-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

بيننا أنهار من الدّماء.. الاعتذار لا يكفي!

بيننا أنهار من الدّماء.. الاعتذار لا يكفي!
ح.م

المُقترحات التي تناولها المؤرّخ “بن يمين ستورا” في تقريره إلى الرّئيس الفرنسي “إمانويل ماكرون” والتي تدور حول قضايا هامشية وجزئية في ملف الذاكرة تخفي رغبة جامحة لدى الفرنسيين في تلميع الماضي الاستعماري الأسود في الجزائر وتمييع المطالبات في أوساط النّخبة الجزائرية بالاعتراف والاعتذار والتعويض عما اقترفته فرنسا من مذابح جماعية ونهب وطمس.

بيننا وبين الفرنسيين أنهار من الدّماء، وجبال من الجماجم البشرية. ولا يمكن لتلك المقترحات “المضحكة” مثل اعتراف فرنسا باغتيال الشّهيد علي منجلي، أو إقامة نصب تذكاري للأمير عبد القادر الجزائري؛ أن تلمّع هذا الماضي الأسود الذي ينبغي لكل فرنسي حر وعاقل أن يخجل به لا أن يتبجح ويعلن أن فرنسا الرسمية لن تعتذر عن ماضيها الاستعماري.

والأكثر غرابة أن يضمّن “ستورا” تقريره المثير مقترحاتٍ أخرى تعيد الاعتبار للخونة الجزائريين من الحركى الذين شاركوا الفرنسيين في أعمال القتل والحرق والتعذيب في حق بني جلدتهم، فاقترح يوم 25 سبتمبر من كل عام لتكريمهم، كما دعا إلى التفاوض مع الجزائر من أجل السّماح لهم بحرية التنقل إلى الجزائر!

وهنا نتساءل عن الطّريقة التي تعاملت بها فرنسا مع الفرنسيين الذين تعاونوا مع النّازية خلال الحرب العالمية الثانية، فقد طالت الأعمال الانتقامية كل من ثبت فيه حق التعاون مع الألمان أو مع حكومة فيشي، إذ تم سحلهم والتنكيل بهم في شوارع فرنسا، وتعرضت أزيد من 20 ألف امرأة من اللّواتي كانوا يقدمن خدمات “حميمية” للجنود الألمان للإهانة في الشّوارع بحلق شعورهن وعرضهن في شوارع المدن عاريات مع رسم رمز النازية (الصليب المعقوف) على صدورهن، كما تمّ السّماح لعامة الفرنسيين بضربهن والبصق على وجوههن بسبب الخيانة التي ارتكبنها.

هكذا عاملت فرنسا خونتها، بينما تقترح علينا طيّ ملف الذّاكرة بتكريم خونة الجزائر وتحسين صورة فرنسا الاستعمارية في مناهجنا التّعليمية، وهو ما قاله “ستورا” صراحة في تقريره “إعطاء مساحة أكبر لتاريخ فرنسا في الجزائر في المناهج الدراسية”!

لا يمكن للماضي البشع لفرنسا أن يُمحى بهذه البساطة، واستمرار التّبجح الفرنسي بالتأكيد كل مرة على رفضها الاعتذار عن هذا الماضي؛ إنما يعود إلى ضُعفنا وتردُّدنا في المطالبة بإعادة ما نهبته فرنسا على مدار قرن و32 سنة، والتعويض عن الأرواح التي حصدتها والمجازر التي ارتكبتها. لذلك كله فإنّ الاستمرار في معالجة ملف الذاكرة بهذه الطريقة هو جريمة أخرى ترتكب في ماضينا القريب لا البعيد.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
10
  • وليد بوعديلة

    اقترح ،يا سي رشيد،ان ننجز في البرلمان قانون الوفاء للشهداء وتجريم خيانتهم،وهذا بدل الجري خلف الاعتذار الفرنسي،لان المطلوب هو بناء وطن يواصل مجد الشهداء ويحقق أحلامهم وآمالهم.
    واليكن السجن مصير كل من يهن قيم الشهداء،وهي قيم لغوية و دينية واجتماعية...تبدأ من احترام الهوية ونشر العدالة والحق ...

  • zahi

    فرنسا لن تعتذر عن جرائمها، و ما على الجزائر إلا التشمير على سواعدها فالعالم يحترم -رغما عنه- الدول القوية وفقط.

