-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تجنّبا للسيناريوهات الكارثية المسجّلة سابقا

بلديات تسابق الزمن لتطهير البالوعات تحسّبا لفيضانات الخريف

راضية مرباح
  • 363
  • 0
بلديات تسابق الزمن لتطهير البالوعات تحسّبا لفيضانات الخريف

مع اقتراب حلول فصل الخريف يسابق رؤساء البلديات هذه الأيام الزمن من أجل تنقية البالوعات والوديان وحتى الطرقات، في حملات استباقية متتالية انطلقت منذ بداية شهر أوت، تجنّبا لأي فيضانات محتملة وفجائية قد تسجل هذه الأيام، لاسيما مع التغيرات المناخية الحاصلة وتجنبا للحوادث المأسوية التي سجلت خلال السنوات الماضية، آخرها هلاك ضحايا غرقا جرفتهم سيول الأودية بعاصمة البلاد التي كانت أكثر تضررا.

وتشير مختلف المستجدات الأخيرة، أن حتى بعض  البلديات الساحلية التي عرفت تأخرا في مباشرة حملات النظافة والتطهير بسبب امتداد فصل الصيف والاستمرار في استقبال المصطافين إلى غاية الآن، وما صاحبه  من تراكم للنفايات في كل المواقع، بما فيها الشواطئ والطرقات، لغياب برامج آنية لتسيير النفايات، تكون قد أعدّت حملات انطلاقا من نهاية الأسبوع الجاري لتتواصل إلى الأيام المقبلة خصوصا مع الأجواء الحارة غير المعتادة في مثل هذه الفترة والتي تنبئ بقدوم أمطار غزيرة.

السّحاولة تدفن أحزانها بعمليات تنظيف مدروسة

بلدية السّحاولة بالعاصمة على سبيل المثال، شأنها شأن عديد البلديات، والتي صنفت خريف السنة الفارطة، من أهمّ المناطق المنكوبة على المستوى الوطني، بالنظر إلى الأمطار التي استقبلتها في فترة وجيزة، فـ120 ملم في سيول جارفة في حجم ساعي لم يتجاوز 3 ساعات، كاد أن يغرق المنطقة التي فقدت ضحيتين جرفتهما سيول الأودية، ويقول في هذا الشأن رئيس بلديتها أرزقي حميدات في تصريح لـ”الشروق”، أنّ ما حلّ بالمنطقة السّنة الماضية من ضحايا سجل على أطراف البلدية وليس بوسطها والمياه الجارفة تلك أتت من درارية وبابا احسن، مشيرا إلى أن مشاكل ونقائص الماضي تم القضاء عليها هذه السّنة بتضافر الجهود بين الوالي المنتدب لبئر مراد رايس ودرارية حيث تم –حسبه- التجنّد في عملية كبيرة وبعتاد أكبر لتنقية الوديان بين الجهتين بطريقة مدروسة عكس تدخلات الماضي البسيطة التي لم تمنع انسداد الوادي ببقايا الرّدوم والنفايات، مؤكّدا أنّ كل الأودية التي تربطهم بحدود بلديتهم تم تنقيتها بشكل جذري وأخرجت منها الأطنان من النفايات في عمليات امتدت من جويلية إلى غاية هذه الأيام، مشيرا إلى أنّه وحتى إذا ما تم تسجيل أمطار غزيرة بنفس كمية السنة الماضية، لا يمكن لها أن تحدث أضرارا كتلك المسجلة السنة الفارطة، أمّا بشأن البالوعات، فتقوم البلدية، حسبه، بتتبعها يوميا رفقة فريق مؤسسة “أسروت”، حيث سيتم العمل ضمن نظام التناوب بين عمال البلدية في حالة استقبال أي إنذار، يستغل نصفهم للعمل ليلا تجنبا لأي طوارئ.

وأضاف “مير” السحاولة، أن ولاية الجزائر قدّمت غلافا ماليا لإنجاز جسرين فوق الوديان بعد التخلص من تلك القديمة التي أنشئت في الفترة الاستعمارية والتي لم تعد قابلة للاستغلال، مؤكّدا أنّ المشروع الأول يوشك على الاستلام بعدما وصلت نسبة أشغاله 90 من المائة والثاني بلغ تقدم الأشغال به 40 من المائة، ليتم بذلك القضاء على النقطتين السّوداوتين اللّتين وقع بهما حادث الوفاة السنة الماضية، كما أخذت الولاية على عاتقها –حسب المتحدث ذاته- جسر السحاولة الذي عرف عملية تخريب في العشرية السوداء قبل أن يعاد إنجازه من جديد بصفة غير مدروسة، مخلفا ارتفاع منسوب المياه، ولأن السحاولة تعرف ازدحاما مروريا خانقا- يؤكد المتحدث كان لزاما علينا أن نؤجل أشغال المشروع إلى غاية الانتهاء من فتح الشطر الأول من الطريق الاجتنابي.

استمرار الحرارة يؤجّل عمليات التنظيف بالسواحل

على عكس ما قامت به بعض بلديات الوطن التي تعتبر من أهم المناطق التي تشملها الفيضانات سنويا، تكون الساحلية منها قد أجّلت عملية التنظيف والتطهير إلى غاية هذه الأيام بسبب امتداد فترة الحر على غير العادة حيث تشير بعض الجولات التي قادت “الشروق” إلى مواقع مختلفة من ولاية تيبازة، إلى استمرار مشاهد انتشار النفايات بالطرقات والبالوعات المسدودة فيما تعرف الشواطئ تراكما كبيرا للأوساخ في مشاهد يندى لها الجبين، حيث تكون السباحة مقابلة مباشرة لمواقع تجمع النفايات بشواطئ مختلفة، ولنا أن نتصوّر الروائح الكريهة المنبعثة من عين المكان والبعوض الذي “ينهش” الأجساد أمّا قارورات الخمر المرمية بشكل عشوائي فحدّث ولا حرج.

وتؤكد بعض المعلومات أنّ والي ولاية تيبازة يكون قد أعطى تعليمات لمختلف رؤساء البلديات بمباشرة حملات تنظيف واسعة انطلاقا من نهاية هذا الأسبوع، في عمليات استدراكية لمواجهة أي طارئ.

تعليمات بحجز مواد البناء المعروضة بالأرصفة

أصدر والي العاصمة منذ أيام وتحسبا لفصل الخريف تعليمة تقضي بحجز كافة مواد البناء التي تتواجد على حافة الطرقات والأرصفة سواء تلك التابعة للبائعين أو للمواطنين الذين يتهيئون للبناء، وتأتي مثل هذه التعليمات من أجل الحد من النقاط السوداء التي تتشكل مع حلول كل موسم تساقط بالطرقات والأحياء، نتيجة انسداد البالوعات بالأتربة والرمال الموجهة للبناء والتي عادة ما تترك على الأرصفة لفترات طويلة حتى وإن لم تستغل منذ فترة طويلة.

وطالبت التعليمة من كل المعنيين، بضرورة إدخال مختلف مواد البناء إلى موقعها الأصلي داخل الورشات أو المخازن، حيث نصّب في هذا الشأن لجان مراقبة وتفتيش، تقوم بخرجات ميدانية للوقوف على المخالفات.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!