العالم
قال إنه سُيعدم لأنه لم يكتب عن أمجاد المملكة ولا عن أحد من ملوكها

تحرك واسع لاتحاد العلماء المسلمين لإنقاذ العودة من الإعدام تعزيرا

عبد السلام سكية
  • 16538
  • 54
ح.م
سلمان العودة

أعلن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، رفضه تصنيفه بالإرهاب من قبل بعض الدول، قائلا إنه “هو الذي فضح الإرهاب الذي خرج من عباءة بعض الدول، وحذر من أن معاداة العلماء وسجنهم لقول الحق، نذير شؤم وعقاب، وطالب العالم الإسلامي وممن اسماهم قادته المخلصين وعلماءه الربانيين والمفكرين بالتدخل لإطلاق سراح جميع سجناء الرأي، والنصح أمثال الشيخ سلمان العودة”.
وقال الاتحاد الذي يرأسه الشيخ يوسف القرضاوي، إنه تلقى “ببالغ القلق والألم بدء محاكمة سجناء الرأي والنصح والدعاء، من العلماء الربانيين والمفكرين والمصلحين ونحوهم، أمثال الشيخ سلمان العودة، والدكتور عوض القرني، ود.خالد العجيمي، ود.علي العمري، ود.علي بادحدح، والشيخ صالح آل طالب، والشيخ د. عبد العزيز الفوزان، وغيرهم”.
وأضاف: “فهؤلاء العلماء الربانيون لم يقوموا بثورة على الدولة، وإنما وجهوا نصحهم الخالص دون نفاق ولا محاباة، فكان جزاؤهم السجن والعقاب في بلد أسس على أساس مرجعية الإسلام وعقيدة التوحيد، وأن مما لاشك فيه أن هذا الدين مبني على التواصي بالحق والصبر، وعلى النصح والإرشاد بالحكمة والموعظة الحسنة حتى حصره الرسول صلى الله عليه وسلم فيه فقال: “الدين النصيحة (ثلاث مرات) قلنا: لمن؟ قال “لله ولكتابه، ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم” حديث صحيح مشهور. فكل إنسان حتى ولو كان إمام المسلمين ينصَحُ، ويُنصَح”.
وأوضح البيان “نحن في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يضم عشرات الآلاف من العلماء من جميع العالم وعشرات الجمعيات والمؤسسات العلمائية نعبر عن رأينا”، وأفاد البيان “من الجدير بالذكر أن لدى الاتحاد معلومات مؤكدة أن بعض علماء السعودية عندما أرادوا الانضمام إلى الاتحاد استأذنوا عن طريق إحدى الوزارات الديوان الملكي في عهد الملك عبد الله يرحمه الله فأذن لهم”.
وفي “هجوم معاكس” للاتحاد، نشر نائب القرضاوي، الشيخ المغربي احمد الريسوني، كلمة مطولة للرد على التهم الـ37 التي وُجهت للشيخ سلمان، وأورد الريسوني “أخيرا، وبعد عام كامل من الاختطاف والتغييب القسري، تم “الإعلان” عن بدء “محاكمة سرية” للمفكر الداعية الشيخ سلمان العودة. وقد جاء في الأخبار التي نشرتها الصحف السعودية مؤخرا، أن النيابة العامة طالبت بتنفيذ حكم الإعدام تعزيرا في حق الشيخ الجليل، بعد أن وجهت له 37 تهمة!!
وتابع الشيخ الريسوني “بما أنني أعرف الشيخ سلمان معرفة جيدة ومنذ مدة طويلة، فقد بدأت أفكر في هذه التهم السبعِ والثلاثين، وقلت في نفسي: بما أن المحاكمة سرية والتهم سرية، فلا بد لمن يعرفون الشيخ وأفكاره وسيرته من أن يكشفوا للناس “أفعاله وجرائمه وأفكاره التخريبية”، التي لأجلها استحق الاختطاف السري، والاعتقال السري، والتعذيب السري، والمحاكمة السرية”.
