بلماضي يواصل حصد الأرقام وعينه على تكوين منتخب مقدام

حقق المدرب الوطني جمال بلماضي عدة مكاسب هامة خلال الخرجة الناجحة التي قادته الأحد إلى الكاميرون، حين عاد بفوز ثمين على حساب منتخب أوغندا في ملعب جابوما الذي تجاوز عقدته مجددا، ناهيك عن مواصلة مشوار التصفيات بنجاح موازاة مع بعث المنافسة في وسط التعداد، بعدما منح الفرصة لعدد كبير من البدائل والوجوه الجديدة، بشكل يعكس وجود إستراتيجية لضخ دماء جديدة على وقع إشعال المنافسة بين اللاعبين لإعادة تكوين منتخب يتكيف مع التحديات المقبلة.

عبرت الجماهير الجزائرية عن ارتياحها بعد الوجه الذي أبانت عنه العناصر الوطنية خلال المواجهة التي نشطوها الأحد أمام المنتخب الأوغندي في ملعب جابوما بالكاميرون، وعلاوة على العودة بفوز ثمين يرفع المعنويات، قد كانت الفرصة مواتية للناخب الوطني حتى يقف على أداء عددي الأسماء التي يراهن عليها في إطار رغبته في القيام بتغييرات جذرية على مستوى التعداد والتشكيلة الأساسية، بعدما صرف النظر عن عدة أسماء سابقة موازاة مع توجيه الدعوة لأسماء جديدة محلية ومغتربة قادرة على منح الإضافة اللازمة في المواعيد الرسمية المقبلة، وفي مقدمة ذلك حسام وعر الذي يعلق عليه بلماضي آمالا كبيرة لإحداث التوازن على مستوى الوسط والهجوم، بناء على إمكاناته الفنية التي تؤهله لصنع الفارق رفقة عدة ركائز ونجوم كروية يتوفر عليها المنتخب الوطني، في صورة رياض محرز وبن رحمة وحجام وغيرها من الأسماء التي صنعت التميز مع أنديتها في مختلف البطولات الأوروبية. وعلاوة على ذلك فقد خطف المهاجم عمورة الأضواء مجددا بعدما سجل هدفي المباراة مستغلا تموقعه الجيد في منطقة المنافس، حيث وقع الهدف الأول بعد متابعته الجيدة عقب فشل الحارس الأوغندي في التصدي للقذفة القوية التي سددها بلقبلة من وسط الميدان، والهدف الثاني كان خلاصة هجوم معاكسة تم باتفاق انطلاقا قبل أن يستغل عمورة تمريرة على طبق من محرز مسكنا الكرة في مرمى الأوغنديين.

وفي السياق ذاته، فقد فضل بلماضي أن يحدث تغييرات جذرية في التشكيلة الأساسية التي لعبت مباراة أوغندا، تغييرات شبيهة بما يحدث في المباريات الودية رغم حاجة الطاقم النفي إلى فوز فني ومعنوي مريح، ويبدو أن حسم التأهل قبل الأوان إلى نهائيات “الكان” الإيفواري قد حفزه على هذه الخطوة، ما جعله يعتمد على الحارس ماندريا، وتوظيف خدمات لوصيف وبلعيد إلى جانب بن سبعيني وحجام وشيتة، إضافة إلى الاعتماد على بلقبلة وعبدلي وبوعناوي، وكذلك منح الفرصة للهداف محيوص ووضع الثقة في المهاجم عمورة، في الوقت الذي احدث عدة تغييرات في الشوط الثاني مانحا الفرصة لنجوم المنتخب في صورة محرز وبن رحمة والوافد الجديد حسام عوار الذي يعلق عليها لجميع آمالا كبيرة لتحريك سفينة المنتخب الوطني نحو التألق، بناء على إمكاناته الفنية التي تؤهله لمنح إضافة نوعية رفقة بقية الركائز الناشطة في الوسط والهجوم.

والواضح أن المدرب جمال بلماضي حقق مكاسب مهمة خلال مسيرة التصفيات، التي عززها بفوز معنوي هام على حساب المنتخب الأوغندي، ما سمح برفع الرصيد إلى 15 نقطة هي خلاصة 5 انتصارات في 5 مباريات متتالية، وهو الأمر الذي مكنه من مواصلة حصد الأرقام الايجابية وسط رغبة كبيرة في تشكيل فريق مقدام يكون قادرا على التكيف مع التحديات المقبلة، وفي مقدمة ذلك نهائيات “الكان” بكوت ديفوار وكذلك التصفيات المؤهلة إلى مونديال 2026، وهو الأمر الذي يتطلب التعامل مع هذه الاستراتيجية بكثير من الرزانة والثبات والفعالية من باب فتح صفحة جديدة وايجابية تسمح بطي مأساة مهزلة “الكان” بالكاميرون وكذلك الغياب الصادم عن مونديال عام الماضي بقطر 2022.