-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

بين دبي وحلب!!

بين دبي وحلب!!

اختصر أحد الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، الأزمة الأخلاقية التي يعيشها العالم العربي في صورة واحدة مركبة بين ما شهدته مدينة دبي الإمارات ليلة الاحتفال برأس السنة الميلادية، عندما أحرق القائمون عليها قرابة نصف مليار دولار خلال دقائق، وبين مشهد الخراب والدمار في مدينة حلب السورية، التي يمطرها النظام السوري يوميا بالبراميل المتفجرة، وتعيث فيها الجماعات المتطرفة التي جاءت لتدافع عن حرية الشعب السوري، فكبّلته بقيود أخطر وأصلب من قيود النظام السوري.

هي أزمة أخلاقية سقطنا فيها جميعا ونحن نحتفل بالسنة الجديدة على أشلاء أطفال وشيوخ ونساء سوريا، دون أن نسارع بتقديم يد المساعدة، إذا استثنينا بعض التصريحات الفارغة هنا وهناك، تندد تارة، وتتضامن تارة أخرى، لكن في إطار مؤامرة كبرى صنعت من سوريا أخطر أزمة إنسانية في العالم خلال القرن الحالي.

الإماراتيون أرادوا أن يبهروا العالم باحتفالات هي الأضخم، ويدخلوا التاريخ ليس عبر أكبر عملية إغاثة إنسانية، وليس عبر أهم اختراع علمي أو نمط ناجح للحكم وإدارة شؤون البلاد، أو أي شيء يمكن أن يفتخر به، ولكن عبر حرق أكبر كمية من المفرقعات في أقل وقت ممكن!!!

نعم، العرب بنوا أعلى برج في العالم ثم أحرقوا حوله نصف مليون مفرقعة في ظرف دقائق، محققين بذلك السبق على الأمم الأخرى، وبعدها ادّعوا أنهم حققوا إنجازا كبيرا، فهل نفرح لهذا الإنجاز ونهلل له، بل وندرجه في مقرراتنا الدراسية ليعرف أبناؤنا الأمجاد التي دخلنا بها التارخ؟!!

هل نفرح لهذا الإنجاز “التافه” أم نبكي لمصائبنا في سوريا التي دمرت عن بكرة أبيها وشرد شعبها، هل نفرح لسماء دبي التي اشتعلت احتفالا بالسنة الميلادية، أم نحزن لفلسطين التي ضاعت بعد أن أدخلها المتاجرون بها في سوق التفاوض والتنازل، هل نفرح بالرقم القياسي الإماراتي أم نحزن لما يحدث للمصريين بأموال إماراتية وسعودية وكويتية!!!

 

هل هي صفحة مشرقة في تاريخ العرب تحولوا خلالها إلى قبلة للعالم؟ أم هي صفحة قاتمة السواد تميّزها حالة البذخ الاستثنائي التي تعيشها فئة قليلة سيطرت على الثروة في العالم العربي، وحاولت أن تصنع التفوق بعقول غيرها، بينما العقل العربي في حالة سبات منذ عقود!!!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!