-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

بين أوكرانيا وفلسطين!

بين أوكرانيا وفلسطين!

العمليات الأخيرة التي تشهدها الأراضي الفلسطينية أعادت النّقاش حول حق الشعوب في مقاومة المحتلين، وفضحت الغرب الذي بارك دفاع الأوكرانيين عن بلدهم وناصرهم سياسيا وإعلاميا وعسكريا، بينما ظل على مدار عقود يرفض الاعتراف للفلسطينيين بحقهم في الدّفاع عن أرضهم، ويصنّف كل من يحمل البندقية دفاعا عن شرفه من أفراد وجماعات في خانة “الإرهاب”.

لقد أبدع الإعلام الغربي في مرافقة الأوكرانيين، وقدّم نماذج عن مواطنين اختاروا الدفاع بالسّلاح عن وطنهم، وتخلّت الكثير من المنصّات الإعلامية عن سياساتها التي كانت تزعم رفضها للعنف مهما كان شكله، وأصبحت تسمح بنشر المحتوى الذي يدعو إلى قتل الجنود الرّوس ويشجع على التطوع للقتال إلى جانب الأوكرانيين، أمّا عندما يتعلّق الأمر بفلسطين فإنّ كل من يحمل السّلاح ضد المحتلين الصّهاينة “إرهابيّ”، وكل من يجاهر بنصرة المقاومة يوضَع في القوائم السوداء، حتى إن هذه المنصّات لا تسمح بنشر كلمات مثل “حماس” أو “الجهاد” أو “المقاومة الفلسطينية” لأنّها تحمل “مضامين عنف” حسب زعمها.

والمثير أنّ بعض العرب الذين ارتموا في أحضان الصّهاينة منذ مدّة، لم يجدوا حرجا في الذّهاب إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة ليشاركوا في قمة عربيةـ صهيونية أدانت المقاومة، ومهّدت لقيام ما يشبه “ناتو” عربي صهيوني للمساعدة في التّصدي لما وصفه بيان القمة بـ”الميليشيات الإيرانية” في المنطقة.

وبعيدا عن الغرب المنافق الذي يتباكى على المدن الأوكرانية المدمَّرة، وبعيدا عن بعض العرب المهرولين نحو التّطبيع، وعن السلطة الفلسطينية الغارقة في وحل التنسيق الأمني مع الصّهاينة، يخوض الفلسطينيون معركتهم مع الاحتلال، بطرق وأساليب مختلفة، بما فيها الهجمات الفردية التي ينفذونها ضدّ أفراد الجيش الصّهيوني أو ضد المستوطنين.

لقد أكّدت صحيفة عبرية، أنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي عمل على تحديث مخطّطات العمل لديه عقب المواجهات والمظاهرات التي اندلعت خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة العام الماضي في المدن العربية والمختلطة بالداخل المحتل سنة 1948، وبالنسبة لهذه الصحيفة، فإن “تحدّيات الأمن داخل إسرائيل، إضافة للتوترات الداخلية أصبحت مكونا استراتيجيا سلبيا، والأحداث الأخيرة، هي مكونات استراتيجية سلبية صعبة جدا على الأمن أكثر من إيران وحزب الله”.

هو واقعٌ جديد في فلسطين لا يخضع لإملاءات الغرب، ولا لمؤامرات الخونة من العرب، ولا تنفع معه التّحالفات الجديدة التي تقام هنا وهناك وتحاول إخماد المقاومة تحت مسمّى التصدي للجيوب الإيرانية في المنطقة، لأن الأمر يتعلق بإرادة الشعوب التي كانت على مرِّ التاريخ أقوى من باقي الإرادات.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!