-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
خرجات رقابية لمديريات التجارة تكشف مشاهد صادمة

تجاوزات خطيرة بمحلات صناعة الحلويات في رمضان

مريم زكري
  • 3823
  • 1
تجاوزات خطيرة بمحلات صناعة الحلويات في رمضان
أرشيف

تفتقد العديد من محلات بيع الحلويات التقليدية، على غرار “الزلابية” والقلب اللوز وغيرهما، أدنى شروط النظافة ولا تتطابق مع المعايير الخاصة بإعداد هذا النوع من الحلويات الذي ينتعش خلال شهر رمضان، بسبب حجم الطلبات المرتفع وطريقة التحضير، الأمر الذي يدفع بهؤلاء التجار إلى إهمال نظافتها فتتراكم الأوساخ، وتتحول تلك المحلات إلى أماكن قذرة ومقززة، ويتم فيها إعداد حلويات مسرطنة تشكل تهديدا حقيقا على صحة الزبائن.
صور صادمة وقفت عليها مصالح أعوان الرقابة وقمع الغش بعدة محلات لإعداد الحلويات التقليدية والشرقية وبيعها، بعد مداهمات مفاجئة قامت بها ذات المصالح، بعدد من الولايات عبر الوطن، وحجز كميات معتبرة من الحلويات التي أعدت في ظروف غير ملائمة لممارسة مثل هذا النشاط، وكميات أخرى مغشوشة أو استعمل فيها مواد منتهية الصلاحية.

حلويات في صناديق الخضر والفواكه
وبحسب ما أظهرته صور نشرتها مديريات التجارة وترقية الصادرات بكل من ولاية غليزان وتسمسيلت والبليدة في خرجات ميدانية لمصالحها، كشفت عن حجم التجاوزات التي طالت عملية صناعة الحلويات الرمضانية، أين تم تعبئة تلك الحلويات بعد طهيها في صناديق الخضر والفواكه ثم توجه للتسويق وبيعها عبر شحن الصناديق داخل مركبات وشاحنات من نوع “هربيل”، وفي ذات الإطار تم ضبط صاحب مركبة تجارية من قبل مصالح الأمن رفقة أعوان الرقابة وقمع الغش بولاية تيسمسيلت، أسفرت عن حجز 40 كلغ من مادة “زلابية”، كما قامت مصلحة حماية المستهلك لذات الولاية بالتنسيق مع مصالح الأمن بحجز 220 كلغ من الحلويات التقليدية “زلابية، قلب اللوز، سيقار، عجينة ” بمحل تجاري يمارس نشاط “حلويات تقليدية”.

استخدام دلاء الطلاء لإعداد الحلويات
وأظهرت الصور التي نشرتها مديرية التجارة لولاية تيسمسيلت عبر صفحتها الرسمية منذ أيام وتداولها رواد الفايسبوك على نطاق واسع حجم الإهمال شروط النظافة والحفظ بأماكن تحضير وصناعة هذه الحلويات، التي يتم تعبئتها داخل دلاء خاصة بطلاء المنازل، واستخدام المراحيض لغسل الأواني المستعملة في عملية الطبخ، كما التقطت صور لأواني تراكمت عليها الأوساخ، تحتوي على كميات من الزيت المستعمل في القلي، الذي ظهر بلون اسود قاتم وهو ما يوضح استخدامه لعدة مرات دون تجديده، إلى جانب ذلك صدمت أعوان الرقابة بعشرات البراميل التي عثر عليها بعدة محلات لتخزين العجين تفتقد للمعاير الخاصة بتخزين المواد الغذائية، وهي ذات المشاهد التي وقفت عليها مصالح التجارة بولاية غليزان وبالضبط بأحد محلات صناعة الحلويات التقليدية، أين تمكنت الأخيرة بعد عملية التفتيش والمراقبة الميدانية للمواد المتواجدة بالمكان من حجز وإتلاف نحو 30كلغ من العسل و70كلغ من “مقروظ”، إلى جانب تسجيل مخالفات تتعلق بشروط النظافة والتخزين ومواصلة للعمل الرقابي خلال شهر رمضان الكريم تمكنت المصالح ذاتها في إحدى الخرجات الميدانية بدائرة المطمر بولاية غليزان لدى محل إنتاج الحلويات التقليدية من حجز وإتلاف 138 كلغ من الحلويات وعجينة لتحضير الزلابية، بالإضافة إلى 40 كلغ من عسل كانت محضرة في دلاء متسخة استعملت سابقا في ورشات البناء وعليها آثار الإسمنت.

