-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

تجار مخدرات أشرف من “أمير المؤمنين”!

حسين لقرع
  • 2298
  • 1
تجار مخدرات أشرف من “أمير المؤمنين”!

نشر موقع “ماكو” العبري خبرا غريبا مفاده أنّ تجار قنب مغاربة رفضوا في الأيام الأخيرة بيع هذا المخدّر لتجار صهاينة، تضامنا مع الفلسطينيين الذين يعانون جوعا مزمنا يصل إلى حدّ المجاعة في غزة، وقال أحد تجار القنب الهندي (الكيف) في الريف المغربي لتاجر صهيوني: “لماذا يمكن للإسرائيليين أن يكسبوا لقمة عيشهم من بيع الحشيش المغربي، في حين أنّ إخواننا الفلسطينيين يعانون الجوع ويعيشون في ظروف غير إنسانية؟ اذهبوا لشرائه من مكان آخر، لم نعُد نبيع الحشيش للإسرائيليين”.

وجهُ الغرابة في هذا الخبر، أنّ الأمر يتعلق بتجارة مادة محرّمة دينيا، ومحظورة قانونيا، ومع ذلك، أبدى تجارها بالمغرب قدرا من الشهامة والأنفة والنخوة حينما تعلّق الأمر ببيعها لتجار صهاينة للإثراء منها، في وقت يعاني فيه الفلسطينيون بغزة مجاعة حقيقية بعد أن بدأت حتى أعلاف الحيوانات تنفد هناك، وفق الناطق الإعلامي الحكومي بالقطاع.

هذا الموقف الشهم من تجار مخدرات مغاربة، متقدّم جدا مقارنة بالموقف المخزي لـ”أمير المؤمنين” الذي ما زال يفضّل أن يلزم صمت الأموات إزاء ما يحدث في غزة، ولم  تكفه أربعة أشهر كاملة من المجازر الصهيونية المهولة بحقّ الأطفال والنساء والمدنيين، وأعمال الإبادة والتطهير العرقي، وتخريب البنية التحتية بالقطاع لتحويله إلى منطقة غير قابلة للحياة، والمحاولات المستميتة والمتواصلة لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وحرمانهم من الغذاء والماء والدواء… لم يكفه ذلك كلّه ليتّخذ قرارا شجاعا بقطع العلاقات نهائيا بهذا الكيان الإجرامي الوحشي الفاشي، أسوة بما فعلته دول أمريكية لاتينية كالشيلي، بوليفيا منذ الأسابيع الأولى للحرب، فـ”أمير المؤمنين” تصهيّن وفضّل التخندق بجانب الاحتلال، ولا أمل في أن يصحو ضميره يوما أو تستيقظ مشاعره الإنسانية وينصر إخوانه بغزة، ولو بقطع العلاقات مع هذا الكيان الإجرامي والتراجع عن خطيئة التطبيع.

الأمر ذاته ينطبق على بقيّة حكام الانبطاح العربي الذين لم تحرّك فيهم مجازر الاحتلال شعرة في رؤوسهم، وما زالوا يحتفظون بعلاقاتهم كاملة معه، بل إنّ بعضهم يسارع إلى نجدته كما هو الحال مع حكام الإمارات الذين فتحوا خطا بريا لكسر حصار الحوثيين على الاحتلال في باب المندب، وإيصال ما لذ وطاب من مؤن وأغذية لجنوده، كما أسلفنا في مناسبة سابقة، أما البحرين، فقد انضمّت إلى التحالف البحري الدولي الذي تقوده أمريكا وبريطانيا لفكّ الحصار البحري الحوثي عن الاحتلال، بدل أن تسيّر قوافلها لإغاثة إخوانها في غزة.. كل هؤلاء الحكام اتخذوا مواقف مخزية لا ترقى حتى إلى الموقف الشهم لتجار المخدرات المغاربة، تصوّروا أن عشرات الأردنيين حاولوا السير إلى جسر ملك الأردن لقطعه أمام حركة الشاحنات الإماراتية المحمّلة بالمؤن والأغذية للاحتلال، فمنعتهم قوات الأمن الأردنية من ذلك!

يحدث ذلك كلّه في وقت تنتشر فيه حركة المقاطعة الاقتصادية العالمية للكيان الصهيوني في الآونة الأخيرة في العديد من دول أوروبا والغرب، ومنذ يومين فقط، قضت محكمة هولندية بحظر بيع قطع غيار طائرات “آف 35” لطيران الاحتلال بسبب جرائمه بغزة وانتهاكه القانون الإنساني الدولي.. حتى على الصعيد الرياضي، هناك دعوات لعزل منتخب الكيان لكرة القدم من المشاركة في المنافسات الدولية، احتجاجا على جرائم الاحتلال بغزة، في حين يستمر الحكام المهرولون في التعامل معه وكأن شيئا لم يقع!

لقد أسقطت حرب غزة آخر ورقة توت كان يتستّر بها هؤلاء الحكام الذين فقدوا كل مشاعر الإنسانية والشهامة والنخوة والأنفة والشرف، ولم يرتقوا حتى إلى مستوى تجار مخدّرات صحت ضمائرهم، فأعلنوا مقاطعة الاحتلال، ولو كان الأمر يتعلق بسلعة محرّمة وممنوعة!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • دزايري حر

    انه لامر مضحك ،مذا قدمنا نحن لهذا الشعب الابي ؟ نحن لاهون مع بطوللت الكرة ويسب بعضنا بعض بينما شعب يقاوم القداءف والحصار والبرد والجوع والعطش