بذور فرنسية مغشوشة ترهن زراعة السلجم بالجزائر

أوفدت الخميس، وزارة الفلاحة والتنمية الريفية، لجنة وزارية إلى ولاية قالمة، لتقصي الحقائق والوقوف ميدانيا على حجم الخسائر والأضرار التي لحقت بالفلاحين، المنخرطين في برنامج إنتاج السلجم الزيتي للموسم الفلاحي الحالي، وذلك بعد تعرض مزروعاتهم للتلف بسبب نوعية البذور المستعملة التي تم استيرادها من فرنسا.

أثار النائب البرلماني عن ولاية قالمة هشام صفر قبل أيام قضية البذور المغشوشة للسلجم الزيتي من نوع ليديا المستوردة من فرنسا، بعد معاينته للخسائر التي لحقت بحقول الفلاحين، عبر عدد من بلديات الولاية وبعض ولايات الشرق الجزائري، وطلب من الجهات الوصية وفي مقدمتها وزارة الفلاحة والتنمية الريفية ضرورة التحقيق في القضية بغرض تعويض الفلاحين المتضررين، والذين بلغ عددهم على مستوى ولاية قالمة 52 فلاحا من الخواص و7 مزارع نموذجية، تكبدت خسائر فادحة بعد أن أصبح منتجها من السلجم الزيتي ـ الكولزا ـ مهددا بالتلف على مساحة تفوق 900 هكتار، بسبب نوعية البذور المستوردة والتي لا تتلاءم مع طبيعة ومناخ المنطقة.

وحققت ولاية قالمة الموسم الماضي نتائج جد مشجعة في زراعة السلجم الزيتي، بعد استعمال بذور من صنف آخر، وهو ما شجّع الفلاحين على توسيع دائرة زراعة هذا المنتج خلال هذا الموسم، قبل أن يتفاجأوا بوجود عدّة صعوبات وتكبدهم لخسائر فادحة بعد تغيير نوعية البذور المستعملة. وقد باشرت اللجنة الوزارية التي تشرف عليها المفتشية العامة لوزارة الفلاحة، والتي تتكون من ممثل عن المصالح الفلاحية ومهندس مختص ومدير المعهد التقني للزراعات الكبرى بسطيف، وكذا ممثلين عن المركز الوطني لمراقبة البذور والمعهد الوطني لحماية النباتات، مهامها بالوقوف ميدانيا في بعض الحقول والمزارع المتضررة بولاية قالمة، لمعاينة المنتج وحجم الأضرار التي لحقت بالفلاحين، على أن ترفع تقريرها النهائي إلى وزارة الفلاحة، والذي سيتم بموجبه اتخاذ الإجراءات اللازمة.

وذكرت مصادرنا أن اللجنة الوزارية ستواصل مهمتها بمعاينة حقول زراعة السلجم الزيتي عبر عدد من ولايات الشرق الجزائري، وعلى ضوء النتائج المتحصل عليها من التحقيق سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة بشأن هذه القضية من طرف الجهات الوصية، خاصة وأن الدولة قد اعتمدت على تشجيع الفلاحين للانخراط في برنامج زراعة السلجم الزيتي لتقليص فاتورة استيراد زيت المائدة وتم تحقيق نتائج باهرة في الانتاج عبر ولايات الشرق الجزائري السنة الماضية، قبل أن يصطدم الفلاحون هذا الموسم بقضية ما أطلق عليه بقضية البذور المغشوشة والتي كبدّتهم خسائر فادحة.