الرأي

بن‮ ‬غبريط وامتحان العتبة‮..‬

رشيد ولد بوسيافة
  • 2622
  • 5

حديث الوزيرة بن‮ ‬غبريط عن مصداقية البكالوريا وضرورة رد الاعتبار لهذا الامتحان المصيري،‮ ‬بإلغاء العتبة‮ ‬يكشف أنّ‮ ‬وزارة التربية هوت بمصداقية البكالوريا إلى الحضيض بتجاوبها مع المطلب الغريب للتلاميذ الذين كانوا‮ ‬يخرجون إلى الشارع،‮ ‬ويطالبون بحذف دروس كثيرة من المقرر الدراسي،‮ ‬وكانت الوزارة في‮ ‬كل مرة ترضخ لضغط التلاميذ باعتماد عتبة الدروس التي‮ ‬لا وجود لمثيلتها في‮ ‬العالم‮.‬

لكن‮ ‬يجب التذكير أنّ‮ ‬الوزير السابق،‮ ‬بابا أحمد،‮ ‬أطلق تصريحات مماثلة حول عزمه إلغاء العتبة،‮ ‬وبعد خروج التلاميذ إلى الشارع تراجع وأقر العتبة ضاربا بذلك مصداقية البكالوريا في‮ ‬الصميم‮. ‬وهو نفس الأمر الذي‮ ‬قام به سلفه أبو بكر بن بوزيد،‮ ‬وهو ما شكل انحرافا كبيرا كانت نتائجه كارثية على المستوى الدّراسي‮ ‬للتلاميذ‮.‬

لذلك،‮ ‬فإن الوزيرة بن‮ ‬غبريط أمام امتحان حقيقي‮ ‬هو استعادة مصداقية البكالوريا بإلغاء العتبة أولا وبإعادة الانضباط في‮ ‬أوساط التلاميذ،‮ ‬لأنه لا‮ ‬يعقل أن‮ ‬يتدخل التلاميذ في‮ ‬المنهاج الدّراسي‮ ‬وطرق التسيير بحكم أنّهم‮ ‬غير مؤهلين للخوض في‮ ‬هذه المسائل‮. ‬وعليه فإن الوزارة مطالبة باعتماد حد أدنى من الصرامة لإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه في‮ ‬السابق على الأقل‮.‬

وليس من العيب أن ترفض الوزارة الاستجابة لأي‮ ‬مظاهرة بهذا الخصوص،‮ ‬وذلك بعد أن توفّر كافة الشروط لإنهاء المقررات الدّراسية في‮ ‬وقتها،‮ ‬حينها‮ ‬يمكن أن تتخد عقوبات ضد التلاميذ الذين‮ ‬يخرجون إلى الشارع بدل الاهتمام بدروسهم وبذل الجهد في‮ ‬التحضير للبكالوريا‮.‬

ظاهرة أخرى لا تقل خطورة عن العتبة،‮ ‬وهي‮ ‬ظاهرة مقاطعة تلاميذ النّهائي‮ ‬للامتحانات الرسمية فور حصولهم على الاستدعاء الخاص بالبكالوريا،‮ ‬بل إن الكثير منهم لا‮ ‬يدخل امتحانات البكالوريا البيضاء التي‮ ‬كانت في‮ ‬ما مضى تمثل خطوة أساسية باتجاه النّجاح في‮ ‬البكالوريا لأنها تتيح للطّالب فرصة اختبار نفسه في‮ ‬التّعامل مع مواضيع البكالوريا وتجاوز العامل النفسي‮ ‬الذي‮ ‬يؤثر سلبا على الممتحنين‮.‬

وعليه،‮ ‬فإنّ‮ ‬التّوجه نحو البطاقة التّركيبية التي‮ ‬تأخذ نتائج الامتحانات الفصلية بعين الاعتبار في‮ ‬التّوجيه بالجامعة خيار سليم،‮ ‬على أن‮ ‬يقتصر الأمر عند ذلك،‮ ‬لأنّ‮ ‬فتح المجال للإنقاذ في‮ ‬البكالوريا‮ ‬يطعن في‮ ‬مصداقيتها بشكل أكبر مما فعلته عتبة الدّروس‮.‬

إن إخراج المدرسة من الوضع الكارثي‮ ‬التي‮ ‬هي‮ ‬عليه،‮ ‬يتطلّب تعاونا بين كل الفاعلين في‮ ‬القطاع،‮ ‬لأنّ‮ ‬التّجربة أثبتت أنّ‮ ‬العمل المنفرد والقرارات الارتجالية كارثة،‮ ‬وأن التّعامل مع‮ ‬8‮ ‬ملايين تلميذ كفئران تجارب خطيئة كبرى في‮ ‬حق هؤلاء‮.‬

 

مقالات ذات صلة