بريطانيا تطلب وساطة الجزائر لإقناع طهران بالعدول عن مشروعها النووي
طلبت الحكومة البريطانية وساطة جزائرية لإقناع إيران للعدول عن تطبيق برنامجها النووي والتراجع عن التفاوض مع الأمم المتحدة، بحكم علاقات الصداقة التي تربط الجزائر بكل من بريطانيا وإيران إلى جانب خبرة الدبلوماسية الجزائرية في مثل هذه الملفات.
-
وكشف وزير الخارجية البريطاني المكلف بشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أليستر بيرت خلال جلسة جمعته بالصحافة بمقر السفارة أمس، أنه تحادث مع كل من مستشار رئيس الجمهورية عبد الرزاق بارة ووزير الخارجية مراد مدلسي والمنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل حول قضية إيران، وأكد أن بلاده تعول على العلاقات الجزائرية، الإيرانية والصداقة بين الجزائر وبريطانيا في العمل على إقناع طهران للعدول عن برنامجها النووي وإعادة النظر في موقفها الرافض للانصياع للقرارات الأممية ومجلس الأمن.
-
وقال الوزير البريطاني إنه على إيران احترام مسؤولياتها الدولية، مشيرا إلى أنه “إذا نجحت الجزائر في إقناع إيران بالعودة إلى المفاوضات فسيكون إنجازا”، وأكد بالقول “إن إيران في وضعية صعبة وبحاجة إلى أصدقائها أكثر من أي وقت مضى” في إشارة إلى العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.
-
وكشف الوزير البريطاني أنه تم مؤخرا تنصيب لجنة بريطانية – جزائرية لمكافحة الإرهاب وهي اللجنة التي تضم خبراء ومسؤولين من البلدين وستعمل على تبادل المعلومات بين الدولتين حول التهديدات المتعلقة بالتنظيم الإرهابي لما يعرف بالقاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، كما سيشرف خبراء بريطانيون على تكوين فرق خاصة من الأمن والجيش الجزائري تكلف بمحاربة الإرهاب.
-
كما أكد أن بريطانيا توافق الطرح الأمريكي المتعلق بالتدخل الأجنبي بمنطقة الساحل، مؤكدا أن هذا الخيار هو آخر الحلول وأوضح قائلا “إن دول الساحل هي المعنية أكثر بمكافحة الإرهاب بمنطقتهم وعليها التعاون فيما بينها في هذا المجال”، كما أكد أن لجنة خاصة مشتركة ستجتمع بعد أسبوعين بلندن لتطوير اللائحة الأممية رقم 19 – 04 التي بادرت بها الجزائر وصادق عليها مجلس الأمن، والخاصة بتجريم دفع الفدية للإرهابيين من أجل إطلاق سراح الرهائن والذي أكد الوزير أن بريطانيا داعمة للمشروع الجزائري.
-
من جانب آخر أكد أليستر بيرت أن بلاده طلبت من ممثليها بالصحراء الغربية جمع المعلومات اللازمة حول اعتداءات القوات المسلحة المغربية على “مخيم الحرية” (أكديم إيزيك) والتي أسفرت لحد الآن عن مقتل العشرات من المواطنين الصحراويين وتشريد مئات العائلات، وقال إن هذه التحقيقات ستشكل لدى الحكومة البريطانية رؤية واضحة حول ما حدث، وعليه تتخذ الإجراءات اللازمة، وأضاف أن ما يحدث يحتم على بريطانيا الإسراع في تجسيد مشروع البعثة الخاصة المكلفة بمراقبة حقوق الإنسان، وهي فكرة بريطانية قديمة.