-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

بين البغدادي والسّيستاني!

بين البغدادي والسّيستاني!

كل المعطيات تشير إلى أن العراق مقبل على حرب طائفية لم يشهد لها التاريخ مثيلا، في ظل حالة التأجيج التي أعقبت ثورة العشائر في المناطق السنية المتحالفة مع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام”داعش” وبقايا حزب البعث.

فالمالكي الذي أسّس نظاما طائفيا في أعقاب الاحتلال الأمريكي للعراق لم يجد حلا وهو يرى جنوده وضباطه يفرون من ساحات المعارك إلا المرجعية الدينية الشيعية لتكون في نصرته بإصدار فتوى تدعو أبناء الطائفة الشيعية لحمل السلاح والجهاد ضد الطائفة السنية، تحت مبرر حرب الإرهاب.

والغريب أنّ السّيستاني الذي “طأطأ” رأسه للاحتلال الأمريكي، وسمح باغتصاب بلده وتدمير جيشه، ولم يصدر عنه ما يشير إلى رفض الواقع الذي فرضه الأمريكان، تحوّل الآن إلى بطل قومي يقود شعبه لمواجهة بعبع القاعدة وإرهابيي داعش الذين هزموا جيشا كامل التعداد والعتاد !!

وبالمقابل لا تتورع عصابات “داعش” التي استغلت حالة الانقسام الواضحة بين الشّيعة والسّنة، لتعود بقوة وترتكب الموبقات في حق المدنيين والعسكريين الأسرى، حيث تم إعدامهم بطريقة بشعة لا تمت إلى الإسلام بصلة، وهو السلوك الذي شوّه ثورة العشائر ضد المالكي ورسّخ الانطباع لدى العالم أجمع بأن الأمر يتعلق بسيطرة جماعات جهادية متطرفة على شمال العراق، ولا يتعلق بثورة عشائرية سببها التّوجه الطّائفي للحكومة العراقية.

سيضيع العراق بين متطرفي الشيعة الذين سارعوا إلى تلبية نداء السيستاني وحملوا السلاح جماعيا في مشاهد “درامية”، وشرعوا في أعمال تصفية عرقية تستهدف السّنّة ورموزهم، وبين متطرّفي السّنة في تنظيم داعش الذي استعار أدبيات من القرون الماضية ومضى في عمليات القتل، لدرجة أن العديد يكاد يجزم بأن هذا التنظيم يعمل لصالح النظامين السوري والعراقي الطائفيين، لأنّه يبيّض صورتهما أمام العالم ويقدمهما في شكل أنظمة مدنية تحارب قوى الشّر والظلامية.

إن أي محاولة لمساعدة العراق في هذه المرحلة التاريخية الحساسة لا ينبغي أن تكون بالتحيّز لطرف على حساب الآخر،  وهو أمر بدأت بوادره في الأوساط الخليجية، لأن الحرب الطائفية إذا استمرت وتوسعت في العراق ستصل مستويات غاية في الخطورة، يكون ما يحدث في سوريا معها مجرد لعب أطفال!!

إذا لم تتحرك الأصوات المعتدلة في العالم الإسلامي وتضع حدا للفتنة الطائفية في هذا البلد، فإن الحديث عن العراق يكون شيئا من الماضي، في ظل هذه المواجهة المفتوحة بين السيستاني والبغدادي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
8
  • السوفي

    الكثير من الجزائريين لا يتابعون الأخبار إلا من منظور حكومتنا الغبية
    إعلموا أن حكوماتنا لا تأخذ الجانب الديني بعين الإعتبار يعني سني وشيغي كيف كيف مع أن الشيعة يكفرون السنة والعكس ليس كذلك
    أوافق كاتب المقال في كل كلمة قالها فالحرب الأهلية على الأبواب والسنة في العراق إلى تشريد وظلم وجور أكبر

