-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

تبَّت يدَا سلوان موميكا

محمد بوالروايح
  • 1368
  • 0
تبَّت يدَا سلوان موميكا

“سلوان موميكا”، قالوا عنه عراقي، ولكن حاشا للعراقي الشهم أن يفعل فعلته وحاشا لأرض الرافدين أن ينتسب إليها هذا الأشِر الحاقد على القرآن الكريم، وحاشا لدجلة أن ينتسب إليها هذا المارق الذي أرضى خصوم الإسلام في السويد وأغضب سواد المسلمين.
أيها المسلمون، لا تتعجبوا من عربي يحرق القرآن، فالعروبة ليست شيئا إذا لم تخالطها نخوة الإسلام، وكم من عربي باع ضميره وانسلخ من عقيدته وتحول إلى بوق من أبواق الشيطان، ولا تتعجبوا من مسلم يناصب الإسلامَ العداءَ، فكم من مسلم بالوراثة تحول إلى بيدق لأسياده عبدة الشيطان كما فعل قبل سنوات “سلمان رشدي” في كتابه “آيات شيطانية”.
لا تتعجبوا من كل هذا، اقرأوا التاريخ يحدثكم فأكثر الظلم مسنا من بعض بني جلدتنا منذ بزوغ فجر الإسلام، فأبو لهب القرشي كان من ألد أعداء نبي الإسلام محمد صلى الله عليهسلما وهو عمه، وقد بلغ من ظلمه أن نزل فيه قرآن يتلى: “تبت يدا أبي لهب وتب ما أغنى عنه ماله وما كسب سيصلى نارا ذات لهب وامرأته حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد”.(سورة المسد).
“سلوان موميكا”، خِبتَ وخسئت وخسرت، فحرقك القرآن لن يزيده إلا مهابة ولن يزيدك إلا مهانة، وكم حاول من سبقوك طمس معالمه وتدنيس كلماته فانتهوا إلى مزبلة التاريخ غير مأسوف عليهم، وكم حاول من علّموك الإساءة إلى الإسلام فأخفق الله سعيهم وبقيت راية الإسلام خفاقة.
أيها المسلمون: إن في السويد التي أعرفها قوما يحبون المسلمين وليسوا منهم ويحبون القرآن وأكثرهم على غير دين، وإن في السويد جمعيات غير إسلامية تمد يدها للمسلمين عند كل نائبة، ولكن في السويد أيضا قوما حاقدين لا يمثل الإسلام بالنسبة لهم إلا عنوانا للعنف والتطرف، فلا تحمِّلوا السويديين المسالمين وزر الحاقدين الذين لا يحترمون قوانين السماء ولا قوانين الأرض.
من حقنا أن نغضب لتدنيس القرآن، ولكن من واجبنا أن نبين للعالم أننا أمة تحكمها آداب الإسلام، يجب أن لا نأخذ البريء بجريرة المذنب، ويجب أن لا يستفزنا ظلمُ من ظلم للانتقام من الكل، فنحن أمة القسطاس المستقيم ويجب أن لا تنطلي علينا حيل الماكرين والله يأمرنا: “ولا يجرمنّكم شنآنُ قوم على ألا تعدلوا اعدِلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون” (المائدة 8).

لقد كانت للمسلمين والمؤسسات الإسلامية عبر العالم ردود أفعال غاضبة ومستنكرة لما قام به سلوان موميكا، ومن حقهم أن يغضبوا ويستنكروا، ولكن من واجبهم بالأحرى أن يكون لهم موقفٌ صارم وحازم إزاء هذه الإساءات التي تتكرر ولا تتكرر معها للأسف الشديد من جهتنا إلا لغة الشجب والاستنكار.

