الجزائر
تلاميذ يطالبون بتخفيض معدل النجاح إلى 9 وأساتذة وأولياء ينتقدون

بكالوريا “دون العشرة” تفجر الجدل على مواقع التواصل

وهيبة سليماني
  • 4189
  • 7

مباشرة بعد إعلان وزارة التربية أن معدل النجاح في شهادة البكالوريا هذا العام حدد بـ 9.50 ، عاد الجدل مجددا لمواقع التواصل الاجتماعي التي انتقدت بكالوريا دون العشرة ودعت إلى إنقاذ آخر الامتحانات المحترمة في الجزائر، خاصة بعد تحديد معدل النجاح العام الماضي بـ 9.00 وهذا ما يهدد حسب الأولياء والأساتذة بالقضاء على سمعة وحرمة ومصداقية البكالوريا..

أحدث معدل النجاح في شهادة البكالوريا، جدلا واسعا عبر منصات التواصل الاجتماعي، وهذا مع الإعلان عن نتائج امتحان هذه الشهادة، حيث أطلق بعض التلاميذ الذين اجتازوا اختبار “الباك”، هشتاغ” معا لقبول معدل 9 من 20″، مما فتح النقاش واسعا بين مؤيد ومعارض،وكانت نتائج شهادة البكالوريا دورة 2020، التي بلغت نسبة 55.30 بالمائة، قد شهدت الكثير من الجدل، خاصة بعد أن خفض معدل النجاح إلى 9 من 20، وهي نسبة مرتفعة، عندما قورنت ببكالوريا 2019، علما أن عدد الناجحين لسنة 2020 في امتحان البكالوريا الذي أجري شهر سبتمبر، اقترب من 400 ألف ناجح وطنيا.

وبعد تخفيض معدل بكالوريا السنة الماضية بسبب الحجر الصحي والتعقيدات التي طالت قطاع التعليم جراء الإجراءات المتخذة للوقاية من انتشار الوباء، إلى 9 من 20، يطالب اليوم الكثير من التلاميذ المعنيين بهذه الشهادة وأوليائهم، بالاستمرار في احتساب معدل “الباك” بهذا المعدل، حيث اعتبروا حسب التعليقات التي انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي، أن الظروف التي أحيطت بالتعليم خلال الموسم الدراسي 2020 و2021، شبيهة تماما بالموسم السابق، ورغم أن الدراسة لم تكن عن بعد إلا أن نظام التفويج، وتقليص الحصص وإجراءات الوقاية من الوباء، وآثار الجائحة النفسية والاجتماعية، كان لها وقعها على المرشحين لامتحان البكالوريا.

وفي سياق الموضوع، رفض الكثير من إطارات قطاع التربية، وممثلي جمعيات أولياء التلاميذ، احتساب معدل .9.50 من 20 للنجاح في بكالوريا هذا العام، حيث قال رئيس جمعية أولياء التلاميذ بالبلدية والممثل التربوي، عز الدين أزروق، لـ”الشروق”، إن مطلب بكالوريا دون معدل 10 من 20، هو انحدار للأسفل، وتكريس للرداءة، وهي حالة غير مشرفة للوطن، حيث ترفض جمعيته، رفضا قاطعا، لبكالوريا بمعدل 9.50 من 20، التي لا تساعد على الاجتهاد، كما أن الظروف لهذه السنة، حسب، ازروق، ليست شبيهة بالموسم الدراسي ل2019 و2020، خاصة أن التلاميذ كانوا يحضرون الدروس جسديا وليس افتراضيا.

وأكد الممثل التربوي، عز الدين ازروق، أن نظام التفويج، كان له نتائج حسنة، وقد ساعد التلاميذ في استيعاب الدروس، وهذه إيجابية استفاد منها حتى المترشحون للبكالوريا.

وفي ذات السياق، قال خالد احمد، رئيس الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ، إن إعادة احتساب معدل 9 أو 9.5 من 20 لبكالوريا 2021، هو فتح المجال لعملية غير مستقرة حيث تمهد للمطالبة بمعدلات أقل من هذه خلال سنوات قادمة.

ويرى أن امتحانات بكالوريا لهذا العام تمت في أحسن الظروف، وكانت الأسئلة والمواضيع سهلة، وفي متناول الجميع، وإن جمعية أولياء التلاميذ، استثنت خلال مطالبها المتعلقة بإنقاذ السنة الدراسية، خلال اجتماع لها مع ممثلي وزارة التربية، احتساب معدل دون الـ10 من 20، في الشهادات المدرسية المتعلقة ب”السيزيام”، و”البيام” و”البكالوريا”، ورفضت أن تخفض معدلات النجاح إلى 9 أو 9.5 من 20.

وأبدى خالد احمد تأسفه من عدم استجابة وزارة التربية لمطالبة المتعلقة بإنقاذ التلاميذ الذين لم يجتازوا هذه الامتحانات أي الذين يدرسون في الأقسام العادية، حيث لم يكن التبليغ الخاص بحصص الاستدراك، في أحسن الظروف، ولم تكن الإجراءات حسبه، منظمة، مما سبب عرقلة للتلاميذ في الأقسام غير الخاصة بالامتحانات الرسمية، والذين واجهوا أسئلة صعبة ومواضيع غير مفهومة جيدا خلال الامتحانات الخاصة بهم.

.. إساءة إلى المنظومة التربوية وللوطن ككل

وأكد محمد بوخطة، إطار سابق في وزارة التربية، أن المطالبة بمعدل في البكالوريا دون 10 من 20، ومهما كانت الظروف، هو إساءة واضحة للمنظومة التربوية، وإهانة للمستوى التعليمي في الجزائر، وإن فتح المجال لهذا المطلب سيأخذنا إلى مستويات متدنية، حيث وصف ذلك بمحاولة لاستعطاف بعيدا عن الموضوعية.

وقال إن احتساب معدل 9 او9.5 من 20، هو انحدار لا ينتهي وهي مزايدات ذات طابع تجاري، وممارسة شعبوية، وفتح المجال واسعا لكل التلاميذ الذين لا يجتهدون السنة، موضحا أن معدل البكالوريا من المفروض لا يكون اقل من 10 على 20 في جميع الأحوال حتى الاستثنائية منها.

مقالات ذات صلة