  • جزائري محب للصحابة

    بل الحرب الطائفية أمر بات محتوما ـ شئنا أم أبينا ـ، فلا أقل من استخدام واستغلال هذا الواقع للقضاء بالمرة على هذه النابتة الخبيثة المنافقة الغدارة المتحالفة مع الأمريكان والصهاينة المعيقة لمشروع تحرير فلسطين؛ ألا وهم الرافضة الشيعة بمختلف جنسياتهم (إيرانيين، عراقيين، خليجيين، لبنانيين، سوريين).
    ألا تلاحظون أنهم محيطون بأرض فلسطين من كل جانب ولم يحركوا ساكنا قط لتحريرها؟؟
    هل بلغ اليهود من الغفلة ما يجعلهم ينامون عن خطر المليشيات المحيطة بهم إلى هذا الحد؟
    حان وقت الاستيقاظ يا أمة الإسلام

  • يا الله

    بحثت عن مجازر الشيعة التي تكلمت عنها فلم اجدها واظن ان الفتنة في العراق بفعل فاعل و المحور معروف و لا يحتاج الى دكاء كبير

  • بدون اسم

    اللهم أصلح حال أهلنا في العراق و سوريا و مصر كل الأمة الإسلامية

  • مراقب جزائري

    فرز الواقع السني اليوم في العراق بين التكفري و من يؤمن بعملية سياسية عادلة على اساس المواطنة حتى و ان حمل السلاح يساعد على تخفيف سخونة الوطيس الجاهلي في المنطقة ويحد من تمدد التكفير من الطرفين في العراق ويساعد على حماية ما تبقى في سوريا ليلحق تاثيره الايجابي على لبنان الذي يمر با الفراغ الرئاسي في نظام طائفي جاهلي
    ملف اليمن و البحرين و المنطقة الشرقية في المملكة السعودية مع ملف العراق و لبنان يحتم على السعودية و ايران و تركية و القاهرة على تسوية تارخية مستدامة دون خجل اما سوريا فهي نموذج.

  • مراقب جزائري

    سياسة محاربة الارهاب و المصالحة الوطنية في سوريا اتت اكلها لان العملية السياسية مبنية على المواطنة و التجانس الفسيفسائي لا يكون الى في بلاد الشام التي الملائكة با سطة اجنحتها عليها .
    اما العراق فهي ارض فتن منذ صدر الاسلام و الحاكم لا يسود الا بالسيف في اخر الزمان اخبرنا رسول الله على جيش في اليمن و جيش في العراق و جيش في الشام و امر المؤمنون بملازمة جيش الشام .
    من عبث المالكي و ايران ان توصف الحراك انه داعشي مئة با المئة لان توصيف الواقع بما ليس بلواقع لا يعطي الواقع ويدخل في دوامة .

  • مراقب جزائري

    جعل الازمة السورية مع الازمة العراقية في كيس واحد من ناحية الصراع الطائفي في كل قطر اسمحلي هذا عبث وخبط عشواء لا ينير راي العام بل يزيد الطين بلة .
    في سوريا ارادو لها ان تكون طائفية لضرب الدولة الوطنية السورية التي تعتبر نموذج ناجح على مستوى المنطقة و مسؤولية بشار الاسد اليوم تارخية على كل الاصعدة ليصدر نموذجه في الوحدة الوطنية و مشروع حافظ الاسد في بنائه لدولة لا تتئثر بمخططات التفتيت .
    هذه حقيقة في سوريا يوجد شعب متجانس رغم بعض النكسات
    يوجد جيش وطني صلب
    ويوجد دولة وطنية

  • Moh Arezki

    وترتكب الموبقات في حق المدنيين والعسكريين الأسرى، حيث تم إعدامهم بطريقة بشعة لا تمت إلى الإسلام بصلة،
    Makach Manha!!! Je regarde les infos 24/24 et personne n'a parle de cela???
    Rabbi Yahfadk L'Irak
    Salam