-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

50 سنة على ثورة القرنفل.. هكذا ساهمت الجزائر في الإطاحة بالدكتاتورية في البرتغال

ماجيد صرّاح
  • 2629
  • 0
50 سنة على ثورة القرنفل.. هكذا ساهمت الجزائر في الإطاحة بالدكتاتورية في البرتغال
GINIES/SIPA / Sipa
صورة ملتقطة يوم الفاتح ماي 1974 لجنود برتغاليين يحملون أزهار القرنفل، رمز الثورة التي أطاحت بالديكتاتورية في البلاد، يوم 25 أفريل 1974.

تحتفل البرتغال اليوم الخميس، 25 أفريل، بالذكرى الخمسين لثورة القرنفل، وهي الثورة التي أطاحت يوم الـ25 أفريل 1974 بأقدم نظام سلطوي في أوروبا الغربية.

وتمثلت ثورة القرنفل أو ثورة الـ25 أفريل، في خروج ضباط عسكريين برتغاليين معارضين إلى شوارع لشبونة، تبعهم مواطنون برتغاليون وضعوا أزهار القرنفل على فوهات بنادق الجنود وملابسهم.

وهكذا أطاحت هذه الثورة التي لم تطلق فيها رصاصة واحدة بنظام “إستادو نوفو”، والذي كان يعد واحدا من أطول الأنظمة الإستبدادية في أوروبا الغربية والذي استمر لأربعة عقود.

هذه الثورة التي أطاحت بالنظام الحاكم، أنهت حروب البرتغال الإستعمارية في إفريقيا، مما سمح بعد ذلك في دخول البلاد في مرحلة التحول إلى الديمقراطية.

عقب استقباله من طرف الرئيس عبد المجيد تبون في مارس 2022، قال وزير الدولة والشؤون الخارجية البرتغالي، أوغوشتو سانتوش سيلفا، إن “البرتغال عليها دين للجزائر لأنها لعبت دوراً هاماً في مسار دمقرطة البرتغال، ودعمت المعارضة الديمقراطية ضد الديكتاتورية في البرتغال”.

وأضاف الوزير البرتغالي أنه في فترة حكم العسكريين بقيادة الجنرال سالازار، لعبت الجزائر دوراً بارزاً في 1975، حيث تم “التوقيع على اتفاقية سمحت باستقلال العديد من الدول الأفريقية، التي استعمرت من طرف البرتغال، في الجزائر وهو ما شكّل ميلاد دول تتحدث اللغة البرتغالية”.

واحتضنت الجزائر معارضين سياسيين خلال فترة حكم دكتاتورية “إستادو نوفو” في البرتغال ودعمت نضالهم ضد ذلك النظام، كما احتضنت الجزائر كذلك بين الفترة 1960 و1974 عديد الثوار الأفارقة.

ومن بين هؤلاء، الزعيم الثوري والمفكر السياسي، أميلكار كابرال، والذي حارب الدكتاتورية في البرتغال، ويعد أب التحرر في غينيا بيساو وجزر الرأس الأخضر، كما ساهم في تأسيس الحركة الشعبية لتحرير أنغولا، التي كانت أيضا واقعة تحت الاستعمار البرتغالي.

وهو صاحب المقولة الشهيرة “إذا كان المسيحيون يحجون نحو الفاتيكان، والمسلمون نحو مكة فالثوار يحجون نحو الجزائر”.

اقرأ أيضا: مانوييل تيكسيرا غوميز.. الرئيس البرتغالي الذي لجأ يوما إلى الجزائر

دعم الجزائر المتنوع لحركات الإستقلال في البلدان المستعمرة من طرف البرتغال على مدار الستينات، تسبب في توتر العلاقة بشكل كبير بين نظام “إستادو نوفو” البرتغالي آنذاك، فلم تقم الجزائر علاقات مع البرتغال إلا بعد ثورة القرنفل.

فأقامت الجزائر علاقات دبلوماسية مباشرة مع البرتغال في 7 مارس 1975.

إضافة لدعمها للثوار الأفارقة، استقبلت الجزائر عديد المعارضين البرتغاليين للنظام، والذين وجدوا في الجزائر ملجأ لكتابة مؤلفاتهم المعارضة للنظام وإدارة محطة “Rádio Voz da Liberdade” ما ترجمته من البرتغالية “راديو صوت الحرية”.

ومن بين هؤلاء، الشاعر والسياسي، مانويل أليغري، والذي اختار الجزائر كمنفى أقام فيها لمدة عشرة سنوات إلى غاية إطاحة ثورة القرنفل بنظام “إستادو نوفو” في 1974.

وفي الجزائر دعم حركات التحرر في البلدان الإفريقية التي كانت مستعمرة من طرف البرتغال، وناضل بكتاباته ضد نظام سالازار.

فألف “Praça da Canção” ما ترجمته: ساحة الأغنية، عام 1965، و”O Canto e as Armas” ما ترجمته: الأغنية والسلاح، عام 1967، والتي تم تداولها سرا في البرتغال من يد ليد.

وكانت قصائده التي غناها عديد المغنيين البرتغاليين مثل زيكا أفونسو، أدريانو كوريا دي أوليفيرا، ومانويل فريري وغيرهم كثيرون، من رموز النضال.

كما كان مانويل أليغري كذلك مذيعا بإذاعة “صوت الحرية” التي كانت محطة إذاعية باللغة البرتغالية تبث من الجزائر برامجها الموجهة إلى البرتغال والمستعمرات الإفريقية، ثلاث مرات في الأسبوع، عبر معدات الإذاعة الجزائرية.

أثناء عودته للجزائر في زيارة عام 2008، قال مانويل أليغري “لا يمكننا فصل تاريخ الثورة البرتغالية عن الدور الذي لعبته الجزائر التي ساعدت البرتغال على إرساء الديمقراطية وساعدت حركات التحرر الأخرى، دون المطالبة بأي شيء في المقابل، فقط بالتضامن مع أولئك الذين ناضلوا من أجل الحرية”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!