بورايو يدعو إلى إنشاء مركز وطني للتراث الشعبي

دعا الدكتور عبد الحميد بورايو إلى إنشاء مركز وطني يهتم بالأرشفة والبحث وتصنيف التراث الشعبي، وقال بورايو الإثنين خلال مشاركته في ندوة حول “الفرجة المسرحية في الجزائر رؤية جديدة”، ضمن برنامج الندوات الفكرية المرافقة لفعاليات الدورة 16 من مهرجان المحترف، أن التراث الشعبي الجزائري لم تعط له المكانة التي يستحقها، حيث ظل مهشما بوصفه ثقافة دونية ومنحطة. وأضاف بورايو خلال الندوة أن المسرح يبقى المؤسسة الوحيدة التي اشتغلت على التراث الشعبي واحتضنته.
ورصد بورايو خلال محاضرته دور المداحين وشيوخ الحلقات الشعبية من خلال تجربته في سبعينيات القرن الماضي عندما اشتغل على تسجيل ومتابعة حلقات المداحين في أسواق بسكرة ووادي سوف.
واعتبر بورايو أن المسرح يبقى ” المؤسسة الوحيدة التي استفادت من التراث الشعبي، ذلك أن المسرح الجزائري ارتبط منذ البداية بالممارسات التراثية الشعبية، لأنه ولد وسط الجماهير والناس العاديين، وكانت أعمال رشيد قسنطيني وعلالو ومصطفى دحمون مستمدة من التراث، ولم يكن مسرحا بالمفهوم الغربي لهذا الفن، بل كان عبارة عن نوع من “السكاتشات” القائمة على الإضحاك والفرجة التي تعود عليها الجمهور الجزائري في الأسواق فاقتبست هذه الأعمال من تراث المداحين وحلقات الرواة في الأسواق وبالتالي كان هناك نوع من التواصل بين المسرح والتراث، ونشأت علاقة صحية وجدية بين التراث الشعبي وخشبة المسرح”.
ودعا بورايو في سياق متصل الشباب المشتغلين اليوم على المسرح إلى الاستلهام من هذا التراث الغني حتى وإن كنا اليوم نتحدث عن أشكال جديدة في التعبير المسرحي، لأن حسب بورايو فإن التراث “يمنح الخلفية المعرفية والخصوصية الثقافية والبصمة الخاصة للأعمال”.