وسجل المتحدث “وها أنذا – خدمة للحقيقة – أكشف لكم عن تلك الجرائم السبعِ والثلاثين، التي ارتكبها الأستاذ الشيخ سلمان العودة، أو يُشتبه في ارتكابه لها!!”، ومن ذلك “إصراره على الاعتدال في الدين وفي كل أموره، وسماحته المفرطة، ومخالفته للنهج الذي عليه شيوخ المملكة وخاصة بعض فتاوى هيئة كبار العلماء، وكتابه الذي أغاظ مشايخ الممكلة وتجاوَزهم: (افعل ولا حرج)، وهو كتاب سينشر الفوضى الدينية باسم التيسير ورفع الحرج، وكتابه (أسئلة الثورة)، وعنوانه وحده كافٍ للدلالة على أهداف صاحبه ومنهجه الهدام، ورغم تآليفه الكثيرة، لم يؤلف أي كتاب عن أمجاد هذه الدولة المباركة، ولا عن أحد من ملوكها العظام”.
ونقلت جريدة عكاظ السعودية، جزءا من محاكمة الشيخ سلمان العودة، التي بدأت الثلاثاء، دون أن تذكر اسمه، وقالت “وجهت النيابة العامة 37 تهمة ضد مواطن سعود تولى منصب مساعد أمين الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين المصنفة ككيان إرهابي، مطالبة قضاة المحكمة الجزائية المتخصصة بالرياض في أولى جلسات محاكمته بقتله تعزيرا”.
و قالت عكاظ “عرضت النيابة، بحضور 4 من ذوي المتهم وممثلي وسائل الإعلام المحلي التهم التي شمل أبرزها وجود علاقات مشبوهة وزيارات واتصالات مع أمير قطر السابق والنظام الليبي السابق، وانضمامه لجماعة الإخوان المسلمين المصنفة كمنظمة إرهابية، وتمويله وإشرافه على ما يسمى ملتقى النهضة القائم على التحريض على الثورات لتغيير الأنظمة العربية”.
كما تضمنت لائحة التهم حسب الصحيفة السعودية “اتهامه بانضمامه لجماعة الإخوان المسلمين المصنفة كمنظمة إرهابية، ووضعه شعار رابعة العدوية في حسابه على منصة التواصل الاجتماعي تويتر، وتدخله في الشؤون الداخلية لجمهورية مصر، وإشادته بالتجربة التركية في تعاملها مع جماعة الإخوان المسلمين المصنفة كمنظمة إرهابية”.
كما اتهم بتوغله في علاقات مع قطر وزيارات واتصالات مشبوهة مع أميرها السابق والنظام الليبي السابق، ودعوته للتغيير في الحكومة السعودية والدعوة للخلافة في الوطن العربي وتبنيه ذلك بإشرافه على ملتقى النهضة بجمع الشباب كنواة لقلب الأنظمة العربية وانعقاده مرات عدة في دول عدة بحضور مفكرين ومثقفين، وإلقاء محاضرات محرضة.
وشملت التهم دعوته وتحريضه للزج بالمملكة في الثورات الداخلية، ودعم الثورات في البلاد العربية من خلال ترويجه لمقاطع تدعم الثورات ونقل صورة عما تعانيه الشعوب واستثماره الوقت في التركيز على جوانب القصور في الشأن الداخلي وإظهار المظالم للسجناء وحرية الرأي، وسعيه المتكرر لزعزعة بناء الوطن وإحياء الفتنة العمياء، وتأليب المجتمع على الحكام، وإثارة القلاقل، والارتباط بشخصيات وتنظيمات وعقد اللقاءات والمؤتمرات داخل وخارج المملكة لتحقيق أجندة تنظيم الإخوان الإرهابي ضد الوطن وحكامه.

مقالات ذات صلة