تهاون التجار يتسبب في كوارث صحية وما خفي أعظم!
من جهته، كشف رئيس المنظمة الوطنية لحماية وإرشاد المستهلك مصطفى زبدي لـ” الشروق”،عن تجاوزات خطيرة تم رصدها من قبل الأعوان المكلفين بالرقابة وقمع الغش، قائلا إن الظاهرة أكثر انتشارا واتساعا مما تم كشفه لحد الآن وهذا ما يتطلب حسبه تكثيف المجهودات لمحاربتها وردع التجار المتلاعبين بصحة المستهلك، بعد أن افتقد أصحابها أدنى شعور بالمسؤولية اتجاه ما يقومون بإعداده وبيعه للمستهلكين، فيصبح همهم الوحيد هو جني الأرباح ومضاعفاتها حتى وإن كان ذلك على حساب صحة المواطن.
وأكد زبدي أن هذه الحلويات التي يتهافت على اقتنائها الجزائريون خلال رمضان، تُحضر بأماكن غير صحية بسبب حجم العمل وكمية الإنتاج التي تجعل البعض يتغاضون ولا يهتمون لسلامة هذه المنتجات، وكذا إهمال نظافة المحيط الذي يتم العمل فيه فتتراكم الأوساخ والقذارة، مضيفا أن صناعة الحلويات التقليدية تتطلب شروط نظافة صارمة منها تنظيف الأواني والمحيط والمكان الذي يتم التحضير والطهي فيه بشكل جيد، نظرا للمخلفات التي يمكن أن تحدث منها تعفن المواد المستعملة كالعجين وغيرها، مضيفا أن عملية البيع أيضا تتطلب نظافة يومية.
وأكد زبدي أن التهاون بحجة جهل التجار للقوانين التي يفرضها النشاط التجاري الذي يمارسونه، أمر غير مقبول خاصة أن الكثيرين يقومون بتصرفات تعكس طمعهم وجشعهم على حساب صحة المستهلك، منها استخدام أواني حديدية تعرضت مع مرور الوقت للصدأ، وكذا استعمال براميل لزيت تشحيم السيارات كأداة من أدوات التحضير في تجميع العسل وزيت القلي، متجاهلين الأضرار التي قد تلحق بالزبائن في حالة استهلاك هذه الحلويات.
ويضيف المتحدث- أن الجهات المعنية أقرّت عقوبات صارمة في حق التجار المخالفين لقواعد وشروط النظافة الصحية، حيث يتم اتخاذ إجراءات قانونية فورية في حالة ضبط محلات تعمل في ظروف غير مطابقة، وقد يتعرض صاحب المحل لوقف نشاطه أو الغلق والتشميع، مع وجود متابعة قضائية على مستوى العدالة وإصدار عقوبات تتمثل في غرامات مالية ضدهم تتفاوت بحسب نوع المخالفة.

الحلويات الرمضانية تخلف ارتفاع السكري والقولون العصبي
من جهة أخرى، حذرت المنظمة الوطنية لحماية وإرشاد المستهلك من بعض الأنواع من الحلويات التي تباع خصيصا في شهر رمضان، نظرا لما تسببه من أضرار صحية بالغة على صحة المستهلكين، من بينها “الزلابية” التي أصبحت تحضر بأنواع مختلفة تجذب الزبائن مع بعض الإضافات، منها صلصة الشكولاطة وحلوى الشامية والمكسرات، كما أنها تطهى في الزيوت المحولة القديمة المستعملة للقلي، ويخلف هذا النوع من الحلويات بحسب المتحدث عدة أمراض منها الإصابة بارتفاع السكري لاحتوائها على 17 قطعة سكر في كل 100 غ، كما تزيد من شدة القولون العصبي لكونها محملة بالزيوت السامة والصعبة الهضم، إلى جانب ذلك تعتبر عاملا أساسيا في زيادة الوزن لاحتوائها على سعرات حرارية عالية بحيث يحتوي كل 100 غ منها على 500 غ سعرة حرارية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • خليفة

    يجب على السلطات المعنية ان تضرب بيد من حديد كل تاجر يتلاعب بصحة المستهلك ،لان هؤلاء التجار ،لا يخافون الله و لا يستحون من الناس ،و همهم الوحيد هو البحث عن الربح باية وسيلة ،و الله المستعان.