

  • معلق حر

    معروف الأمر و الحكومة تضاعف الجهود تحسبا للأمر.