فعل سلوان موميكا فعلته وهو يباهي بما فعل اقتداءً بعاقر الناقة، وظهر في تسجيل فيديو منتفشا منتشيا يخاطب المسلمين: لقد أحرقتُ قرآنكم ودست على مقدساتكم وسأعيد الكرَّة قريبا لتعلموا أنني لا أخشى تهديداتكم ولا أقيم لها وزنا. ظن المسكين أنه فعل معجزة وأتى بما لم تأت به الأوائل وما علم أنه بفعلته هذه قد أثبت للعالم بأنه نموذج سيئ وبأن لعنة ما فعله ستلاحقه أينما حلّ وارتحل. وظن المسكين أن الغرب سيهلل له ويضع له البساط الأحمر وقد خاب ظنه فإنه سيظل بالنسبة لهم عنصرا تافها؛ فمن تجرّأ على الخالق لا يأمنه الخلق، ومن تنكر لدينه ولقومه لا مكانة له بين الغرباء، إنهم في الغرب يحتقرون هذه النماذج السيئة التي تتودد إليهم ليس حبا فيهم ولكن طمعا فيما عندهم.
ظن سلوان موميكا نفسه بطلا، ومتى كانت الحماقة وسوء الأدب مع الله وازدراء الدين بطولة يُفتخر بها؟ ستعلم أيها التافه أي منقلب ستنقلب وأي ذنب جنيته على نفسك، فحينما تنتهي نشوتك العابرة سيقال لك “على نفسها جنت براقش” حينها ستعضّ أناملك من الغيظ وستجد نفسك منبوذا تلاحقك لعنات السماء والأرض ولن تجد لك عزاء إلا في ناديك وممن هم على شاكلتك.
إن القرآن الكريم أكبر من أن يدنسه سلوان موميكا أو غيره ولو اجتمعوا له، فقد حاول الرومان ففشلوا وحاول الصليبيون فأرجع الله كيدهم إلى نحورهم وحاول الاستعمار فلم يزدد القرآن الكريم إلا انتشارا في كل الأمصار. إن هناك أيها الأحمق سرا يلف هذا الكتاب لو كان لك عقل لأدركته ولكن الله ختم على سمعك وبصرك. إن الله تعالى يقول: “إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون “(الحجر 9). ما غالب أحد القرآن إلا غلبه. ليتك أخذت ممن سبقوك عبرة وليتك فكرت في عاقبتك أن يصبك ما أصاب هذا الشقي الذي قص علينا القرآن الكريم قصته: “إنه فكّر وقدّر فقُتل كيف قدّر ثم قُتل كيف قدّر ثم نظر ثم عبس وبسر ثم أدبر واستكبر فقال إن هذا إلا سحر يؤثر إن هذا إلا قول البشر”. ( المدثر 18-25).
كيف ستقضي أيامك أيها الأحمق وقد فعلت فعلتك التي فعلت من أجل أن تنال عرضا من الدنيا قليل، لقد بعت آخرتك بدنياك وما يدريك لعل الذين آووك ونصروك سيسلموك وستعود إلى وطنك لتقتص منك عدالة الأرض قبل عدالة السماء.
أيها المسلمون لا تحزنوا لما فعله سلوان موميكا فقد جنى على نفسه وهو لا يدري، فكان حاله كحال المغامر الذي لا يصحو له ضمير إلا بعد أن يجد نفسه ضائعا يلتمس طريقه على غير هدى لا يدري إلى أين يسير وأين يصير حتى يهلك في الفلاة كما يهلك البعير.
أيها المسلمون إن أمثال سلوان موميكا كثّرٌ في عالمنا، فهو وغيره صناعة إبليس والفكر المفلس الذي يرعاه الموساد ومؤسسات الإلحاد. لن يضرونا إلا أذى ولن ينالوا من قرآننا ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا. ليس سلوان موميكا إلا واحدا ممن استهوتهم الشياطين ولعبت بعقولهم أفكار الملحدين الذين لا يعادون الإسلام بل يعادون كل فكر مستنير وكل منهاج مستقيم.
هناك سؤالٌ متكرر يسأله كثيرون وهو: لماذا فضل سلوان موميكا ومن سبقوه السويدَ والنرويج والدانمارك لفعل فعلتهم؟ والجواب على هذا السؤال نجده في طبيعة النظام السياسي في هذه الدول التي ليس في دساتيرها مبدأ يفرض عليها إتِّباع أي دين أو احترام الأديان بأي شكل من الأشكال، ولهذا السبب يستغل المناوئون للإسلام وللأديان عموما هذه الخصوصية لازدراء الأديان والرموز الدينية. ويخطئ من يعتقد أن في دساتير هذه الدول تمييزا بين ما هو من حرية الفكر والتعبير وبين ما هو خلاف ذلك، وليس أدل على ذلك من الحماية الشرطية التي حظي بها سلوان موميكا ومن اقتحامه لباحة المسجد المركزي في ستوكهولهم مستغلا عطلة عيد الأضحى إذ لا تتواجد بالمسجد إلا قلة قليلة من المصلين، بل ربما فعل هذا في غير وقت الصلاة وإلا لوجد مواجهة شديدة من عمّار بيت الله الذين لا يرضيهم ولا يرضي كل مسلم أن يدنس هذا السفيه قرآنهم ويسيء إلى إسلامهم.
لقد كانت للمسلمين والمؤسسات الإسلامية عبر العالم ردود أفعال غاضبة ومستنكرة لما قام به سلوان موميكا، ومن حقهم أن يغضبوا ويستنكروا، ولكن من واجبهم بالأحرى أن يكون لهم موقفٌ صارم وحازم إزاء هذه الإساءات التي تتكرر ولا تتكرر معها للأسف الشديد من جهتنا إلا لغة الشجب والاستنكار. رغم برودة الموقف فقد أدان الأزهر الفعل الدنيء الذي قام به سلوان موميكا وفي هذا السياق وصف”حمادة شعبان” المشرف في مرصد الأزهر لمكافحة التطرف ما فعله سلوان موميكا بأنه فعل إرهابي، وصرح لقناة “روسيا اليوم” قائلا: “إن ما فعله الإرهابي سلوان موميكا أمام المسجد الكبير في ستوكهولم في السويد مظهر من مظاهر الاعتداء على المقدس الديني للشرق الإسلامي كله، والمقدس الديني هو شيء من أخص خصائص هذا الشرق، بل لا نبالغ إن قلنا إن الاعتداء على الدين ومقدساته في الشرق أشد من الاعتداء على النفس والبدن”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!