بلعابد: “لا عودة لإدراج شعبة العلوم الإسلامية بالثانوي”!

جدّد عبد الحكيم بلعابد، وزير التربية الوطنية، التأكيد أن إعادة إدراج تدريس شعبة العلوم الإسلامية بمرحلة التعليم الثانوي كشعبة مستقلة غير مطروح نهائيا، لعدة اعتبارات، أبرزها أن تواجدها في سنوات سابقة كان يسمح لحاملي شهادة البكالوريا الجدد بالتسجيل فقط في تخصص واحد وهو “الشريعة”، في حين كانت تحرمهم من الالتحاق بتخصصات أخرى في التعليم العالي.
وفي رده على العريضة التي وجّهها نائب بالمجلس الشعبي الوطني، إلى الوزير الأول، بخصوص الملف القديم – الجديد، بناء على إرسال مدير الديوان رقم 4064 المؤرخ في 30 نوفمبر 2023، حول الانشغال المرفوع، المتعلق بإلغاء شعبة العلوم الإسلامية في الطور الثانوي، أعلن المسؤول الأول عن القطاع، بأن إعادة تجسيد ذات الشعبة بصفة مستقلة بنفس المرحلة التعليمية، غير مطروح نهائيا، لعدة مبررات وحجج.
وأبرز الوزير، أن الشعبة كانت موجودة قبل إعادة هيكلة التعليم الثانوي العام والتكنولوجي، لكنها كانت تسمح لحاملي شهادة البكالوريا الجدد من التسجيل في التعليم العالي في تخصص واحد فقط وهو “الشريعة”، في حين كان الطالب الجديد يحرم بذلك من الالتحاق بالتخصصات الأخرى، والتي توفرها المؤسسات الجامعية في الجزائر، وفي مختلف المجالات الأكاديمية.
وإضافة لما سبق، أوضح وزير التربية الوطنية بأنه حاليا، وبعد إخضاع التعليم الثانوي لإصلاحات تربوية، فإن شهادة البكالوريا بمختلف شعبها المفتوحة في مرحلة التعليم الثانوي العام والتكنولوجي حاليا وهي ست شعب قديمة زائد شعبة الفنون المستحدثة مؤخرا، أضحت تتيح الفرصة لحامليها من التسجيل في مختلف التخصصات الجامعية، بما فيها تخصص الشريعة والعلوم الإسلامية، كما تم ذكره سلفا. وبخصوص قضية إسناد مادة التربية الإسلامية لأساتذة مختصين في العلوم الإسلامية، أكد الوزير بلعابد على أن تدريسها في مرحلة التعليم الثانوي يؤطره حاليا وحصريا الأساتذة المختصون في هذه المادة، والحاملون للشهادة الجامعية المطلوبة في هذا التخصص دون سواهم.
ولفت إلى أن هذه المادة مقررة في الجذعين المشتركين في مستوى السنة الأولى ثانوي، وفي جميع الشعب المقررة في مستويي السنة الثانية والسنة الثالثة ثانوي.

أساتذة العربية لتدريس التربية الإسلامية بالمتوسط.. قرار لا رجعة فيه
أما في مرحلة التعليم المتوسط، نبّه عبد الحكيم بلعابد إلى أن الهدف من تدريس التربية الإسلامية في ذات المرحلة، هو تنمية استعدادات المتعلم الفطرية في المجالات الفكرية والروحية والخلقية والاجتماعية والسلوكية، وذلك تماشيا وخصائص نموه وتنشئته تنشئة قائمة على مبادئ سليمة، وسلوك قويم، لذا سميت بالتربية الإسلامية.
وفي هذا الصدد، شدّد الوزير على أن هذه المادة لا تستدعي التخصص، لذلك، فإن أساتذة مادة اللغة العربية يتكفلون بتدريس التربية الإسلامية، حيث يقدّر الحجم الساعي لهذه المادة التعليمية بساعة واحدة (1سا) في الأسبوع لكل مستوى دراسي من مرحلة التعليم المتوسط.
وفي نفس الإطار، ذكر وزير التربية الوطنية بأن قرار إعادة هيكلة مرحلة التعليم الثانوي العام والتكنولوجي، قد اتخذ في إطار اعتماد نمط هيكلة تتماشى والتوجهات العالمية الكبرى، والتي تتوج ببكالوريا تعليم ثانوي.
وذلك كله، حسب الوزير، لأجل تحقيق عدة أهداف على غرار منح أولوية الثقافة العامة، إضافة إلى إدراج البعد التكنولوجي، علاوة على تأخير التخصص، وفضلا على تقليص عدد الشعب، وكذا تحسين جهاز التوجيه إلى مسارين ينسجمان مع أنماط التعليم العالي والتكوين المهني، أحدهما أكاديمي والآخر مهني أي التعليم والتكوين المهنيين.
واستخلاصا لما سلف، أشار الوزير إلى أن الدولة الجزائرية قد استجابت للعديد من التوصيات والجهود الداعية إلى إصلاح المنظومة التربوية، بما يضمن تحقيق الحداثة والتميّز والإبداع والارتقاء بالكفاءات، وبما يتفق مع معايير الجودة العالمية، وذلك لأجل مواجهة تحدّيات التطور السريع، والمساهمة بفعالية في التنمية الشاملة والمستدامة.
كما أشار بلعابد إلى أن “الإصلاح التربوي” قد شمل المراحل التعليمية الثلاث، بما فيها التعليم الثانوي العام والتكنولوجي، باعتباره الحلقة الهامة في عملية ضبط النظام التربوي، وقد أدى ذلك إلى تنفيذ مجموعة من الأنشطة الإصلاحية في جوانب عدة، هيكلته، تنويع تخصصاته، تحسين مناهجه ونظم التقويم فيه، “تسمح بإعداد أبنائنا للعيش في عالم تطبعه عولمة الحياة في شتى مجالاتها”، يؤكد الوزير.