بلماضي في الطريق نحو المونديال بسيناريو خاليلوزيتش

يسير المدرب الوطني جمال بلماضي بخطى ثابتة نحو تأهيل “الخضر” إلى نهائيات كأس العالم، وهذا بعد الفوز في ملعب جابوما الذي سمح بمحو نكسة “الكان” في ذات الملعب شهر جانفي المنصرم، حيث يوجد في موقع جيد لتحقيق الهدف المنشود بسيناريو المدرب الوطني السابق وحيد خاليلوزيتش الذي تجرع هو الآخر مرارة الخروج المبكر من “كان 2013” بعد خسارتين وتعادل وحيد، لكن ذلك لم يمنعه كسب تواجده في مونديال 2014، بعد مسيرة صعبة توجت بتجاوز منتخب بوركينافاسو في الدور الفاصل.

أصبح اهتمام الجماهير الجزائرية منصبا على مباراة هذا الثلاثاء بملعب تشاكر بالبليدة، حيث سيكون المنتخب الوطني على موعد هام وحاسم أمام المنتخب الكاميروني، في إطار إياب فاصلة المونديال، وفي الوقت الذي عاد رفقاء بلايلي بفوز تاريخي من ملعب جابوما أنهى شبح الأسود غير المروضة مثلما سمح بفك عقدة ملعب جابوما ناهيك عن محو نكسة “الكان”، فإن التحدي سيكون كبيرا في ملعب تشاكر بغية تأكيد فوز الذهاب بنتيجة مقنعة تسمح بالتواجد في المونديال من أوسع الأبواب، وهو الأمر الذي جعل الطاقم النفي يحرص على إعطاء الأهمية للجانب النفسي بغية تحفيظ لاعبيه على أخذ الأمور بجدية وتفادي كل أشكال الغرور، وفي مقدمة ذلك نسيان نتيجة الذهاب والتركيز بشكل مباشر على موقعة البليدة، بدليل تصريحات بلماضي التي اتسمت بالكثير من الحزم والواقعية حين قال بأن هناك معركة أخرى يجب كسبها في ملعب البليدة، وهو ما يؤكد آليا ضرورة التفاوض مع موعد الثلاثاء من موقع جيد وبعيدا عن كل الأحكام المسبقة، وهو نفس الكلام الذي ذهب إليه القائد رياض محرز الذي أوضح بأن المنتخب الوطني لم يتأهل بعد، ما يفرض التعامل بجدية مع مباراة الثلاثاء.

وإذا كان الفوز المحقق في ملعب جابوما قد حقق مكاسب مهمة فنية ومعنية، ناهيك عن تجاوز صدمات سابقة، وفي مقدمة ذلك فك عقدة ملعب جابوما وتجاوز عقدة المنتخب الكاميروني بأول فوز رسمي في تاريخ المواجهات بين المنتخبين، فإن وضعية بلماضي تشبه إلى حد كبير وضعية الناخب السابق وحيد خاليلوزيتش، بحكم أنهما تذوّقا مرارة نكسة “الكان” عادا بقوة في تصفيات المونديال، حيث يتذكر الكثير سيناريو الخروج الصادم من الدور الأول لنهائيات “كان 2013″، وهذا رغم المردود الذي قدمه زملاء فغولي آنذاك، وهو سيناريو شبيه بما حدث للمدرب بلماضي في نسخة هذا العام من “الكان”.

وبالعودة إلى مشوار خاليلوزيتش بعد مشوار “كان 2013” المخيب، فقد أحدث ثورة في التشكيلة مكنته من الدخول في سباق ضد الزمن لكسب تأشيرة التأهل إلى مونديال 2014، وهو الأمر الذي تجسد بعد كسب معركة فاصلة المونديال ضد المنتخب البوركينابي، حيث فاز البوركينابيون فوق ميدانهم بـ3 أهداف مقابل هدفين، فيما حسم “الخضر” التأهل في تشاكر بفضل الهدف الذي وقعه بوقرة، أما تشكيلة بلماضي فقد حققت فوزا تاريخيا في ملعب جابوما بالكاميرون، وتراهن على فوز آخر في ملعب تشاكر يعيد إلى الأذهان طريقة التأهل إلى مونديالي إسبانيا 82 ومكسيكو 86.

بلماضي يحضر عناصره لكل الاحتمالات أمام الكاميرون

تواصل العناصر الوطنية تحضيراتها لمواجهة الإياب أمام منتخب الكاميرون، برسم الدور الفاصل من التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى المونديال القطري نهاية العام الجاري، المقررة سهرة يوم الثلاثاء القادم، بتركيز عال، وذلك في مركز تحضير المنتخبات الوطنية بسيدي موسى.

وأوضح الاتحاد الجزائري لكرة القدم، أمس، على موقعه الإلكتروني، أن رفاق القائد رياض محرز أجرو حصة تدريبية واحدة خلال الفترة المسائية، فيما ترك اللاعبون للراحة في الفترة الصباحية مع حصة خفيفة للمشي في منتصف النهار بمقر التربص، وقبل انطلاق التدريبات المسائية قام اللاعبون بتمارين خفيفة داخل قاعة الجمباز لمدة 30 دقيقة.

ويحضر المدرب الوطني، جمال بلماضي، لاعبيه لكل الاحتمالات خلال هذه المواجهة التي تعتبر بمثابة مباراة نهائية للمنتخبين الجزائري والكاميروني، لذلك خصص نهاية الحصص التدريبية بالجزائر للتمرين على الكرات الثابتة والتسديد من بعيد، التي ستكون من الأسلحة الفتاكة للخضر في هذه المباراة ومن بين نقاط قوة المنتخب الوطني، الذي يضم في صفوفه لاعبون يمتازون بخاصية التسديد مثل نجم الميلان بن ناصر ورياض محرز وقديورة وزروقي وبلايلي.

كما خصص بلماضي جانبا من الحصص التدريبية للتدريب على ركلات الترجيح، حتى يحضر لاعبيه لهذا الاحتمال الذي لا يتمناه كل محبي المنتخب الوطني الذين يريدون حسم موقعة ملعب الشهيد مصطفى تشاكر بالبليدة، يوم الثلاثاء، خلال ال90 دقيقة والتأهل إلى كأس العالم.

ومن المرتقب، أن يجري اليوم المنتخب الوطني حصة تدريبية خفيفة على ملعب المباراة، مصطفى تشاكر بالبليدة، للاطلاع على مدى جاهزية أرضية الميدان لاحتضان المواجهة المصيرية للخضر أمام منتخب الأسود غير المروضة الكاميرون، علما أن الضيوف سيستفيدون هم أيضا من حصة تدريبية على الملعب الرئيسي لمدينة الورود مثلما تنص عليه لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم، فيفا، في المباريات الدولية.