-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

تحذيرات من تلقين الأطفال مشاعر الكره والغضب والإنتقام

نادية سليماني
  • 553
  • 0
تحذيرات من تلقين الأطفال مشاعر الكره والغضب والإنتقام

ينفعل كثير من الآباء والأمهات، ويعبرون عن مشاعر الغضب والعنصرية أمام صغارهم، ويتفوهون بكلمات قاسية، وهو ما يلتقطه الطفل، ويجعله يتفاعل مع الحدث الحاصل.. بل ويعبرون بدورهم عن مشاعر الغضب والحقد والتنمر والعنصرية ضد أقرانهم. وهو السلوك الذي حذر منه مختصون نفسانيون، بعد ملاحظتهم لردود أفعال قوية من أطفال، في جريمة مقتل جمال بن اسماعيل. لدرجة أن كثيرا من الأطفال شاهدوا فيديوهات الجريمة الوحشية.

ويؤكد مختصون أن للأهل دورا كبيرا وتأثيرا مباشرا في تكوين ردود أفعال أطفالهم. فالطفل ومنذ صغره يراقب تصرفات وأقوال والديه، محاولا تقليدهم.

وفي هذا الصدد، ترى المختصة النفسانية في مجال الطفولة، مريم بن ابراهم في تصريح لـ ” الشروق”، بأنه لوحظ في الآونة الأخيرة، ما اعتبرته تفاعلا كبيرا للأطفال في قضية المرحوم جمال، بل وصرنا نراهم يطالبون بالقصاص، بمشاعر هيجانية تثير الدهشة.

وأكدت المختصة أن الطفل يتأثر بالبيئة المحيطة به خصوصا عائلته، “حيث يخوض الوالدان في أحاديث معينة حول المستجدات الحاصلة، أمام أطفالهم، مظهرين بعض مشاعر الغضب والحقد، وهنا يقوم الطفل بميكانيزم التقمص، أين يتقمص الشخصيات، من خلال حمله لكل تلك المشاعر السلبية كالحقد منذ الصغر”.

وأضافت “ساعتها سيكوّن الطفل، معتقدات خاطئة يبني عليها شخصيته مستقبلا، وتؤثر هذه المشاعر بشكل كبير على شخصيته ونفسيته، ولهذا نجد بعض الأطفال يميلون إلى الجنوح خلال فترة المراهقة، كما تزداد لديهم مخاطر الإدمان والتدخين والمخدرات، وبهذا فقد أنتج الوالدان، مراهقا عنيفا لفظيا وجسديا “.

أما اجتماعيا، فالطفل المليء بمشاعر الغضب والحقد، حسبها، يفقد الثقة في نفسه ويجد صعوبة في تشكيل العلاقات مستقبلا، فيصبح انطوائيا، وهو ما يجعله أكثر عرضة للمرض النفسي، بعد تكوينه للأفكار السلبية سابقا.

وهو ما جعل المختصة، تنصح الأولياء بعدم التهاون في عرض أبنائهم، المتعرضين الذي لهذه المشاعر، خاصة من شاهدوا فيديوهات مقتل جمال بن اسماعيل الصادمة، على مختص نفساني، من أجل معرفة مدى تأثيرها عليهم ومعالجتهم، مع مراقبة ما يشاهدونه على اللوحات الإلكترونية، وإبعادهم كلية عن الفيديوهات العنيفة في الوقت الحالي، مع عدم الخوض في حوارات عنيفة، تحتوي على كلام بذيء أو مشاعر سلبية.

وقالت بن ابراهم: “على الأولياء تعلم كيفية إدارة تلك المشاعر القوية، مثل الغضب، لتجنب نقلها إلى الطفل، التي تعمل على تدمير شخصيته.. فطفل اليوم هو رجل الغد، وعلينا المساهمة في بناء شخصية سوية دون انحرافات لبناء مجتمع سليم”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!