-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
محلات ومطاعم مفتوحة ومنتزهات مكتظة وطرق مزدحمة

بعد 20 شهرا من الحجر.. ليالي العاصمة تضيء من جديد!

وهيبة سليماني
  • 1514
  • 0
بعد 20 شهرا من الحجر.. ليالي العاصمة تضيء من جديد!

استعادت الجزائر العاصمة، ليلة الأحد، بريق وأضواء سهراتها الليلة التي غابت عنها منذ 20 شهرا بعد فرض الحجر الصحي وحظر التجول ليلا، كتدابير وقائية فرضتها جائحة كورونا، وغصّت مساحات الترفيه والتسلية والفضاءات العمومية عن آخرها واستمر الحال إلى ما بعد صلاة العشاء، حيث هب الكثير ممن كانوا يتوقون إلى وجه العاصمة المضيء ليلا، للتمتع بلحظات انتظروها طويلا..

منتزه الصابلات بحسين داي، محيط المركز التجاري”ارديس”، الجزائر الوسطى، كيتاني، وسيدي فرج، أماكن انتعشت الحركة بها ليلا، وتسببت في زحمة خانقة للسيارات في الطرق المؤدية إليها، أجواء جميلة رغم كل الانتظار في طوابير هذه السيارات.. أطفال يمرحون، وعائلات تتمتع بالأكل والشرب.

يوسفي: العودة للحياة العادية مرهونة بالإقبال على اللقاح

بالإضافة إلى السفر ليلا في محطة الخروبة التي شهدت حركية غابت عنها منذ مدة، ناهيك عن الحظيرة الواسعة الواقعة بالقرب منها، والتي غصّت هي الأخرى بالسيارات لأصحابها الذين سحرتهم مساحة منتزه الصابلات الواسعة المطلة على البحر والمتوفرة على عدة مرافق ترفيهية وطاولات وكراسي.

وقامت “الشروق”، بجولة استطلاعية ليلا، للوقوف على أجواء العاصمة وضواحيها بعد رفع حظر التجول المحددة آجاله من الخامسة صباحا إلى الحادية عشر ليلا، حيث بدأت الحيوية وانتعاش التجارة الليلة بشكل ملحوظ، وزحمة الطرقات لم تنته حتى بعد صلاة العشاء، والكل يسير في هدوء، وبدون قلل للعودة إلى المنزل، حيث الأريحية كانت بادية في سلوكيات المواطنين.

في منتزه الصابلات، كانت الصورة منقطعة النظير، حشود من البشر تلفت انتباهك وأنت في السيارة على الطريق السريع المؤدي إلى الناحية الشرقية للعاصمة، والمشهد نفسه في محيط المركز التجاري”ارديس” غير البعيد عنه، حيث بدت مدينة الجزائر أشبه بعروس تتربع على ساحل البحر الأبيض المتوسط.. مطاعم الشواء، والسمك، والكل على حد تعبير أحد المواطنين” ينتهز فرصة أصبحت في ذهنه مع استمرار حالة الحجر الجزئي لشهور طويلة، مجرد حلم”.

وقد أقبل المسافرون على محطة الخروبة للنقل البري، بكل راحة واطمئنان، وهم يحملون حقائبهم، ولا يهمهم وقت انطلاق الرحلة، لأن الليل أصبح ملكهم، فإضافة إلى سيارات مرافقي المسافرين إلى المحطة، فإن حظيرة المركبات التابعة للصابلات والتي يمر أصحابها عبر جسر علوي إلى المنتزه، امتلأت ولم يعد بها مكان فارغ، وهي التي بقيت لعدة شهور بدون زبائن كثر، مثلما حدث نهاية الأسبوع الماضي، وهي عودة لحياة طبيعية تاق إليها الجزائريون في زمن كورونا.

وقالت سيدة كانت رفقة أبنائها في منتزه الصابلات،” إنني أشعر الآن بأن ليالي العاصمة ملك لنا”.

ومع رفع حظر التجول ليلا، بقي الكثير من التجار ليلة الجمعة إلى السبت، يزاولون نشاطهم، إضافة إلى محلات المواد الغذائية فإن محلات أخرى ظلت في خدمة الزبائن الذين يسهرون خارج منازلهم، أو يدخلون متأخرين إلى بيوتهم.. الكل يشتري والكل يتمتع بلحظات ليلة تحت أضواء العاصمة بوجهها المنشرح.

وفي مسمكة الجزائر، وضواحيها، مطاعم وجدت راحتها مع زبائن أصبح عددهم فجأة يختلف عن أيام مضت، ولا توجد عجلة ولا قلق لان الوقت مفتوح أمام الجميع، والكل حر في البقاء خارج البيت.
وعلى غرار منتزه الصابلات، فإن ساحة كيتاني في باب الوادي هي الأخرى فر إليها مواطنون من بيوتهم إلى نسمات بحر ليلية.. والحال نفسه في المركب السياحي سيدي فرج، هذا المكان الجميل الذي شهد ترميمات وتحسين جعلته أكثر استقطابا للمترددين عليه، حيث اعتنق ليالي العاصمة بشغف وحرارة بعد رفع حظر التجول.

“مناعة القطيع” لم تبلغ سوى 20 بالمائة

ولمعرفة مدى خطورة عودة الاكتظاظ ليلا في مساحات الترفيه والمحلات، وخاصة أن الكثير من الجزائريين، وحسب ما لمسناه من خلال جولتنا الاستطلاعية، تناسوا تدابير الحماية من عدوى كورونا، بل إن الاستهتار كان واضحا عند الأغلبية، أخذنا رأي رئيس مصلحة الأمراض المعدية بمستشفى بوفاريك ورئيس الجمعية الوطنية لهذه الأمراض، البروفسور محمد يوسفي، الذي أكد لنا، أن امتلاكنا للقاح وتطبيق الإجراءات الوقاية المتمثلة خاصة في الكمامة، لا يمنع من الحياة العادية بدون أي حظر تجول، ولكن يبقى الجزائريون، حسبه، في خطر العدوى بوباء كورونا، في ظل العزوف عن اللقاح، والذي يراه الحل حتى في وجود اكتظاظ، وعودة موجات أخرى للفيروس.
وقال يوسفي إن السلاح الوحيد هو تحقيق المناعة الجماعية أو ما يسمى بـ”مناعة القطيع”، موضحا أن اللقاح متوفر في الجزائر، حيث دخلت 3 ملايين جرعة أخرى وشرع في إنتاج لقاء محلي، لكن دخول سلالة “دلتا” إلى الجزائر يستدعي تحقيق مناعة جماعية بنسبة 80 بالمائة بدل 70 بالمائة، إلا أننا للأسف، يقول يوسفي، لازلنا بعيدين جدا حيث تم تحقق فقط 20بالمائة من هذه النسبة، وبالنظر إلى مرضى كورونا فإنها لا تمثل في الحقيقة إلا 15 بالمائة، أي أن 5ملايين جزائري فقط من تلقوا التلقيح في حين يجب أن يتلقى 30 مليون جزائري تلقيح ضد فيروس كورونا المستجد.

ودعا البروفسور محمد يوسفي، الجزائريين إلى الإقبال على التلقيح وهذا لضمان الحياة العادية وبقاء حظر التجوال مرفوعا، فحتى ولو حدثت هناك عدوى لا تكون بالحجم الذي كانت عليه قبل تحقيق المناعة الجماعية، وتصبح بعد هذه المناعة كل السلالات الجديدة لكورونا ضعيفة التأثير.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!