بعد شكاوى المواطنين واستيائهم: ‘عرب سات’ تهدد بوقف قنوات الإباحية والشعوذة

تجاوزت بعض القنوات الفضائية العربية والغربية في الشكل والمضمون كل الضوابط، بدءا بخدش حياء المشاهد العربي ببرامج إباحية. والقاعدة في ذلك “هذا مايطلبه الجمهور”، إلا أن ماخلفته بالجمهور والعائلات العربية تتداوله كل يوم الصحف بنشر فضائح وقصص لشباب وشابات جنت عليهم أكذوبة تلفزيون الواقع، وصولا إلى الكذب والاحتيال بوصفات وهمية لشبه أطباء يدعون المقدرة على علاج الأمراض المستعصية.لتتعدى هذه القنوات على القانون بسرقة معلنة واحتيال على مرضى ذاقت بهم الدنيا، فناشدوا السراب وتعلقوا بشهادات مفبركة لحالات شفاء من أمراض سرطانية. دون أن ننسى موضة برامج السحر والشعوذة ليدخل العرّاف بيوتنا بكبسة زر، وتهدم المشعوذة أسرنا بخلطة، أخلطت المفاهيم وغيّرت دور الفضائيات والإعلام من البناء إلى التهديم. فبعد ما أحدثته برامج القنوات اللبنانية من ثورة غير أخلاقية دفعت بالفتيات مغادرة أسرهن دون رضى أو حتى علم الأولياء للمشاركة في حلم وردي يعدهن بالشهرة والنجومية، وبالمقابل تنازلات وتبعات لا يحمد عقباها.

وبعد الكشف على عدد من قضايا الاحتيال سبق وأن نشرناها على صفحات جريدتنا، إلا أن عديدا من قضايا احتيال قناة “الحقيقة” تتداولها مجالس قضاء عديد من الدول العربية، وتمادى بعض المشعوذين في تخريب البيوت وتدمير الأسر على المباشر. ودعا مسؤولو المؤسسة العربية للاتصالات الفضائية “عرب سات” للخروج من صمتها لتعلن على لسان خالد بن أحمد بالخيور الرئيس التنفيذي لعرب سات “إن مؤسستي ستتخذ خطوات على أرض الواقع خلال الأسبوعين المقبلين لإيقاف بث هذه القنوات إذا ما استمرت في ذلك”، وذكر رئيس “عرب سات” “نحن فوجئنا بمحتوى تلك القنوات” كما أننا في الحقيقة لا نتدخل في برامج القنوات التي نبثها، ولا محتوياتها باعتبار أن هذه القنوات مرخصة من قبل الدول العربية التي تبث منها، لكن يبدو أن هذه القنوات دخلت حدودا أكبر من المسموح لها، وسيتخذ إجراء لوقف هذه القنوات بطريقة عملية ونظامية”.

وأضاف بالخيور في تعليقه على ممارسة بعض القنوات لأعمال الشعوذة والترويج للسحر والسحرة “سبق وأن أرسلت مؤسسة عرب سات خطابا للمسؤولين عن إدارة تلك القنوات الفضائية منذ 4 أشهر لوقف تلك الخرافات والخزعبلات من الدجل والشعوذة”. وأوضح أن مؤسسته اتخذت اجراءات قانونية لفصل هذه القنوات نتيجة للرأي العام تجاهها. كما سبق وأن أوقفت عرب سات بث قناة CFI1 الفرنسية نهاية التسعينيات بسبب عرض فيلم إباحي يخالف شروط العقد المبرم بين القناة ومؤسسة “عرب سات” أما القائمون على القمر الصناعي “نايل سات” فأكدوا عدم إمكانية إلغاء عقد أي قناة فضائية دون وجود شكاوى صريحة موجهة ضدها، أو رصد مخالفة عمدت القناة على فعلها، وأنه في حال ورود شكاوى موضوعية عن أي قناة يثبت مخالفتها فعلا للشروط، فإن إدارة القمر تنذر القناة” وفي حال الاستمرار يلغى العقد. كما كان الحال مع برنامج هالة سرحان “بنات الليل”، حيث تم إلغاء البرنامج ولم يتم إلغاء القناة. مطالبا المشاهدين بمراسلتهم إذا وجدوا شيئاً يستحق أن يتغير، مع ذكر السبب الذي يرون ضرورة تغييره، معتبرا أن شركته لا تستطيع مراقبة جميع القنوات الفضائية التي تبث عبر قمر “نايل سات” لكون عددها يتجاوز 680 قناة.

وطالب الملتقى العالمي للعلماء والمفكرين المسلمين في رابطة العالم الإسلامي الأسبوع الماضي، كل من منظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية بالسعي لمنع مثل هذه البرامج التي تعمل على ترويج أفكار وأعمال منافية للشرع وقيم المجتمع.

زين العابدين جبارة