  • دوناتوس

    عملاء فرنسا وخدامها وجواسيسها وابناء الحركي والقومية والقياد بالجزائر الذين يعيشون بيننا ويوجدون بالسلطة وبمختلف الاحزاب لا يريدون من فرنسا ان تعتذر ولا يطالبونها بذلك لان مصالحهم اقوي واعلي من مطالبتها بالاعتذار والاعتراف
    العيب الاكبر يقع علي وزرائنا واحزابنا خاصة جبهة التحرير الوطني التي تتغني دائما بانها قادت في يوم من الايام الثورة التحريرية ضد فرنسا الاستظمارية
    العيب الاكبر يقع علي عاتق وزارة المجاهدين وابناء الشهداء
    تحيا الجزائر شعبا وجيشا والموت والدمار لابناء الحركي ولفرنسا الارهابية الاجرامية

  • رشيد

    و شحال نتوما نية يا جزايريين !! تريدون محاكمة فرنسا ؟؟ اتفاقية ايفيان أعطت الحصانة الكاملة ضد أي متابعات قضائية أو ملاحقات بوليسية تتعلق بأفكار راجت قبل يوم الاستفتاء أو تصرفات حدثت قبل وقف اطلاق النار. هاك قرا يا أخي الجزائري :
    Nul ne pourra faire l'objet de mesures de police ou de justice, de sanctions
    disciplinaires ou d'une discrimination quelconque en raison :
    - d'opinions émises à l'occasion des événements survenus en Algérie
    avant le jour du scrutin d'autodétermination ;
    - d'actes commis à l'occasion des mêmes événements avant le jour de
    la proclamation du cessez-le-feu

  • جزائر وكل شيئ ممكن

    الإعتدار وزيد عليه الديون التتي كانت السبب المباشر لإحتللال الجزائر

  • بشير

    هناك ناس مرعوبون من خسارة مزايا الفيزا
    و يحاولون التشويش على حقنا في تجريم الاستعمار و مطالبته بالاعتذار
    نحن اغلبية الجزائريين لا نحتاج فيزات و لن نتنازل عن كرامتنا من اجل فيزاتكم

  • خليل إ براهيم

    بيننا وبين الفرنسيين أنهار من الدّماء، وجبال من الجماجم البشرية.يقصد جماجم الفرنسيس و فقط و دماءهم القذرة.

  • طارق الجزائري

    المعلق "عبد الرحمن" الاعتذار والتعويض حق مشروع للجزائر مثلها مثل الدول التي تعرضت للاستدمار الأجنبي، ونحن لم نقل أننا ذلك سيعوض عن جرائمها وإنما هو أمر رمزي وما بيننا جبال من الدماء ولن يمحوه لا الاعتذار ولا التعويض.

  • عبد الرحمن

    المطالبة بالاعتذار من فرنسا،هو جريمة وخيانة في حق الشهداء وفي حق الجزائريين جميعا.فالاعتذار هو جبن و وقاحة ونذالة ، وانبطاح فظيع لفرنسا . فلو قدمت فرنسا ملء الأرض، وملء جميع الكواكب المعروفة وغير المعروفة،ذهبا وفضة،لتعويض الجزائريين،لما عوضتهم، ولا ساوى تعويضها ما لحق الجزائريين من أهوال و بطش و تنكيل و قتل وإبادة . هل بإمكان فرنسا إرجاع ملايين القتلى إلى الحياة ؟ هل بإمكانها إرجاع ما نهبته من ثروات طيلة قرن و نصف؟ هل بإمكانها إرجاع كرامة الجزائريين الذين استعبدتهم؟هل بإمكانها إرجاع الجزائريين الأميين علماء؟ فالحل الوحيد و الأوحد بناء جدار بينا و بينا إلى أبد الآبدين، ونسيانها مطلقا!!!

  • بلاد النفاق

    جرائم فرنسا اسطوانة عمرها 60 سنة والنتيجة 00000000 .. كلام تغنى به جزائريون كثر واكتشفنا أخيرا أنهم نهبوا الملايير وحولوها الى عقارات في باريس . بل الكثير منهم امتلكوا جنسية هذا البلد أي فرنسا . ولا زال يقال من قبل من لو منحت لهم فرنسا أوراق الاقامة بفرنسا لباعوا الجزائر من تبسة الى تلمسان ومن تيزي وزو الى تمنراست . والا كيف يفضل جزائري الجنسية الفرنسية عن منصب وزير في بلده وهو حر في ذلك طبعا .