-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

تأهُّلُ “الخضر” ليس مستحيلا

ياسين معلومي
  • 1415
  • 0
تأهُّلُ “الخضر” ليس مستحيلا

لا زال الجمهور الرياضي الجزائري لم يهضم بعد الخروج المبكر للخضر من كأس إفريقيا للأمم التي تنتهي اليوم بالكاميرون، رغم أن الجميع كان ينتظر قبل بداية المنافسة وصول المحاربين إلى أدوار متقدِّمة، باعتبار أن التشكيلة الوطنية بطلة النسخة الماضية، وتضم لاعبين ينشطون في أحسن البطولات العالمية، لكن قدَّر الله ما شاء فعل، فربما الإقصاء هو دفعة قوية لكل اللاعبين والطاقم الفني للتحضير الجيد للّقاءين الفاصلين المؤهِّلين إلى كأس العالم واللذين سيُلعبان في 23 و29 مارس القادم أمام منتخب الكاميرون الذي أقصاه الفراعنة في نصف نهائي المنافسة القارية، ودخل في مرحلة شكٍّ قد تعود بالفائدة على منتخبنا الوطني.

مدرِّبُ “الخضر” جمال بلماضي الذي قال بعد الخروج من كأس إفريقيا أنه سيعقد ندوة صحفية لتقديم تفسيرات لفشل التشكيلة الوطنية وأدائها الباهت، فضّل نسيان ما حدث في العرس الإفريقي، مع التركيز على التأهُّل إلى كأس العالم للتعويض، وهو المشروع الذي جاء من أجله في أوت 2018، طالبا من اللاعبين العودة إلى مستواهم المعهود مع أنديتهم، وخاصة لاعبي الهجوم الذين فشلوا في التسجيل في اللقاءات السابقة، خاصة بونجاح الذي لم يعُد إلى مستواه الحقيقي مع فريقه السد القطري، إذ لم يتمكن من هزّ الشباك في أول ظهور له بعد “الكان” رغم فوز فريقه بسداسية كاملة، وهو ما جعل بعض اللاعبين السابقين يوجِّهون له رسائل عديدة، مفادها ضرورة استعادة الثقة بالنفس والعمل للعودة إلى المستوى المعهود.

لاعبو المنتخب الذين عادوا إلى أنديتهم، وفي مفكرتهم اللقاءان الفاصلان أمام الكاميرون، عازمون على رفع التحدي وخاصة بلايلي الذي تراجع مستواه بشكل ملفت للانتباه، وقد وضع هذه المرة المال جانبا، وفضّل الإمضاء لنادي بريست الفرنسي للعودة إلى مستواه الحقيقي، وهو ما أثلج نفوس الجزائريين وخاصة بلماضي الذي سيعتمد عليه مستقبلا، لإيجاد حلول عاجلة للقاطرة الأمامية، مثله مثل سليماني العائد إلى ناديه البرتغالي لاستعادة نشوة تسجيل الأهداف التي غابت عنه منذ مدة، ولاعبين آخرين سيعتمد عليهم الناخب الوطني لفك شفرة عدم تسجيل الأهداف التي أقلقت كل الجزائريين، وكم هو صعبٌ الدخول في مرحلة الشك، خاصة وأن المنتخب سيلعب مباراتين ستحددان مستقبله، وصعبٌ أيضا الخروج من هذه المرحلة ما لم تتضافر جهود الجميع من طاقم فني وإداري ولاعبين ومناصرين.

ورغم أن لقاء الجزائر – الكاميرون يفصلنا عنه تحديدا شهر ونصف، إلا أن المناجير الجديد جهيد زفيزف بدأ يحضِّر له منذ الآن، من خلال الاجتماع مع الطاقم الإداري واللوجيستكي لـ”الخضر”، بغية وضع آخر اللمسات لوضع التشكيلة الوطنية في أحسن الظروف، بداية بإيجاد فندق يريح اللاعبين، وعدم تكرار ما حدث في مدينة دوالا، وتحضير سفرية ياوندي مثلما كان يحدث عندما تأهل “الخضر” إلى مونديالي 2010 و2014، وأمور أخرى يعرف تفاصيلها المناجير الجديد عن ظهر قلب، وحتى زيارة رئيس “الفاف” إلى ملعب شاكر بالبليدة تدخل في إطار الإلمام بكل الجزئيات والتحكّم فيها وعدم نسيان أي شيء، لأننا ببساطة نريد التواجد في العرس العالمي بقطر نهاية السنة.

الغريب هذه الأيام أن هناك انشقاقات في الهيئة التي تسيِّر الكرة الجزائرية، أسابيع قبل مواجهتَيْ أمام الكاميرون، أمرٌ غريب يحدث في هيئتنا التي من الأجدر أن تحضِّر لهذه المواجهة في أحسن الظروف. لا نريد أن يتحطم المشروع الذي بدأه بلماضي وضحى اللاعبون من أجله، لأن التواجد في المونديال القطري لن يكون إلا بتضافر جهود الجميع بعيدا عن المشاكل الذاتية والصراعات الضيقة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!