-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
متحور جديد انتشر في بعض الدول

“بيرولا “.. مخاوف تتجدّد من “كورونا” وأطباء يطمئنون

نادية سليماني
  • 1174
  • 0
“بيرولا “.. مخاوف تتجدّد من “كورونا” وأطباء يطمئنون

عاد الحديث عن كورونا إلى الواجهة، إثر ظهور مُتحوّر جديد وتسجيل بعض الدول حالات منه، ومنها فرنسا. والأمر أدخل بعض القلق في نفوس الجزائريين، المتسائلين إن كنا سنعود إلى الوضعية السابقة التي عشناها مع مختلف متحوّرات الكوفيد 19، وكانت فترة مليئة بالأحزان والطاقة السلبية؟ وهل لا يزال كورونا موجودا بيننا؟ هذه الأسئلة وأخرى يجيب عنها مختصون في الأمراض الصدرية والتنفسية عبر “الشروق”.

رغم أن “بيرولا” يبدو اسما غريبا لا علاقة له بالكوفيد 19، ومع ذلك هو فرع من المتحور أوميكرون وهو اختصار لـ ” “BA.2.86، الذي بالكاد تخلّصت منه شعوب العالم، لكنه أبى إلاّ أن يعود عبر طفرة جديدة، يتمنى الجزائريون ألا تكون مثيرة للقلق.

30 طفرة في المتحوّر الجديد

وبحسب آخر التقارير، فالمتغير الجديد يحتوي على أكثر من 30 طفرة في بروتينه الشوكي الموجود على السطح الخارجي لفيروس كوفيد-19، الذي يساعده على دخول الخلايا البشرية وإصابتها، وتم اكتشاف أنه أكثر سرعة في الانتشار، وهو ما رفع وتيرة القلق، وجعل منظمة الصحة العالمية تدعو لليقظة.

الـ “بيرولا” ليس بشراسة سابقيه..

وسجلت عدة دول عبر مختلف القارات، حالة أو اثنتين للإصابة، بالمتحور “بيرولا”، ومنها فرنسا، التي كشف مصابون به من الجالية الجزائرية هنالك، نشروا فيديوهات لهم في أثناء فترة مرضهم، أن أعراض المتحور كانت شديدة عليهم، وأهمها الغثيان والإعياء الشديد، آلام المفاصل وفقدان حاستي التذوق والشم، ولكنهم تعافوا سريعا.

بقاط: أوميكورن لا يزال بيننا وأعراضه بسيطة

بينما أكد آخرون أن الأعراض لم تتعد الإصابة بالصداع وسيلان الأنف والعطس وأحيانا الحمى.

ويتوقع رئيس عمادة الأطباء الجزائريين، والمختص في الأمراض الصدرية والتنفسية، محمد بقاط، أن المتحور الجديد “بيرولا” لن يتمتع بنفس “ثقل وشراسة” الطفرات التي سبقته، خاصة وأنه فرع من المتحور أوميكرون الذي يعتبر آخر مُتحور للكوفيد 19 وكان الأقل خطرا بين المتحورات التي سبقته خاصة “دلتا”. وكما أن الوضعيّة المسجلة حاليا ليست خطيرة أبدا.

محميّون باللقاح والمناعة الجماعية

وقال في تصريح لـ “الشروق”، إنّه حتى ولو كان المتحوّر الجديد أقل خطورة، ومع ذلك الحيطة والحذر واجبان، وهو ما جعل منظمة الصحة العالمية تدعو دول العالم لليقظة.

وأكد محدثنا أن لقاح كورونا وإصابة غالبية الشعوب الكوفيد19 ما أكسبهم مناعة جماعية، هو ما يجعل المتحورات المقبلة لا تشكل خطورة. وأضاف: “كبرى شركات اللقاحات العالمية، شرعت في دراسة الوضعية تقاطع الكورونا مع الإنفلونزا، خاصة وأن فصل الخريف الذي يعرف انتشار فيروس الإنفلونزا على الأبواب”.

ويُؤكّد بقاط أن كورونا لا يزال موجودا بيننا “فأي إصابة بالسعال والحمى، نعتبرها نحن الأطباء كورونا، إذ لا يُعقل أن يُصاب شخص بالإنفلونزا في فصل الصيف، وحتى تحاليلهم تثبت لاحقا إصابتهم بالكوفيد، ومع ذلك فالأعراض بسيطة جدا ولا تشكل خطورة، وكأنّها زكام عادي”.

علينا التعايش وبحذر

وأكد الأخصائي في الأمراض الصدرية والربو والحساسية، عبد الكريم زواوي، أن المتحور الجديد المنتشر منذ أشهر بدول غربية، هو متحور من أوميكرون المعروف بأعراضه الجسدية الخفيفة، وبالتالي، هو غير مثير للقلق.

ومن هذه الأعراض، يذكر محدثنا أنها تتشابه حدّ التطابق مع أعراض الإنفلونزا، ومنها سعال سيلان الأنف، صداع واعياء، والأهم أن المتحور الجديد لا يؤثر على الجهاز التنفسي مثل المتحورات السابقة، وعليه لا يوجد سبب للهلع، “وعلينا التعايش بحذر إلى حين يثبت العكس”.

زواوي: المتحور الجديد لا يصيب الجهاز التنفسي

وعن الاشتباه في حالات كورونا تقصده بعيادته، قال: “حتى وإن تواجدت، ففي 99 بالمائة منها لا نطلب إجراء تحليل للكشف، نعالجها بالدواء فقط لأن أعراضها بسيطة”.

ودعا محدثنا المواطنين لتجنب الخوف، لأنه “حتى الإنفلونزا تخرج منها متحورات كل فترة، لذلك يجب أخذ التلقيح ضدها، خاصة للمرضى وكبار السن ومن يأخذ أدوية مثبطة للمناعة، مع ضرورة غسل الأيادي وتجنب لمس الأنف في حالة السيلان”. وفي حال شعر المريض بضيق تنفس أو تعب جسدي مستمر أو سعال حاد، سواء بسبب الأنفلونزا أم غيرها، عليه باستشارة طبية.

الإنفلونزا على الأبواب وعلينا بالتهوية والكمامات

ومن جهته، أكد المختص في الأمراض الصدرية والتنفسية، محمد المنترا، استقباله لحالات كورنا بعيادته بأعراض بسيطة، “ولكن مادام الشخص لم يصل إلى مرحلة الاستشفاء ودُخول العناية المركزة، تبقى الوضعية مطمئنة ولا تدعو للقلق” على حد تعبيره.

وقال في تصريح لـ ” الشروق”، إن حالات كورونا التي يستقبلونها، لا يمكنهم إخبار المريض بأنها كوفيد، حتى لا يصاب بالقلق والذعر، وحتى لا يسارع لدفع أموال لإجراء تحليل الكشف كورونا، مادامت حالته بسيطة ولا تستدعي القلق.

ألمترا: دخول العناية المركزة هو دليلنا على خطورة أي متحوّر

ويكشف مُحدّثنا أن خطورة أي متحوّر للكورونا، تظهر من خلال حالات الاستشفاء ودخول العناية المركزة، حتى ولو كان سريع الانتشار.

وناشد المختص المواطنين، وخاصة ونحن على أبواب فصل الخريف وحدوث تغيرات مفاجئة في الطقس، وكثرة إصابات الإنفلونزا، بارتداء الكمامات مع المرضى، وغسل اليدين، وتهوية الأماكن المغلقة. “لأن فيروس الإنفلونزا، أحيانا يكون خطيرا، خصوصا لأصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن والأطفال، وكل من يملك مناعة ضعيفة”، على حد قوله.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!