بعد أكثر من نصف قرن من العطاء: نازك الملائكة تشيع الى مثواها الاخير في القاهرة

شيعت جنازة الشاعرة العراقية نازك الملائكة ورائدة الشعر الحر أول أمس بالعاصمة المصرية القاهرة بحضور رسمي وشعبي كبير . وتوفيت نازك الملائكة مساء الأربعاء الماضي ، بعد نقلها لمستشفى بالقاهرة إثرهبوط حاد ومفاجئ في الدورة الدموية . وصرحت الشاعرة ريم قبس كبة وهي من أسرة الملائكة ، بعد إعلان الوفاة بأن نازك الملائكة عانت في الأيام الأخيرة من أمراض الشيخوخة، وهي البالغة من العمر 84 عاما.وولدت نازك صادق الملائكة في بغداد يوم 23 أوت عام 1923 في أسرة تحتفي بالثقافة والشعر، فكانت أمها تنشر الشعر في المجلات والصحف العراقية باسم أدبي هو ‘أم نزار الملائكة’، أما أبوها صادق الملائكة فترك مؤلفات أهمها موسوعة ‘دائرة معارف الناس’ في عشرين مجلدا . ولقب الملائكة أطلقه على عائلة الشاعرة بعض الجيران بسبب ما كان يسود البيت من هدوء ، ثم انتشر اللقب وشاع وحملته الأجيال المتتالية .

وتلقت الشاعرة الراحلة تعليمها بدار المعلمين العالية فدرست اللغة العربية ، الموسيقى ، اللاتنية ، الإنجليزية والفرنسية . وتحصلت علىشهادة الماجستر في الأدب المقارن من جامعة وسكنسن الأمريكية .وصدر ديوانها الأول ‘عاشقة الليل’ عام 1947 ببغداد ثم توالت دواوينها ومنها ‘شظايا ورماد’ ،’قرارة الموجة’، ‘شجرة القمر’ و ‘يغير ألوانه البحر’. كما صدر لها عام 1997 بالقاهرة مجموعة قصصية عنوانها ‘الشمس التي وراء القمة’. إلا أن قصيدتها المعنونة ‘بالكوليرا’ سجلت لها اسمها في مقدمة مجددي الشعر العربي، وهي التي تمردت على الشعر العمودي التقليدي بتجديدها لشكل القصيدة، وتخليها عن القافية لأول مرة في تاريخ الشعر. وأثرت نازك الملائكة المكتبة العربية بدراسات أكاديمية منها’ قضايا الشعر الحديث’، ‘ سايكولوجية الشعر’، ‘التجزيئية في المجتمع العربي’.

رحلت نازك الملائكة تاركة وراءها وميض ملائكي بكل تلك الأبيات والقصائد التي تزخر بها المناهج الدراسية الجزائرية والعربية لتضيء درب أبناء الغد كما سبق وأن صاحبت أبناء اليوم بقصائد الحياة.

زين العابدين جبارة/ وكالات