-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

بلماضي.. الطبعة الثانية

ياسين معلومي
  • 1759
  • 0
بلماضي.. الطبعة الثانية

مثل ما كان منتظرا، مدّد الناخب الوطني جمال بلماضي عقده مع الاتحاد الجزائري لكرة القدم ليشرف على التشكيلة الوطنية إلى غاية 2026، حيث سيشارك في كأسي إفريقيا 2024 و2025، ثم في الإقصائيات المؤهلة إلى كأس العالم 2026، وبالتالي ينتهي الجدل الذي حدث مؤخرا حول احتمال انسحابه من العارضة الفنية.

وإذا كان بعض المتتبعين قد فوجئوا لبقاء بلماضي لعهدة أخرى، خاصة وأنه أخفق في كأس إفريقيا 2022 بالكاميرون، وأخفق في تأهيل “الخضر” إلى كأس العالم بقطر، وكان عليه رمي المنشفة، إلا أن الاتحاد الجزائري ارتأى على لسان رئيسه جهيد زفيزف تمديد عقد الناخب الوطني أربع سنوات أخرى للحفاظ على الاستقرار ومواصلة العمل الذي بدأه شهر أوت 2018 ومكنّه من التتويج بكأس إفريقيا 2019 بالقاهرة، مع تدعيم نوعي للتشكيلة الوطنية في قادم المنافسات، بداية باللاعب آيت نوري وشعيبي، وقد يليهما عوار وآخرون من مزدوجي الجنسية الذين أصبحوا يفكّرون في اللعب لمنتخب بلدهم الأصلي، خاصة بعد إخراج اللاعب كريم بن زيمة (أحسن لاعب في العالم لعام 2022) من الباب الضيق رغم كل ما قدمه للكرة الفرنسية.

الطبعة الثانية لجمال بلماضي التي ستدوم أربع سنوات ستكون أصعب وبكثير من المرحلة الأولى التي عرفت تتويجا واحدا وإخفاقين متتاليين، لأن التشكيلة الوطنية ستعرف من دون شك اعتزال بعض اللاعبين المخضرمين الذين سيتركون مكانهم للجيل الجديد الذي تنتظره مهمة إعادة الكرة الجزائرية إلى سكتها الحقيقية، والظهور بشكل جيد في قادم المنافسات أهمها التأهل إلى كأس العالم 2026، بعد الإقصاء من المونديال الأخير لجزئيات بسيطة لم يستطع لا الناخب الوطني ولا اللاعبون التحكُّم فيها.. درسٌ على الجميع حفظه قبل بداية الخرجة القادمة لـ”الخضر” مارس القادم في إطار تصفيات كأس إفريقيا للأمم 2024 أمام النيجر.

المدرِّب الوطني عليه مراجعة بعض الأمور التي أحدثت له مشاكل كبيرة خلال عهدته الأولى، وخاصة علاقته مع رجال الإعلام التي كانت دائما متوترة، وغالبا ما حدثت مناوشاتٌ كبيرة داخل ندواته الصحفية، فمن حق الزملاء الصحفيين طرح الأسئلة التي يرونها مناسبة ومن حق المدرِّب الوطني أن يجيب أو يمتنع عن ذلك مثل ما يقوم به كل المدربين في العالم، ونحن متأكدون أن الناخب الفرنسي ديديي ديشان وفي أول لقاء له مع الصحافة الفرنسية سيُطرح عليه سؤال حول بن زيمة وعدم مشاركته في المونديال، لكنه سيجيب بصدر رحب وبدون انتقاد من يطرح هذا السؤال.. فما الذي يمنع بلماضي أن يكون مثل غيره من المدربين العالميين؟ ولماذا هيئة الإعلام التابعة للاتحاد الجزائري لكرة القدم لا تجتمع معه قبل ندواته الصحفية، لوضعها في إطارها الصحيح، واعتماد الصحفيين أصحاب التجربة الذين بإمكانهم تنوير الرأي العام لا خدمة مصالحهم الخاصة، وطرح أسئلة استفزازية موجَّهة تسير عكس تيار اللقاء الإعلامي مع المدرِّب الوطني؟

قد نتفق مع قرار الاتحاد الجزائري بالإبقاء على بلماضي مدرِّبا لـ”الخضر” وقد نختلف مع من جددوا فيهم ثقتهم، غير أن المهم في الوقت الحالي هو نجاح المنتخب الجزائري لكرة القدم في الاستحقاقات القادمة وعودة الهدوء إلى بيت “الخضر”، وعلى الناخب الوطني أن يقيّم المرحلة الأولى التي دامت أربع سنوات ويحاول جاهدا تفادي السقطات التي وقع فيها.

متأكدون أنه لو يعود الهدوء إلى بيت “الخضر” فإن النتائج الإيجابية ستعود من دون شك.. شرط تظافر جهود الجميع وعدم الطعن في الظهر وذلك ما أصبح منتشرا وبكثرة في المحيط الرياضي للأسف الشديد.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!