بلماضي بين استعادة ملحمة 2019 ومحو مهزلة 2022

ضبطت الجماهير الجزائرية ساعتها هذه الأيام مع توقيت “الكان” الذي انطلقت وقائعه في الملاعب الايفوارية التي بدأت في احتضان مباريات العرس الإفريقي، حيث يعول المنتخب الوطني بقيادة المدرب جمال بلماضي على قول كلمته منذ البداية، بمناسبة اللقاء الأول الذي ينتظره أمام منتخب أنغولا. مباراة يريدها الجميع أن تكون فرصة لتحقيق فوز يفتح الشهية ويعبد الطريق لتحقيق مشوار ايجابي يكلل بالتأهل إلى الدور ثمن النهائي على أن يتم التفاوض بصفة مرحلية مع بقية الأدوار.

يوجد المدرب الوطني جمال بلماضي أمام تحديات بالجملة في ظل دخول محاربي الصحراء في أجواء الكان من الآن، وهذا تحسبا لمباراة هذا الاثنين أمام منتخب أنغولا، حيث يجع زملاء العائد بن ناصر على ضرورة توظيف جميع إمكاناتهم بغية قول كلمتهم فوق المستطيل الأخضر، من خلال التفاوض الجيد مع المنتخبات المنافسة، والبداية بمنتخب أنغولا ثم بوركينافاسو وأخيرا مواجهة موريتانيا. وعلى ضوء التجارب السابقة، فإن المباراة الأولى أمام أنغولا تكتسي أهمية كبيرة من الناحية الفنية والمعنوية على الخصوص، لأن الفوز بها يجعل العناصر الوطنية تدخل في أجواء “الكان” من موقع جيد، ما يسمح لها بالتحرر ومواصلة خوض بقية المباريات بنية مواصلة البرهنة والتأكيد، وهو الأمر الذي يجعل الطاقم الفني يعطي أهمية كبيرة للمواجهة الأولى حتى يضع لاعبيه في سكة النتائج الايجابية، وبالمرة تفادي السيناريو الذي حصل لزملاء محرز في نهائيات “كان 2022” بالكاميرون، حين أرغموا على التعادل في المباراة الأولى أمام سيراليون ثم منيوا بخسارتين مدويتين أمام غينيا الاستوائية وكوت ديفوار، ما عجل بمغادرة المنافسة من الدور الأول.

ويجمع الكثير من المتتبعين بأن المدرب جمال بلماضي يشترك مع المرحوم عبد الحميد كرمالي في عدة جزئيات حدثت لهما مع المنتخب الوطني، بحكم نهما الوحيدان اللذان جمعا بين حلاوة التتويج ومرارة الإخفاق في دورتين متتاليتين، فالشيخ كرمالي ساهم بشكل فعال في تتويج المنتخب الوطني بأول لقب قاري من هذا النوع ربيع العام 1900 خلال الدورة التي احتضنها الجزائر بعد مسيرة ايجابية كانت بدايتها بخماسية أمام نيجيريا ونهايتها كانت أمام نفس المنافس في الدور النهائي، وفازت الجزائر بهدف دون رد وقعه شريف وجاني، لكن هذا التتويج لم يتم الدفاع عنه في الدورة الموالية (نسخة 92)، فمني زملاء رابح ماجر بنكسة مدوية اصطلح عليها بمهزلة زيغنشور، عقب الخيارة في اللقاء الأول أمام كوت ديفوار بثلاثية نظيفة ثم اكتفوا بتعادل بطعم الخسارة أمام الكونغو، ما عدل بالعودة سريعا إلى ارض الوطن. والكلام ينطبق على جمال بلماضي الذي دخل التاريخ بمساهمته الفعالة في تتويج المنتخب الوطني بأول لقب قاري خارج الديار، كان ذلك في الملاعب المصرية صائفة 20169 بعد مسيرة مثالية على جميع الأصعدة، ليكون التتويج في النهائي على حساب السنغال بهدف جميل وقعه الهداف بونجاح، لكن في الدورة الموالية التي جرت بالكاميرون مطلع العام 2022 فقد ظهر المنتخب الوطني بوجه مخيب منذ البداية لأسباب وعوامل متداخلة عجلت بمغادرة المنافسة من الدور الأول بعد الاكتفاء بنقطة يتيمة وخسارتين صادمتين أخلطتا الحسابات، ما انعكس سلبا على اللاعبين من الناحية المعنية، بدليل تضييع تأشيرة المرور إلى مونديال قطر عقب خسارة إياب فاصلة المونديال أمام الكاميرون في ملعب تشاكر.

والمؤكد أن جمال بلماضي سيجد نفسه أمام ضرورة إحداث صورة كروية حقيقية تصب في خانة استعادة ملحمة “كان 2019” مصر، وهو طموح مشروع ومعقول، مثلما يتطلب أيضا محو مهزلة “كان 2022” بالكاميرون، من خلال دخول غمار المنافسة من موقع قوة، وهذا يتطلب تحقيق فوز مريح يدخل اللاعبين في أجواء المنافسة ويمكنهم من وضع الثقة في إمكاناتهم حتى يظهروا بثوب القادرين على منافسة بقية المنتخبات الطموحة على قول كلمتها في بلاد ساحل العاج أملا في صنع التميز ولم لا العودة بالتاج.

موتسيبي: كارثة الكاميرون لن تتكرر في نسخة كوت ديفوار.. ولم نحسم موعد 2025

أكد باتريس موتسيبي، رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، أن كوت ديفوار مستعدة تماما لاستضافة النسخة رقم 34 من كأس أمم أفريقيا، مشددا على أن ما حدث خلال النسخة الماضية، في الكاميرون لن يتكرر مرة أخرى.

وقال موتسيبي، خلال مؤتمر صحفي عقده الجمعة في كوت ديفوار، عشية انطلاق البطولة: “راض تماما عن الخطوات التي قامت بها كوت ديفوار، من أجل استضافة نسخة مميزة من البطولة، للتأكد من أننا سنتجنب تماما التجربة المؤلمة التي مررنا بها في الكاميرون”.

وأضاف: “طالما أنا رئيس، سواء كنت أعرف أم لا أعرف، سواء كنت على علم أم لا، يجب عليّ في النهاية أن أتحمل المسؤولية عن أي شيء يحدث”.

وتحدث عن موعد أمم أفريقيا 2025 المقررة في المغرب، لتعارضه مع كأس العالم للأندية، قائلا: “الاتحاد الإفريقي لكرة ما زال لم يتخذ قرارا بشأن موعد أمم أفريقيا 2025، ولكنه لمح لنقلها إلى موعد آخر”.

وأضاف: “نريد أن تقام كأس الأمم في الوقت المناسب والملائم للبطولة، ومازلنا نتواصل مع الفيفا بشأن التواريخ”.

وألمح موتسيبي، رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم “كاف”، لإمكانية إلغاء بطولة كأس الكونفدرالية، خلال الفترة المقبلة، من أجل إعطاء أولوية لبطولتي دوري أبطال أفريقيا ودوري السوبر الأفريقي.